Uncategorizedأخبارثقافة

قاص يمني يحكي: لهذا عشقت أرض السودان

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜّﻠﺖ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻼﺑﺔ ﻭﻫﺸﺎﺷﺔ، ﺭﺃﻳﺖ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﺮﺩﻭﺳﺎً ﻫﺎﺩﺋﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻮﻩ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﻤﻞ ﻋﺒﺮﺍﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻟﻨﻤﻸ ﻗﺒﻮﺭﺍً ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩٍ ﺗﺄﺑﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﺎﺩﺭﻧﺎ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺿﺎﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻓﺢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺾ ﻭﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ، ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺃﻋﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ، ﻭﻛﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺃﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕٍ ﻣﺘﺪﻫﺞ ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻫﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺭﻏﻢ ﺻﺨﺐ ﻣﺮﻛﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﻠﻬﻴﺒﻬﺎ ﻭﻗﺬﺍﺋﻔﻬﺎ، ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻘﻬﻰ ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻕ ﻃﻮﻳﻞ ﻇﻠّﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﻘﺸﺔ ﺗﺼﺎﺭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻣﺮﺳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ، ﻣﺮﺕ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﻭﺳﺮﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ﻧﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ، ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻭﺑﻼﺩﻱ ﺗﺮﺍﻗﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﺃﺭﺩﺕ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ﻛﻞ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﻤﺮ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎً، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﺩٍ ﺃﺗﺨﺬ ﺑﻼﺩﻩ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﺑﺠﻮﻋﻬﺎ ﻭﻓﻘﺮﻫﺎ ﻣﺴﻜﻨﺎً ﻭﻭﻃﻨﺎً، ﻣﺮﺕ ﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺷﺮﻭﺩﻱ ﻷﻓﺮﺵ ﻳﺪﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺣﺪﻳﺪﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺮﻛّﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻭﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺗﺴﻤﻰ ” ﺭﻛﺸﺔ ” ﻭﻗﻒ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﺷﺎﺏٌ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻼﻣﺤﻪ، ﺑﺸﺮﺓ ﺳﻤﺮﺍﺀ ﺩﺍﻛﻨﺔ، ﺣﻠﻴﻖ ﺍﻟﺬﻗﻦ، ﺗﺤﺘﻞ ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺪﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺧﺎﺽ ﻣﻌﺎﺭﻛﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺣﻞ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻳﺔ، ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺻﻌﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﺱ، ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺃﺳﻜﻦ، ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻓﻬﻢ ﻃﻠﺒﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺗﻮﺿﻴﺤﻪ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻳﻤﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺿﺤﻜﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺴﺘﺠﺪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ، ﺭﻛﺒﺖ ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻳﺴﺮﺩﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺑﻠﻄﻒٍ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻧﻘﻲ، ﺃﺳﻌﺪﺗﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺒﺮ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ، ﻧﺎﺩﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﺳﻤﻪ، ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺃﻧﺎ ﻳﻤﻨﻲ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪﻛﻢ ، ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻭﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ ﻣﻌﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﻋﺐ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺣﻠﻮﻯ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﻄﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺃﻧﺎ ﺟﺌﺖ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻛﻠﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺑﻼﺩﺍً ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺷﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻓﻴﺰﺓ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﻫﻨﺎ ﻣﺴﻜﻨﺎً ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﻻ ﺃﻣﺘﻠﻚ ﻗﺮﺷﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺑﻪ ﺩﻓﻊ ﺃﺟﺮﺗﻚ، ﻭﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻔﻮ ﻋﻨﻲ ﻭﺗﻘﺪﺭ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﻤﻜﻦ .. ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﺘﺰﻥ ﻭﺃﺗﺤﺪﺙ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﻳﺎﺳﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺫﺍﻫﻼً ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﺎﻥ ﻻ ﺗﺮﻣﺶ ﺃﻭ ﺗﻐﻤﺾ ﻟﺤﻈﺔ، ﺷﻌﺮﺕ ﻭﻛﺄﻥ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻪ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺗُﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻑ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﺤﺮﻑ، ﺭﺩ ﻣﻮﺍﺳﻴﺎً ” ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻚ ” ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺳﺮﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ، ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻨﻲ ﺧﻴﺒﺖ ﻇﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻴﻼً ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻣﺘﺤﻤﻼً ﺃﺗﻌﺎﺏ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﻣﺜﻘﻼﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻭﺣﺰﻳﻨﺎً، ﻛﺴﺮﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻄﻠﺐٍ ﺁﺧﺮ ” ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻳﺎ ﻳﺎﺳﻴﻦ ، ﻫﻞ ﺗﻌﺸﻴﺖ ” ﻗﺎﻝ ﺑﺈﻥ ﺃﻣﻪ ﻭﺯﻭﺟﻨﻪ ﻭﺍﺧﻮﺗﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻭّﺡ ﺍﻵﻥ ﻭﻧﺘﻌﺸﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﺍﻋﺘﺬﺭﺕ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺸﻰ ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﺭﺩ ﺑﺼﻮﺕ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻄﻔﺎً ﻭﺻﺪﻗﺎً، ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﺄﺧﺬ ﻟﻚ ﺳﻔﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻄﻌﻢ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺛﻮﺍﻧﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ، ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻣﻌﻴﻨﺎً، ﻧﺰﻟﺖ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺃﺧﺬﺕ ﻋﺸﺎﺀ ﻟﻲ ﻭﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ، ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ ﻟﻢ ﺗﻜﻔﻨﻲ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺁﺧﺮ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ، ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻲ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﻀﻄﺮ ﺃﺷﺘﻐﻞ ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﺎﺟﺎﺗﻲ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲّ ﻋﺮﺿﺎً ﺃﻫﺘﺰﺕ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ” ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻛﺸﺔ ﺗﺒﻌﻲ ﻭﺣﺪﻱ، ﻧﺸﺘﻐﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎً، ﻧﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻌﻨﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻌﻨﺎ، ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻚ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺇﺫﺍ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﺔ ﺃﻋﻠﻤﻚ ﺭﺍﻳﻚ ﺷﻨﻮ؟ ” ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﺣﺮﻭﻓﻪ ﻳﺘﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ، ﻳﻔﺘﺮﺵ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻗﺎﺕ ﻋﻴﻨﻲ، ﺃﺟﺪﻧﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻭﺃﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺻﺮﺕ ﺃﻫﻢ ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﺭﺣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺩ، ﺃﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ، ﻇﻞ ﻳﻔﺮﺵ ﻟﻲ ﻓﺮﺩﻭﺳﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﻫﻞ ﺩﻳﺮﺗﻪ، ﺳﻮﺍﻋﺪﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺣﺮﻳﻘﻲ، ﻳﺨﻤﺪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻳﺤﺘﺮﻕ ﺑﺪﻻً ﻋﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺗﺤﻮﻟﺖُ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﺇﻟﻰ ﻧﺪﺑﺔ ﻧﺎﺯﻓﺔ، ﺇﻟﻰ ﺭﻋﻔﺔ ﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺳﻌﺪﻧﻲ ، ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﻮﺳﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﺣﺔ، ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺘﺮﻓﺖ ﺑﻐﺒﺎﺀﻙ ﻳﺎ ﺣﻤﻴﺪ ﺟﺮﻣﺎً ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻨﺎ ، ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻲّ ﻭﻳﻮﺩﻋﻨﻲ، ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺭﻗﻤﻪ ﻭﻧﺒﻬﻨﻲ ﺑﺤﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ ﺷﺒﺎﺏ ﻳﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺐ ﻧﺮﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﺍﺣﺘﻠﻨﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺒﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ، ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻓﻤﻲ ﻳﺮﺗﻌﺶ، ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺒﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺃﻱ ﻣﺨﺮﺝ، ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﺃﺛﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻛﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺃﺟﻠﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪﻧﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ، ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻨﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﻇﻦ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﺷﻜﺮﻩ، ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻲ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺰﺡ ﻣﻌﻚ، ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ، ﻭﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻗﻠﻬﺎ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻗﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺃﻫﺬﻱ ﺑﺪﻣﻮﻋﻲ ﻭﺻﻮﺗﻲ، ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺗﺒﺎً ﻏﺎﺿﺒﺎً، ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻋﻠﻲّ ، ﻣﺮﺕ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺛﻘﻴﻠﺔ، ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﺗﻠﺘﻬﻤﻨﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ، ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺗﺼﺮﻑ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﺸﻮﺍﺭﻙ ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻚ، ﻗﺬﻓﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ، ﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﻮﻗﻔﻲ ﻭﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻗﺒﻞ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ، ﺭﺣﻞ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ، ﻻ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻭﻻ ﻗﺎﺋﻤﺎً، ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻨﻲ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻨﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﻭﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﻃﻨﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ، ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻛﻨّﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺻﻞ، ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺗﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻳﻤﻨﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺻﻠﻨﻲ ﺇﺗﺼﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﻟﻠﻮﻻﺩﺓ، ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻭﺳﺄﺭﺩﻩ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﺮ ﻭﻗﺖ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ، ﻟﺒﻴﺘﻪ ﻭﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ، ﻟﻢ ﺃﻓﻜﺮ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﺃﻭ ﻣﺨﺎﺩﻋﺎً، ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺋﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﺒﻮﻉ، ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﺮﺩﻭﺱ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻖٍ ﺟﺪﻳﺪ، ﻣﺒﺘﻤﺴﺎً ﻣﺘﺄﻧﻘﺎً ﺳﻌﻴﺪﺍً، ﻣﺮﻛﺒﺘﻪ ﺗﻀﺞ ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ، ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺟﺘﻨﻲ ﺑﻨﺖ ﻭﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺇﺳﻤﻴﻪ ﺣﻤﻴﺪ، ﺷﻜﺮﺗﻪ ﻭﻋﺎﻧﻘﺘﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﻓﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻋﺠﻴﺐ ” ﻳﻤﺎﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻳﻤﺎﻥ ” ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﺳﺘﺴﻔﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﻴﺘﻬﺎ ﻳﻤﺎﻥ، ﺭﺃﻳﻚ ﺷﻨﻮ ﻳﺎﺯﻭﻝ؟؟
ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭﻛﻞ ﻗﻮﻝ .
ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﺭﺿﺎً .

حميد الرقيمي

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى