تقاريرصحةصفحات متخصصة

متوسط فاتورة الأمراض المزمنة 10 آلاف جنيه.. ارتفاع أسعار الدواء كابوس مخيف يتهدد المرضى الفقراء

الخرطوم : نجاة حاطط
في الوقت الذي تعهد فيه وزير الصناعة إبراهيم الشيخ بتذليل العقبات التي تواجه القطاع الصناعي عامة وصناعة الدواء خاصة كشف تجمع الصيادلة المهنيين أن متوسط فاتورة الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة بلغت عشرة آلاف جنيه، بعد الزيادات الأخيرة التي طالت كل شيء حتى الدواء، وشدد التجمع على أن المبلغ المذكور يكشف عن حجم أزمة الدواء في ظل ثبات الدخل وعدم وجود مصادر دخل أخرى.

عٌلم بالضرورة :
وقالت عضو “تجمع الصيادلة المهنيين” سماهر المبارك، في تصريح للزميلة “الصيحة “، أمس إن هذا الوضع معلوم لمجلس الوزراء بالضرورة إذ أن الإمدادات الطبية تحول للمجلس تقريرا أسبوعيا يوضح الندرة في الأدوية والمبالغ المطلوبة، وأضافت سماهر” أن الفقراء ومتوسطي الدخل يعانون لجهة أن الدخول ثابتة والمرض غير ثابت مما يضطر المواطنين إلى بيع كل الأصول وما يملكون لتسديد وتوفير فاتورة الدواء”

ندرة:
ولفتت سماهر إلى أن الدواء تم تحريره بذات الاسلوب الذي حررت به العديد من السلع مما خلق ندرة في الدواء ووصفت ماحدث بغير الاخلاقي وغير الإنساني ،وأضافت بأن السيناريو القادم هو أن تزيد معاناة المرضى أضعاف مما هي عليه الآن مضيفة بأن الدواء سيكون متاحا لمن استطاع إليه سبيلا .

تحذير:
إلى جانب ذلك حذر” تجمع الصيادلة المهنيين” من زيادة أسعار الدواء وأثرها على الشرائح الضعيفة والمؤسسات الصيدلانية الخاصة، وأوضح التجمع في بيان له أن الضرر والعبء لسياسية تحرير الدواء يقع على محدودي الدخل، وعلى سكان المناطق الريفية حيث تزداد حالة الفقر والافتقاد للبِنى التحتية الصحية، ويصعب الحصول على خدمات التأمين الصحي.
وأشار التجمع، في بيان له الجمعة الماضية، إلى أن المؤسسات الصيدلانية الخاصة، تتأثر بصورة مباشرة بزيادة أسعار الدواء، حيث تآكل رأس المال من غير توفر مصادر تمويل، مما انعكس على الوفرة وسهولة الحصول على الدواء. وقال تجمع الصيادلة إن أسعار الدواء بلغت حداً غير مقبول وليس في طاقة المواطن السوداني ،حيث بلغت الزيادات (1000٪؜) خلال اقل من عام.

وقفة احتجاجية:
في المقابل نظم أطفال سودانيون وقفة احتجاجية بسبب انعدام أدوية السرطان التي تخص آلاف المصابين بالمرض مما يهدد حياتهم بالخطر، ووجدت الوقفة الاحتجاجية للأطفال السودانيين تجاوبا كبيرا في الوسائط الاجتماعية، ووصفوا الأمر بالمخزي لكون الحكومة تنصلت من أوجب واجباتها بتوفير الدواء للمرضي وبأسعار معقولة، مشيرين إلى أن انعدام الدواء سيؤدي لكارثة كبيرة في البلاد وسيقود لا محالة لقتل المرضى.

وعود حكومية :
على الجانب الآخر وعدت وكيلة وزارة الصحة الاتحادية د.يسرا محمد عثمان بأن تشهد أزمة الدواء انفراجة وشيكة خلال الفترة القادمة خاصة فيما يختص بالأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة مضيفة أن شح الدواء سيحل بصورة نهائية في غضون ثلاثة أشهر من الآن. مضيفة أنه تمت جدولة مديونية الإمدادات الطبية البالغ قدرها 75 مليون دولار لدى مستوردي الدواء، مضيفة أن الجدولة ستكون بواقع 11 مليون دولار لمدة ثلاثة أشهر، وأضافت د.يسرا أن وزارة المالية التزمت بالحفاظ على استقرار سعر الدواء من خلال الحفاظ على دعم استقرار أسعار دولار شراء الدواء، مضيفة أنه ستتحقق الوفرة من خلال ثلاث قنوات هي “الصندوق القومي للامدادات الطبية ” و”الصناعات المحلية للدواء” بالإضافة للاستيراد عبر القنوات المعتمدة”.

فوق المستطاع:
وكشفت المريضة “أ.م” في حديثها ل”شبكة الطابية الإخبارية” أمس، أنها تعاني من مرض مزمن عضال منذ عدة سنوات الأمر الذي يتطلب منها تناول أكثر من ستة أدوية يوميا، إضافة لحقن إسبوعية، ولفتت “أ.م ” أنها أضحت تعاني أشد المعاناة من ارتفاع أسعار الأدوية بصورة جنونية وانعدام بعضها، الأمر الذي يتطلب منها الذهاب للامدادت الطبية شهريا والوقوف لساعات طوال في انتظار استلام الدواء، مضيفة أنها ومرضي آخرين بالرغم من سوء تلك الحال والمعاناة التي يجدونها في الحصول على الدواء، إلا أن الحال كان أفضل من الآن إذ أرتفعت أسعار الدواء إلى ستة أضعاف أسعارها الماضية بعد تحرير أسعار الدولار وشراء الدواء بسعر الدولار العالم في البلاد وبعد تعويم الجنيه الأمر الذي جعل أسعار الأدوية ” نار حمراء” على حد تعبيرها، مضيفة أنها الآن لاتستطيع شراء أدوية مرضها المزمن، الشيءالذي جعلها تعاني الأمرين.. مشيراً أنه المعاناة تزاد لدى الأسر التي بها أكثر من مريض بأمراض مزمنة، ويصعب عليها دفع قيمة فاتورة الدواء لضآلة الدخل أمام فاتورة الدواء الباهظة

من المحررة:
ليس من الإنساني أن تترك الدولة فاتورة الدواء رهينة المضاربين في أسعار الدولار والمتاجرين في الأزمات، وأن تكف يديها عن دعم الدواء لأن ذلك يعني بلا شك “الموت للمرضى ” ولا عزاء للمرضى الفقراء لمجابهة فواتير خرافية للدواء في ظل ضعف المدخول الشهري وتذبذب أسعار الدولار وأرتفاعها.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى