تقاريرتقارير

أثارت توترات كبيرة.. هل تلقي حادثة القضارف بظلالها على العلاقة بين الجيش والحركات؟؟

تقرير: الطابية

سيطرت حادثة الاشتباك المسلح بين قوات حركة مصطفى تمبور وشرطة القضارف، على خطب الجمعة أمس بالمدينة الشرقية، في ظل صمت رسمي، حيث طالب أئمة المساجد بضرورة إبعاد الحركات المسلحة من المدن ومن مناطق تواجد المواطنين فورا.

الحادثة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، ألقت بظلالها على مجتمع القضارف وأرسلت إشارة غير مطمئنة لولايات توجد بها عناصر الحركات المسلحة، ورغم خطورة الموقف غير أن اللجنة الأمنية بولاية القضارف لم تصدر أي بيان بالحادثة، وحسب مصادر “الطابية” فإنه تمت تسوية بين الأطراف المعنية وتمت زيارات لأسر المقتولين والمصابين في الحادث، واكتفت السلطات هناك بذلك.

غير كافية

الخطوة الرسمية، التي قابلت بها اللجنة الأمنية حادثة القضارف، يراها الأمين العام لتنسيقية شرق السودان، مبارك النور، غير كافية وتكرار للعلة القديمة.

وأكد مبارك في تصريحات لشبكة الطابية، أن الحل الناجع يكمن في إبعاد هذه الحركات من المدن تماما وفورا. ودعا مبارك النور، قيادة الجيش للتدخل وإبعاد الحركات من المدن، وتحويل معسكراتها بعيدا عن حركة المواطنين مثلها مثل الجيش، مشيرا إلى أن القضارف منطقة تماس مباشر مع العدو، ما يتطلب التعامل بحزم في مثل هذه الأمور التي تلقي بظلال سالبة على المواطنين.

يوافقه الرأي لحد كبير، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد، ويرى عبد الماجد، الذي تحدث لشبكة الطابية، حول هذا الموضوع، أن الإجراءات الأمنية هى التي تمنع تكرار مثل هذه الحوادث وليست طي الحادثة بالتسويات الخفية، مشيرا إلى ضرورة منع التجول بالسلاح داخل المدن ووسط المواطنين بالنسبة لأفراد الحركات المسلحة.. ونادى بمنع التجول بالعربات العسكرية داخل المدينة.

تأثيرات أخرى

حادثة الاشتباك بين قوات مصطفى تمبور وأفراد شرطة قسم التضامن بالقضارف، هى الثانية من نوعها بعد توترات بين قوات تمبور وقوات مناوي بالقضارف في وقت سابق، لكن هذه المرة مختلفة، حيث أعادت للأذهان الاشتباكات التي كانت تحدث قبل الحرب بين عناصر الحركات وقوات الشرطة داخل العاصمة الخرطوم. ويرى مراقبين أن هذه الحادثة مختلفة، حيث أن فصيل مسلح دخل في صدام مباشر مع مؤسسة تتبع للدولة متحديا بذلك القانون، الأمر الذي من شأنه أن يترك أثرا على المدى البعيد في علاقة التحالف بين المؤسسة العسكرية والحركات المسلحة، والذي تعمق بصورة كبيرة عقب تمرد الدعم السريع وانحياز هذه الحركات للقوات المسلحة.

التحالف هذا يراه عبد الماجد عبد الحميد بمنجأ من أي انهيار، معتبرا حادثة القضارف فردية وليست مدبرة، ومع ذلك فإن عبد الحميد يشير إلى أن إسراع مناوي ومصطفى تمبور لنفي أي علاقة لقواته بالحادثة يشير إلى أن الحادثة صاحبها ضجر على المستوى القيادي، ولا ينفي عبد الماجد أن الحادثة ألقت بظلال سالبة على مجتمع المدينة وأن تكرارها قد يخلق أزمة على المدى البعيد.

يقول الأمين العام لتنسيقية شرق السودان، مبارك النور، إن الأمر بحاجة لحسم واضح من قيادة القوات المسلحة، قاطعا بأن التفلتات التي ترتكبها الحركات المسلحة ووجودها داخل المدن، كان مشابها لما كان يقوم به ويفعله الدعم السريع، الذي انتهى بإعلان التمرد على الدولة، ولا يستبعد النور أن تستنسخ الحركات المسلحة ذات التجربة حال التعامل مع تفلتاتها بتراخي..

من هذه النقطة يرى مراقبين أن الحادثة قد لا تؤثر على التحالف بين الدولة والحركات، لكن هذا التحالف سيكون معرضا للانهيار، حال تحركت الدولة وفرضت قيود على الحركات أو قررت إبعادها من المدن.

حلول جذرية

بحسب متابعات شبكة الطابية، فإن اللجنة الأمنية بولاية القضارف توافقت مع الحركات المسلحة على تشكيل قوة مشتركة مهمتها حسم التفلتات والظواهر السالبة داخل هذه القوات. وجاءت الخطوة عقب زيارة قام بها والي القضارف وأعضاء لجنته وقيادات بالحركات المسلحة لأسر المتوفين.

لكن هل يعتبر تكوين هذه القوة المشتركة حلا جذريا لأزمة تفلتات عناصر الحركات المسلحة؟..

يتفق المحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد وأمين تنسيقية شرق السودان، مبارك النور، أن الحل يكمن في إجراءات أمنية حاسمة تتلخص في إبعاد الحركات من داخل المدن ومنع تجوالها بالسلاح بين المواطنين وتنفيذ القانون لكل من يرتكب مخالفة.

لكن الإجراءات هذه بحسب مراقبين ستؤدي إلى تذمر واسع وسط جنود الحركات وربما تقود لانهيار التحالف بين المؤسسة العسكرية والحركات المسلحة، ومع أن حدوث هذا الانهيار يبدو راجحا، لكن مواجهة هذه القوات بالإجراءات الأمنية هو الأنسب والأفضل لعدم تكرار تجربة الدعم السريع.

قريبا من ذلك، يعتب مراقبين على قيادة الجيش تسليحها للحركات المسلحة وإهمالها للمقاومة الشعبية التي لا تشكل خطرا على مؤسسات الدولة لا في المدى القريب ولا البعيد، بجانب أن تجربة تسليح المدنيين كانت نموذجا مشرفا منذ أيام الدفاع الشعبي، حيث لم تخرج قوات الدفاع الشعبي عن عباءة الجيش، كما أنها لم تحتك مع المواطنين ولم تثير شغبا في الأسواق، ودعا مراقبين قيادة الجيش لأخذ العبرة من تجربة الدعم السريع، لمنع تكرار الأخطاء السابقة.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى