
في الذكرى الأولى لسيطرة الشق العسكري في السلطات الانتقالية على السلطة ونزع المدنيين من السلطة، الذي يصفه البعض بأنه انقلابً على السلطة وحبذ البعض إطلاق مصطلع إصلاحات سياسية على مستوى المرحلة الإنتقالية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خرج بعض مؤيدي الحكم المدني إلى الشوارع مطالبين بإنهاء سيطرة العسكر على السلطة وتسليمها لرئيس وزراء مدني.
صاحب هذه التظاهرات أحداث عنف في مختلف أحياء الخرطوم، حيث أكدت الشرطة في بيان صادر عنها أنها تعاملت مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب، وتحمل أعلاماً خاصة بها وشعارات تدعو للعنف، كما تحمل أدوات حادة وتتبعها دراجات نارية مجهولة، ويرتدي جميع أفرادها زياً موحداً ولديها قيادة تتحكم في الكر والفر والهجوم على الشرطة والاعتداء على المناطق العسكرية.
هذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيه بيانات وتقارير من الشرطة أو الإعلام عن وجود جماعات غير شرعية داخل المظاهرات، ولكن حسب تأكيدات الشرطة فإن وجود هذه التشكيلات المدربة هذه المرة كان مريبًا ويؤكد أن وراء ذلك جهات تخطط وتدبر لتهديد استقرار البلاد.
التظاهر والاحتجاج السلمي حق لكل مواطن تكفله كل القوانين والأعراف المحلية والدولية، والسلطات العسكرية لا تعتدي على المواطنين المدنيين إلا إذا كان هناك ما يستدعي ذلك، ولهذا وعلى مدار العام المنقضي كان هناك العديد من الضحايا بين قتلى ومصابين، واليوم مع قرب التوصل الى اتفاق بين القوى السياسية المختلفة أصبح العنف أكثر حدة، وهذا يعطي دلالات خطيرة.
برزت مؤخرًا بعض الاتهامات، في الإعلام المحلي السوداني، لدول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقدم الدعم المادي واللوجيستي للجان المقاومة بهدف افتعال الفوضى واستخدام العنف ضد القوى الأمنية التي تؤمِّن المظاهرات المتكررة، مما يؤدي إلى الإشتباك المباشر بين المتظاهرين والشرطة وسقوط قتلى وجرحى، وبالنهاية يستمر الصراع وعدم الاستقرار والتراشق وكذلك تبادل الاتهامات، وهذا ما يخدم المصالح الغربية في السودان.
وفي المقابل لا يكف الغرب عن التهديد والتصريح بشكل مباشر بأنه لن يسمح للسلطات الانتقالية بأن تكمل مهمتها في السودان وأن تنظم انتخابات رئاسية وبرلمانية للتحضير للمرحلة المقبلة، وتكثف بعض الدول مثل بريطانيا وأمريكا جهودها لعزل البرهان وتسليم السلطة بشكل كامل للقوى المدنية التي لا تمتلك اليوم التأييد الشعبي الذي كانت تمتلكه قبل عامين، فالشعب اليوم لم يعد يثق بأي من الجهات التي كانت على رأس السلطة الانتقالية سواء المدنية أو العسكرية، وتفضل الذهاب الى صناديق الاقتراع لاختيار شخصيات جديدة على أساس الكفاءة وليس التوجه الحزبي والسياسي.
تزيد المخاطر يومًا بعد يوم، وأصبح الشعب يعي جيدًا أن الحل يكمن في الداخل وليس بتدخل هذه الدول التي تعتبر نفسها وصية على السودان وشعبه، ويريد الشعب أن يقرر مصيرة بيده ويرفض كل الأساليب والطرق التي يتبعها الغرب للوصول إلى أهدافه في السودان، التي لا تخدم إلا الغرب نفسه.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس