حوارحوارات وتحقيقاتسياسة

في إفادات للطابية: رئيس لجنة التعويضات بمنظمة الدعوة الإسلامية يكشف حجم الدمار الذي لحق بأصول المنظمة

ــ حتى أشجار المنظمة احترقت بسبب العطش والإهمال

سنرفع دعاوي قانونية ضد من تسببوا في الضرر ونطالبهم بالتعويض

 

حوار: قسم التحقيقات والحوارات

الأسبوع الماضي، أعادت منظمة الدعوة الإسلامية فتح أبواب مقرها الرئيس بالخرطوم  حي الرياض، بعد إغلاق دام لأكثر من ثلاث سنوات من صدرور قرار  إيقافها مصادرة ممتلكاتها من قبل لجنة إزالة التمكين المجمدة.

ففي العام 2019م أقدمت لجنة إزالة التمكين على إيقاف منظمة الدعوة الإسلامية وحلّها ضمن منظمات طوعية وخيرية أخرى كثيرة، وتم استلام رئاسة المنظمة وكل المؤسسات والشركات التابعة لها في العاصمة والولايات، وتوقف العمل تماما بالمنظمة التي ظلت لحوالي أربعين عاما تقدم الخدمات الدعوية والإنسانية للسودان ولإفريقيا وأجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، فهي منظمة دولية عاملة في مجال الدعوة والعمل الإنساني، وتعطلت جراء هذا الإجراء التعسفي الظالم الكثير من الأنشطة والبرامج والمشاريع الدعوية التي كانت تقدمها المنظمة للسودان وللعالم الإسلامي، وأخيرا عادت المنظمة لأصحابها في اكتوبر 2022م وتم استلام مقرها الرئيس وعدد من مقرات مؤسساتها التابعة لها، وقد كان حجم الضرر الذي لحق بالمنظمة وهيئاتها ومؤسساتها كبيرا، ولعل الزمن لم يحن بعد لحصر كل هذه الأضرار، ولابد أن المنظمة ستعد ملفا خاصا بذلك يشمل كل الأضرار، لكننا في هذه العجالة وقبل أن يتم الحصر والتصنيف والمتابعة للأضرار التي تمت نلتقي بالدكتور على عيسى عبد الرحمن رئيس لجنة التعويضات وجبر الضرر ليلقي لنا الضوء سريعا على عمل اللجنة، وقد وافق الدكتور مشكورا على إفادتنا رغم أن اللجنة في بداية عملها، لكننا قررنا أن نرصد ولو جزءا يسيرا من عمل اللجنة ومنهجية عملها ومجالاتها ومهامها، ولعلنا نوفق لاحقا إن شاء الله في تسليط الضوء على عمل هذه اللجنة وغيرها من اللجان لنقف على الحقيقة كاملة حول هذا الملف.

ـــ حدثنا بداية عن تكوين اللجنة ومهامها ومجالات عملها.

ــ ــ تم تكوين لجنة بمنظمة الدعوة الإسلامية لتقييم الضررالناجم عن إيقاف نشاط المنظمة باسم لجنة التعويضات وجبر الضرر، وتتكون اللجنة من الرئيس والمقرر ومسئول الملف القانوني، وباحث اجتماعي، وخبير نفسي.

ــ بعض سيارات المنظمة أخذوها خارج السودان وبعضها تم تشليعها .. وكل الشاشات والمكيفات والحواسيب تم تفكيكها والتصرف فيها.

تعمل اللجنة على حصر الأضرار المادية التي تعرضت لها المنظمة في الأصول الثابتة والمنقولة، بالإضافة إلى حصر الأضرار المعنوية والنفسية التي تعرض لها أصحاب المصلحة من المستفيدين من خدمات المنظمة، وتلك التي تعرض لها المانحين، وكتابة تقرير بهذه الأضرار وترجمته إلى بعض اللغات الحية، والقيام بإجراءات لجبر ضرر اصحاب المصلحة والمانحين، في المجال القانوني طلب تعويضات مادية من المتسببين في الضرر، وتقديم الإرشاد النفسي للمتضررين نفسيا من أصحاب المصلحة، وجبر الضرر الاجتماعي المتمثل في الكفالات وقطاع المتشردين ومحدودي الدخل وفي العمل الدعوي، ومجال الترفيه للأطفال، ثم تجديد التواصل مع المانحين وتنويرهم بما تم وضرورة استئناف عمل الخير.
تعمل اللجنة على تقديم تقرير ضاف عن واقع عمل المنظمة حتى لحظة تجميد نشاطها، والوقوف على الخطة الخمسية الخاصة بالمشروعات التي وضعتها المنظمة والتي كانت بصدد تنفيذها، وإجراء دراسة ميدانية ومسح اجتماعي مع اختيار عينة مصنفة، وإجراء مقابلات مع بعض مجتمع البحث، والاستعانة بخبراء اجتماعيين ونفسانيين واقتصاديين ومهندسين وفي مجال الإحصاء وتقنية المعلومات.

ـــ نعلم أن اللجنة في بداية عملها، لكن نود أن نعرف حتى الآن هل اكتشفتم مفقودات كانت تابعة للمنظمة خلال فترة الإيقاف؟

ــ ــ اللجنة بصدد حصر كل الأصول الثابتة والمنقولة، واكتشفنا أن هناك مفقودات، ونعمل الآن على حصر كل المفقودات، وستتخذ إجراءات وتقدم دعاوى ضد المسئولين عن هذه المفقودات.

ــ تحدثت إجمالا عن مفقودات، هل من أمثلة على هذه المفقودات؟

ــ ــ من خلال حصرنا حتى الآن اتضح لنا أن جزءا من الأصول المتحركة (سيارات) قد تم نقلها إلى خارج السودان، وبعضها تم نقلها إلى الولايات، والجزء الموجود من السيارات تم التصرف في مكوناتها وأجهزتها مثل المكيفات والمسجلات والإطارات، وتم (تشليعها)، واكتشفنا أيضا أن كل المكيفات والحواسيب والمرواح والشاشات قد تم تفكيكها وأخذها خارج المنظمة، وتم التصرف فيها.

ــ اللجنة تعمل في مجال جبر الضرر بالإضافة للتعويضات، ما هي إجمالا أهم الأضرار التي ترتبت على إيقاف عمل المنظمة؟

ــ ــ الفترة التي توقفت فيها المنظمة فقدت فيها المانحين، وتضرر كثيرا أصحاب المصلحة من الذين كانت تقدم المنظمة خدمات، وحتى العاملين بالمنظمة تضرروا كثيرا إذ لم يتقاضوا مرتبات واحد وخمسين شهرا هي الفترة التي تم فيها حل المنظمة قبل أن تعود لأصحابها مؤخرا وكل مقار المنظمة فقدت عامل الصيانة لدرجة أن كل الأشجار في المنظمة قد احترقت من العطش والإهمال، والمعلوم أن المنظمة بها كمية كبيرة من الأشجار المثمرة، وأشجار الظل، وأشجار الزينة، وبعض أجزاء المنظمة لم تعد حتى الآن مثل منظمة تدريب الدعاة التي يقيم فيها الدعم السريع حتى الآن، وبقية الفروع كانت الشرطة موجودة فيها، وأيضا كانت المنظمة قد وضعت خطة خمسية قبل إغلاقها بواسطة لجنة إزالة التمكين، وتشمل مجالات العمل الدعوي والإنساني وهي لم تنفذ بسبب الإيقاف والإغلاق.

 قطاع المشردين الذين كانت تؤيهم المنظمة عادوا للتشرد مرة أخرى جراء إيقاف المنظمة

كفالات الأيتام قد توقفت، وقطاع المشردين الذين كانت المنظمة تؤيهم في مقرها بالشقيلاب قد عادوا للتشرد مرة أخرى، وحتى قطاع الأطفال الذين كانوا يجدون الترفيه في بعض المنتزهات التابعة للمنظمة كمنتزه الرياض العائلي قد فقدوا ما كانوا يجدونه بسبب الإغلاق والإيقاف.

ــ كيف سيتم التعويض؟ ومن سيقدمه؟ وما هي آلية عمل اللجنة في مجال التعويض؟

ــ ــ اللجنة اتخذت مسارات للتعويضات، وسنمضي في المسار القانوني حتى يتم التعويض وجبر الضرر وسنرفع دعاوي قانونية ضد من تسببوا في ذلك للمطالبة بالتعويضات وجبر الضرر.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى