اقتصادتقاريرتقارير

ندوة انهيار قيمة الجنيه ..الأسباب والحلول

تقرير: حسن عبد الحميد

نظم حزب التحرير ولاية السودان منتداه الاسبوعي، يوم السبت التاسع عشر من سبتمبر ٢٠٢٠م والذي جاء بعنوان (انهيار قيمة الجنيه… الأسباب والحلول) تحدث فيه الخبير الاقتصادي الأستاذ/ سليمان الدسيس، عضو مجلس الولاية لحزب التحرير، ولاية السودان، والمهندس أكرم سعد عضو حزب التحرير ولاية السودان.

الوضع الكارثي:
حيث تناول الأستاذ سليمان الدسيس الوضع الكارثي الذي حدث في البلاد نتيجة لانهيار الجنيه أمام العملات الأجنبية من 67 جنيها إلى 285 جنيهاً للدولار، مما تسبب في انهيار كامل وشلل في الاقتصاد وأدى إلى ارتفاع الأسعار، وزيادة التضخم السنوي بصورة مريعة، بنسبة 23.05% حيث كان في يوليو 143.78% إلى 166.83% في اغسطس، كما تسبب في زيادة تكلفة الإنتاج، فتوقفت كثير من المحال التجارية، بسبب التغيرات المستمرة.
وتحدث الأستاذ سليمان عن أبرز الأسباب التي أدت إلى انهيار العملة، فأجملها في:
1- فشل السياسيات النقدية والمالية للحكومة الانتقالية، وبين أنها لا تختلف عن سابقتها في النظام البائد
2- اختلال الميزان التجاري واستمرار تزايد العجز فيه، حتى وصل إلى أكثر من خمسة مليار دولار
3- زيادة الكتلة النقدية عن طريق طباعة العملة التي تقوم الحكومة ، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة المحلية (فكلما كثر العرض قل الطلب) .وعد ذلك واحد من السياسيات الفاشلة التي عمقتها سياسات النظام السابق التي رضخت لتوجيهات صندوق النقد الدولي بتخفيض قيمة العملة عبر طباعة وضخ المزيد دون غطاء من الذهب أو احتياط من النقد الأجنبي
4- لم يتم تشجيع وتمويل القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية.

الحلول السراب:
كما تحدث عن أبرز الحلول المطروحة من قبل الحكومة الانتقالية وحاضنتها قوى الحرية والتغير فأجملها في الآتي
1- القروض والمنح: وأكد الأستاذ سليمان أن الميزانية معتمدة على المنح وأشار إلى مؤتمرات الدول المانحة ووصفها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، وقال: إن الدول الاستعمارية المانحة ليست دول صديقة ، لأنهم كفار، ولأنهم مستعمرون، وإن هذه المنظمات لا تعد علينا بخير، مستدلاً بقول الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ).. وقال : لا توجد دولة مانحة تعطيك إلا إذا قدمت لها مشروعا يحفظ لها مصالحها
2- أما عن القرووض فقال: إن االدين على السودان بلغ الـ 60 ملياراً، وتساءل: كيف ستحل الحكومة الديون القديمة لتقترض من جديد؟ وقال إن القروض من ناحية واقعية عملية لم تعد على أي دولة بخير. ثم أكد حرمتها بالنص القرآني : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
3- وعن الاستثمارات الأجنبية أكد الأستاذ سليمان أنها نهب لثروات البلاد وبيعها للمستعمرين بلا ثمن.
4- وأشار إلى الحل المطروح عن طريق تغيير العملة قال : هو حجة باطلة ويزيد الطين بلة لأن طباعة عملة جديدة يحتاج إلى أموال إضافية تزيد العبء، وثانياً قال : إنها خطة لإيقاع الناس في شرك حجز الأموال في الجهاز المصرفي كما فعل النظام السابق.
وقال إن كل هذه الحلول المروحة من قبل الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية الحرية والتغيير لن يسهم في حل المشكلة بل سيزيد المشكلة .

وفي الختام قال الأستاذ سليمان: إن هؤلاء الذين أتوا بالجوازات الأجنبية وبدعم السفارات الغربية الاستعمارية، لا نرجو منهم حلاً ولا علاجاً، وقال : إن الحل في إقامة دولة على أساس الإسلام بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق الاقتصاد الإسلامي وتحقق عدله على الناس. خداع أمريكا للعالم : أما المهندس أكرم سعيد فقد تناول المعالجات الجذرية، وأكد أن تدني العملة هو أمر غير طبيعي وهو أمر مفتعل، وهو سياسة عالمية استعمارية للارتباط بالدولار، وتساءل لماذا ترتبط العملة المحلية بالدولار؟ واشار الى كيف خدعت أمريكا العالم وربطت كل الاقتصاد بعملتها بعد أن كان الدولار يساوي وزناً من الذهب إلا أن الرئيس نيسكون فك الارتباط بين الدولار والذهب،

وأشار إلى أن مواقف دول العالم كانت هزيلة مما دفع أمريكا للتسيِّد والسيطرة عبر عملتها الدولار التي لا تساوي قيمة الحبر الذي كتب به..

وصفة علاجية :

وقال المتحدث إنه في الأصل أن تُقيَّم الجهود والثروات بقيمة حقيقية مثل الذهب أو الفضة، لذلك حتى تحل مشاكل إنهيار العملة لا بد من :

1/ فك الارتباط بين الدولار والعملات المحلية

2/ إرجاع القاعدة الذهبية والفضية، وربط العملة بهما، وقال إن ذلك حكم شرعي واجب . وتحدث بشكل مفصل عن الطريقة العملية للانتقال من التعامل بالدولار إلى القاعدة الذهبية والفضية

3/ وأشار إلى أهمية الإنتاج ورفع القيود عن المنتجين

4/ وأكد أن كل ذلك لا يمكن أن يكون إلا في دولة تقيم الإسلام وتطبق شرعه ولا يفعل ذلك إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وشارك في المنتدى عدد مقدر من السياسيين والمفكرين والمهتمين بالشأن العام.

 

 

 

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى