تقاريرثقافة

مؤتمر معالجة خطاب الكراهية يوصي بضرورة وضع إستراتجبة قومية وتشريعات رادعة

 

تقرير : الطابية

اختتم المركز العالمي للدراسات الدعوية والتدريب بالتعاون مع كلية نبتة، اليوم الأحد، مؤتمر الخطاب النبوي وخصائصه ومقاصده مدخل لمعالجة خطاب الكراهية والذي استمر لمدة يومين.

خرج المؤتمر بعدة توصيات على رأسها أهمية بناء استراتجية لمكافحة خطاب الكراهية وسن قوانيين وتشريعات رادعة في مواجهة من يروج له، بجانب حث وسائل الإعلام على تعزيز السلم الاجتماعي والقيم الإنسانية إضافة إلى إرساء ثقافة الحوار وقبول الآخر ودعم مبادرات المجتمع المدني.
وناقش المؤتمر عدة أوراق عمل حول قضايا الراهن في السودان في إطار خطاب الكراهية.
وأكدت الأوراق على أن حالة التردي الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه البلاد أسهمت بشكل مباشر في انفجار العنف وخطاب الكراهية، الذي يحدث عادة نتيجة وجود حالة من الاختلال، وأشارت إلى أن أهم مزايا المجتمعات المتطورة المقدرة على الحد من العنف فعلا ولفظا والمحافظة على الاعتدال والوسطية بجانب التعامل مع التنوع بصفته إثراء.


وأشارت إلى أن أزمات السياسة يصعب حلها دون الجلوس للحوار وقبول الآخر.

وقال د. محمد علي محمد علي من جامعة امدرمان الآسلامية في ورقته الموروثات القيمة، إن معالجة خطاب الكراهية يجب أن تتم من خلال غرس قيم الشخصية القومية، مشيرا لدور وسائل الإعلام في هذا الصدد وضرورة الاهتمام بمؤسسات المجتمع التربوية بغرض خلق نسيج متجانس، مشيرا إلى أن الشخصية السودانبة وليدة لمجتمع يعيش قي رقعة جغرافية واسعة ومتباينة تؤثر عليه.
وذكر أن القيم تدور حول العدل والاستقامة كمرتكزات ومحاور لتوجيه أفراد المجتمع نحو غايات محددة لذا كلما كانت إيجابية فلحت في قيادة المجتمع نحو الطريق السليم، مشيرا إلى أن القيم تعزز الشخصية التي تقود للبناء وتمنعه من الانجراف.


وأشارت الورقة إلى أن المسيد والخلوة كانوا بمثابة مؤسسة تربوية وبوتقة لصهر النسيج الاجتماعي تتساوى داخلهم كافة فئات المجتمع دون اصطفاف حول القبلية وغيرها من الأطر الضيقة وأن الإدارة الأهلية كانت سابقا في الإطار الجغرافي لمنطقة محددة يضم القبائل المتعايشة داخلها دون تحيز.
في سياق متصل ذكرت ورقة “رؤية استراتجية للتصدي لخطاب الكراهية” التي اعدتها د. أحلام علي الحسن، من جامعة أمدرمان الإسلامية، ذكرت أن خطاب الكراهية غالبا ما يستخدم لخدمة مآرب بعينها أغلبها سياسية مشيرة لأن الخطاب قد يحمل في بعض الأحيان شكوى أو رسالة تهدف للفت نظر المسؤولين لواقع معاش.
أكدت الورقة أن نشر خطاب المودة والتركيز على رفع الوعي يمكن أن يسهم في تراجع خطاب الكراهية والصراعات الموجودة في الساحة، التي تتمركز عليه في المقام الأول.


وأن التركيز على محاربة الفساد ووضع الرؤى الاستراتيجية يمكن أن يسهم في تراجع الخطاب بجانب إتاحة حرية التعبير ودعم المبادرات المجتمعية ورفع مستوى الوعي والدعوى للخطاب بين الاظيان وإعلاء قيم المحبة والتسامح.

وأوصت الورقة بضرورة التركيز على منصات التواصل الإجتماعي في نشر الخطاب المتوازن لسرعة تأثيرها
بجانب الترسيخ للقيم العليا التي تربط المجتمع وتقوي لحمته.

من جانبه قال د. محمد عبد الباقي عبد الرب في ورقة “خطاب الكراهية في المجتمع المهددات والفرص” قال إن التحولات السياسية والتقدم في مجال الاتصالات أفرز عدة ظواهر من ضمنها ظاهرة خطاب الكراهية ضد الآخر مشيرا إلى أن المجتمع السوداني درج خلال موروثاته على الترحيب بالآخر.
قال إن أي تعبير عن كراهية تميزية مثل العرق والانتماء والدين وغيرها بما فيها التمبز بناء على النوع.
وأبان أن هنالك عدة منابر تعمل على بث خطاب الكراهية في المجتمع على رأسها الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا تخضع للرقابة أو لقانون الصحافة حتى استغلها البعض لإزكاء نار الصراع السياسي أو القبلي بجانب الصراع على السلطة الأمر الذي قد يؤدي لحمل السلاح.
وأشار إلى وجود العديد من الأسباب التي تولد الغبن داخل أفراد المجتمع وتدفعهم دفعا لخطاب الكراهية، من ضمنها
ضعف قوانين الخدمة المدنية الخاصة بالتوظيف والتي يستغلها البعض لتوظيف أبناء قبيلة أو منطقة بعينها منا يولد الكراهية في نفوس الآخرين.
ودعت الورقة لوضع استراتيجبة لاستدامة السلم الاجتماعي يدعمها الإعلام عبر برامج الهوية
بجانب نشر التقاليد والعادات المشتركة السمحة إضافة إلى تعاليم الاديان التي تدعو لمكارم الأخلاق.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى