أخبارأخبار االسودانتقارير

الشيخ محمد عبد الكريم يدعو إلى إيقاف ملف السلام لتهديده السودان بالانقسام

الطابية/ تقرير: الفاتح عبد الرحمن
شن الشيخ د.محمد عبد الكريم، رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون، هجوماً قوياً على اتقافية السلام التي وقّعتها الحكومة الانتقالية مع الجبهة الثورية في جوبا السبت الماضي، ودعا إلى التوقف عن السير في ملف السلام بهذه الطريقة، لأن القائمين عليه ليسوا أهلاً لإدارته، ولأنه أدى، على حد تعبيره، إلى مزيد من الخصام، وينذر بمصيبة الانقسام، وبجعل السودان صومالاً آخر، مستشهداً بالأحداث التي تجري في شرق البلاد.
وأثناء حديثه في حلقة جديدة من برنامج (مباشر مع)، الذي تبثه قناة طيبة الفضائية، بعنوان (السودان سلامٌ أم خصام وانقسام)، وصف الشيخ محمد عبد الكريم اتفاقية سلام السودان التي وقعت في عاصمة جنوب السودان جوبا صبيحة السبت الماضي، وصفها بالأمر المتكرر والممجوج بالنسبة للسودانيين.. وقال إن هذا السلام لم يُبنَ على قواعد صحيحة، لذلك ووجه بمعارضة شديدة من داخل الجبهة الثورية التي تمثل الطرف المعارض في الاتفاقية، وتم إغلاق ميناء بورتسودان من قبل مجلس نظارة البجا، ولم يتم فكه إلا اليوم الخميس في مهلة تمتد لثمانٍ وأربعين ساعة فقط.
وابتدر الشيخ حديثه، في الحلقة، بتنزيل الآية الكريمة من سورة النحل (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) على واقع السودان، الذي لا تنقصه الأرض الخصبة، ولا المياه العذبة، ولا الخبرة البشرية، ولكن الله تعالى ابتلاه اليوم بالخصام والنزاعات، وسوء إدارة الموارد والإمكانات، فحصل ما نعيشه اليوم من أزمات.
وقال عبد الكريم إن الاتفاقية استدعت غبينةً واسعةً في أجزاء كبيرة من السودان، وفتحت الباب واسعاً أمام الحركات الموقعة عليها، للمطالبة بمطالب واسعة كإعفاء طلاب دارفور من رسوم الدخول للجامعات لمدة عشر سنوات، وحرمان طلاب بقية أجزاء السودان من هذا الحق رغم الأوضاع المتشابهة!.
وتساءل الدكتور محمد عبد الكريم عن كون هذه الاتفاقية ستحقق السلام بالسودان أم لا؟ وأجاب أنها لن تحقق هذا السلام أبداً، مستنكراً تحمل الشعب السوداني لتعويضات بقيمة 750 مليون دولار لأمريكا عن أشياء لم يكن سبباً فيها، وحدثت في ظل حكومة هو الذي أسقطها.
وعن اللقاء الذي جمع، اليوم الخميس في جوبا، بين نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي، ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو، قال رئيس تيار نصرة الشريعة، أنه غير متفاءل به إطلاقاً، لأن كلا الرجلين ما كان لهما أن يجلسا للتفاوض لولا الضغط الذي مورس عليهما من الإمارات التي تربطها صلات بالرجلين، خصوصاً الحلو الذي جيشت بعض رجاله للقتال في ليبيا إلى جانب خليفة حفتر.

ثلاث خيارات لحل أزمة السودان:

وطرح الدكتور محمد عبد الكريم رؤيته لخروج السودان من هذه الأزمة، ملخصاً ذلك في ثلاثة خيارات:
الخيار الأول: ذهاب الحكومة الحالية والعودة للشرعية الأولى التي كانت قائمة قبل انقلاب الإنقاذ، وهي حكومة الأحزاب التي كان يمثلها الصادق المهدي.
الخيار الثاني: استقالة الحكومة الحالية، وقيام مجلس عسكري آخر مهمته الإشراف على تشكيل حكومة كفاءات لفترة محدودة ثم الدعوة لقيام انتخابات.
الخيار الثالث: قيام شرفاء الجيش بإعادة الأمور إلى نصابها.
ووصف عبد الكريم، استهداف سلطات “قحت” المتظاهرين السلميين الذين يخرجون عقب صلوات الجمع للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وقيام الشرطة بمطاردتهم وإلقاء القنابل المسيلة للدموع عليهم كما حدث في الجريف (أحد أحياء العاصمة الخرطوم)، وصفه بأنه قمع أشد مما كان حاصلاً في عهد حكومة البشير، مضيفاً أنه ليس للشعب السوداني حل إلا الخروج من أجل تصحيح المسار

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى