تقاريرسياسة

ْبعد استلام النيابة العامة لمتهمي الجيش بقتل متظاهري 29 رمضان.. هل ستأتي العدالة بالقصاص؟!!!!

الخرطوم :نجاة حاطط

كشفت النيابة العامة الأحد عن ترحيلها للمتهمين بقتل شابين من الثوار وإصابة العشرات من السجن الحربي إلىٰ رئاسة مباني النيابة العامة بالخرطوم ، بواسطة قوة من النيابة العامة والشرطة الأمنية والمباحث الجنائية لبدء إجراءات التحري معهم.

*إحياء ذكرىٰ
وكانت أْسَر الشهداء نظّمت إفطارًا جماعيًا بمحيط القيادة إحياءً لذكرىٰ فض اعتصام الـ29 من رمضان، إلّا أنّ الحكومةَ الانتقالية كانت استبقت الدعوة لإفطار الذكرىٰ منذ صباح الثلاثاء الماضي بإغلاق الشوارع المؤدية للقيادة، غير أنّ الثوار وذوي الشهداء استطاعوا الوصول للقيادة وإحياء الذكرىٰ قبل أنْ يتم إطلاق الرصاص الحي عليهم والذي على إثره سقط شهيدين -هما عثمان أحمد بدر الدين ومدثر مختار الشفيع وخلَّف عشرات الجرحىٰ.

*جريمة مكتملة الإركان
ووجدت جريمة فض الاعتصام الثانية استنكارًا وصدمةً من الشعب السوداني، كما وجدت إدانةً وتجريمًا من قيادات الحكومة الانتقالية، إذ اعتبر رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك مقتل ثائرين وإصابة عشرات الثوار بجروح “جريمة مكتملة الأركان ” أُستخدم فيها الرصاص الحي ضد متظاهرين سلميين وهو أمرٌ لايمكن السكوت عليه أو تجاهله ، وطالب حمدوك كل من وزراء الدفاع والداخلية والإعلام بإكمال تحرياتهم كما طالب مدير المخابرات العامة والنائب العام ووالي ولاية الخرطوم بالتسريع في إجراءات التحقيق وتسليم المطلوبين للعدالة بصورة فورية ودون إبطاء.

*تصحيح المسار
وقال حمدوك في – بيان له – إنّ بطء أجهزة العدالة في كشف الجرائم وتقديم المجرمين للمحاكمات صار متلازمة تدعو للقلق داعيًا إلىٰ ضرورة عقد لقاءات بين المجلس العسكري والقيادة المدنية لمراجعة المسار وتصحيحه.

*توقيف متهمين
إثر ذلك أعلن وزير الدفاع الفريق يس إبراهيم عن وضع كل المتهمين بإطلاق الأعيرة النارية من منسوبي القوات المسلحة تجاه المتظاهرين السلميين قيد الإيقاف تمهيدًا لتسليمهم للعدالة في غضون الأيام القليلة القادمة ، وكانت القوات المسلحة أعلنت – في بيانٍ لها – عن تشكيلها لجنة للتحقيق في إطلاق النار على المتظاهرين الذين أحيوا الذكرىٰ الثانية لفض الاعتصام لمعرفة المتسببين في الأحداث، مؤكدة تعاونها مع الجهات العدلية والقانونية للوصول للحقائق، وأكد الجيش السوداني على عزمه لتقديم كل من يثبت تورطه في الأحداث للعدالة.

*أصل الحكاية
وبالعودة إلىٰ ليلة الحادثة يحكي أحد الثوار –الذين أحيوا ذكرىٰ فض الاعتصام بالقيادة العامة الثلاثاء الماضية – أنهم استطاعوا الوصول إلىٰ محيط القيادة رغم إغلاق كافة الطرق المؤدية لها – وأفطروا بها، وعقب الإفطار ألقت والدة الشهيد محمد هاشم مطر خطابًا إتهمت فيه كل من الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي وأخيه بارتكاب مجزرة فض الاعتصام وأمهلت المتورطين في الجريمة حتى الثالث من يوليو للاعتراف أمام الشعب السوداني بجريمتهم ، كما طالبت والدة الشهيد مطر بحل قوات الدعم السريع وتشكيل جيش وطني موحد، مضيفةً بأنّ أسر الشهداء والثوار سيبدأون التصعيد الثوري في يونيو القادم. ويقول الثائر –الذي فضَّل حجب اسمه – أنه أحس بأنّ الدائرة بدأت تضيق علىٰ الثوار وبدأ التضييق يزيد عليهم لإخلاء أمكانهم والإسراع بالخروج، كما يقول “فعليا لم يكن هناك شيء بعد أن سمعنا الكلمات وهتفنا وتضامننا مع أسر الشهداء و كنّا نتأهب فعليًا للمغادرة لكننا فوجئنا بصوت رصاص مدوِّي فتغالطنا مع أنفسنا وكنّا نظنه بمبان أو قنابل صوتية قبل أن يتضح لنا بأنه تم إطلاق الرصاص الحي في مواجهتنا وبدأت الأصابات بين الثوار تتراءي أمام ناظرينا قبل أن نطلق سيقاننا للريح، فعدونا بكل ما نملك من قوة من موقع تواجدنا قرب كلينك الجامعة ولم نتوقف إلّا بعد لفة بزيانوس عندما حملنا بعض الأخوة على عرباتهم مشكورين”.

*استقالات
وكرد فعل للأحداث المؤسفة التي حدثت في ذكرىٰ فض الاعتصام قدمت عضو مجلس السيادة عائشة موسى استقالتها كتعبير عن عدم رضاها عمّا حدث، كما قدَّم كل من رئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير ورئيس الحزب الناصري جمال إدريس استقالتهما من مجلس شركاء الفترة الانتقالية تعبيرًا عن رفضهما لما حدث مع تشديدهما علىٰ ضرورة محاسبة الجناة.

*مطالبة بلجان دولية
وطالب “تجمع المهنيين السودانيين” في بيان له بنقل التحقيق في حادثة فض الاعتصام إلىٰ لجنةٍ دولية خاصة أو أنْ تتم التحقيقات بإشراف المحكمة الجنائية الدولية كما شدد التجمع علىٰ ضرورة القيام بإصلاحات جذرية وإعادة بناء الأجهزة العدلية متهمًا الأخيرة بالتقاعس عن أداء واجباتها

*تسلم النتائج
وتسلم القضاء السوداني أمس الأوَّل السبت نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش حول مقتل متظاهرين شاركا في أحياء ذكرىٰ فض الاعتصام الثانية والتي سلّمها للنائب العام قبل أن يسلّمها الأخير للقضاء السوداني ، وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان قد قام بتسليم نتائج إجراءات لجنة التحقيق في أحداث 11 مايو 2021 إلىٰ مولانا تاج السر الحبر النائب العام بعد أن تسلم الأول النتائج من الجيش وسلمها للأخير مساء السبت ببيت الضيافة.

*غض الطرف
توقع مصدر مطلع –فضل حجب اسمه – ألّا يتم الإعلان عن نتائج التحقيقات بشأن الأحداث الأخيرة التي وقعت بمحيط القيادة مضيفًا بأن الحكومة الأسلم لها حتى تضمن بقاءها وعدم جر أرجل نافذين فيها يعتقد كثيرون بأنهم متورطين في جريمة فض الاعتصام الأولى لذلك فالأسلم لها أن تغض الطرف عن القضية بأسرها بينما تردد للإعلام بأن لجان التحقيق تعمل على الكشف عن الحقائق ،وأضاف المصدر لدى حديثه لـ”شبكة الطابية الإخبارية”أ بأنه رغم الإعلان رسميًا عن تسليم النائب العام لنتائج التحقيق في أحداث إحياء ذكرى فض الاعتصام إلّا أنه لن يتم الإعلان عن النتائج بصورة علنية للشعب السوداني كما توقع المصدر ألّا تتم محاكمات للذين تم توقيفهم حاليًا.

*وقف شلالات الدم
قال المحلل السياسي والأكاديمي صلاح الدومة إنّ المجتمع الدول ينادي بوقف شلالات الدم في السودان وتحقيق العدالة ولكن بعض المكونات في الحكومة الانتقالية يتهاونون مع أعداء الثورة ولديهم أهداف استراتجية مع الدولة العميقة ويُعتقد بأنهم متورطين في أحداث فض الاعتصام ولذلك يتَباطؤون بصورٍ متعمدة في عدم إعلان نتائج التحقيقات للعامة مضيفًا بأن هؤلاء الأشخاص تعمّدوا أن يفضوا اعتصام القيادة بالقوة كما تعمّدوا ضرب الثوار الذين أحيوا ذكرىٰ فض الاعتصام وأضاف الدومة لدىٰ حديثه لـ”شبكة الطابية الإخبارية ” بأن هؤلاء يطمحون في حدوث الفوضى بالبلاد بهذه الممارسات حتىٰ يعود النظام البائد لسدة الحكم مرة ثانية ، وقال الدومة حتىٰ لو تسلّم النائب العام النتائج بالفعل وأُعلن عن القتلة فلن يحدث للمتهمين شيء وسيكونوا كقتلة الشهيد أحمد الخير أحياء حتى وإنْ أُعلنت ضدهم أحكام، مضيفًا بأنه يتوقع أن تصعد أسر الشهداء قضايا الشهداء للمجتمع الدولي حتىٰ تتم محاكماتهم، وختم الدومة حديثه بأن القصاص من المتهمين مرتبط بحجم الضغط الذي سياتي من المجتمع الدولي علىٰ الحكومة الانتقالية.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى