تقرير: منال صديق
سبق انعقاد مؤتمر إعلان الحاضنة السياسية الجديدة لقوة الحرية والتغير لإدارة الفترة الانتقالية، الذي انعقد أمس السبت الثاني من أكتوبر، سبقته ربكة كبيرة بسبب خطاب دعوة مرسل إلى البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والعالمية لحضور التوقيع علي الميثاق الوطني المصاحب لإعلان الحاضنة الجديدة..
وخطاب الدعوة هذا جاء منسوباً للمجلس السيادي، الذي بدوره تبرأ منه، وأوضح في بيان له أن حاكم إقليم دارفور السيد مني أركو مناوي هو من أرسله!!.. ولكن الأخير قابله باستغراب شديد، وبرّأ نفسه من مسؤولية إرساله، مما جعل مجلس السيادة يتراجع عن الدعوة ويخاطب وكيل الخارجية بإلغاء إجراءات الخطاب المعني.
وفي ذات السياق صرح وكيل وزارة الخارجية الأستاذ محمد شريف بأنه تسلم الخطاب بالفعل، لكنه استفسر مجلس السيادة حول طبيعة الدعوة، وأضاف شريف أن وزارته لاتتدخل في المسائل والأعمال ذات الطبيعه الداخلية لقوة الحرية والتغير مما جعل يتراجع عن الدعوة.
في الوقت ذاته، كان هناك تباين واختلاف حول الاعلان عن الحاضنة الجديدة لقوى الحرية والتغير، مابين مؤيد ومعارض، حيث رحب بها حزب المسار الوطني برئاسة الدكتور لؤي عبدالمنعم، ووصفها بأنه تصحيح لمسار تحالف قوى الحرية والتغيير، مؤكدا على دعوة سابقه أطقها حزبه حول ضرورة تكوين حكومة كفاءات وطنية بعيدا عن المحصصات الحزبية.
لكن الدعوة للإعلان عن الحاضنة الجديدة قوبلت بالاستهجان من قوى الإجماع الوطني، التي اعتبرته محاولة جديدة للتأمر علي الثورة، محملة رئيس المجلس السيادي مسؤولية هذا التصرف، الذي وصفته بغير المسؤول وغير المتسق مع الفترة الانتقالية، وأضافت أن الدعوة تكشف عن رعاية بعض أعضاء المجلس الانقسام ،الذي تضطلع به لجنة قوش الفنية ومشتقاتها!.. وتساءلت قوى الإجماع الوطني، في بيان لها، يوم الجمعة، عمَّا اذا تم انتحال اسم المجلس أم أنه كان علي دارية وعلم بهذا المسعى، وبمساعي بناء حاضنة سياسية بديلة تدعم مخطط الانفراد بالسلطة الانتقالية.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ محمد عبد العزيز وفي تصريح له لبرنامج بعد الطبع على قناة (النيل الأزرق) الفضائية، ينظر الي الربكة التي سبقت إعلان الحاضنة الجديدة لقوى الحرية والتغيير، باعتبارها استغلالاً لحزب مني أركو مناوي لعلاقته بالسلطة ومن خلال مجلس السيادة لاعتبار أن الموقع على خطاب الدعوة يتبع لحركة مناوي، وهو رئيس مجلس الاحتفال بإعلان الحاضنة الجديدة الذي برر ذلك بأنه يهدف للدعوة للاعلان وقصد منه عملية برتكول عن طريق وزارة الخارجية، واعتبر عبد العزيز مرور الإعلان للحاضنة الجديدة لقوى الحرية والتغيير عبر المجلس السيادي فيه إشارة قوية إلى الارتباط العضوي مابين الحاضنة الجديدة والمجلس العسكري.
ما الأستاذ بكري المدني الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فيرى أن موضوع الخطاب صادر بتقدير شخصي من أمين مجلس السيادة، ولم يتم بتوجيه مباشر من رئيس المجلس فريق أول عبدالفتاح البرهان، ولا رئيس حركة وجيش تحرير السودان السيد مني أركو مناوي، وهو ما يمكن توصيفه بالخطأ الإجرائي ومعالجته تتم في الإطار الإداري لا أكثر و لا أقل —
ويعتقد بأن الخطاب لم يعكر الفعالية ولا التوقيع على الإعلان السياسي لقوى الحرية والتغيير ، وقال إن “العلاقة في تقديري مستقرة وسوف تمضي لتطور أكبر في مقبل الأيام، خاصة وأن التغيير الكبير الذي حدث في قوى الحرية والتغيير خلق قاعدة جديدة وكبيرة لحكومة الفترة الانتقالية، خاصة في شقها العسكري، الذي طالما شكى من حلفائه السابقين في ذات القوى من شركاء المرحلة السابقة.