سياسةكاتب ومقالمقالات

فتح الرحمن النحّاس يكتب: حولوا أقوال المنابر لأفعال.. جاء وقت اختبار الصدق

فتح الرحمن النحاس
أطلق عدد من خطباء وأئمة المساجد، ينتمون لتيارات إسلامية مختلفة، حملات مكثفة خلال فترة النظام السابق، انتقدوا عبرها تطبيقات الشريعة الإسلامية ورصدوا ما قالوا عنها أنها أخطاء اشتملت عليها، وقد حظوا (بتفاعل) المواطنين واحتشدت بهم مساجدهم…ولكن رغم هذه الانتقادات المتكررة من جانبهم، إلا أن كل مسلم حريص علي دينه، كان يفهم أن هؤلاء الأئمة والدعاة، يرجون (الإصلاح) ليأتي تطبيق الشريعة (معافي) من الشوائب، فالإختلاف هنا (رحمة) طالما هو لأجل الشريعة الإسلامية السمحة.
وكان أن انعقد لقاء في قاعة الصداقة بين الرئيس البشير ومجموعة من العلماء والدعاة، أبدوا خلاله (أشواقهم) لصدر الإسلام الأول وسيرة الخلفاء الراشدين، وتمنوا لو أن التجربة السودانية (اقتفت) أثرهم، فأجابهم الرئيس البشير بقوله :(لقد بعُدت الشُّقة بين زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وبين زمننا الحاضر)… كأنما هو يعني أن عمر لن يكون هو عمر بن الخطاب ولا عمرو بن العزيز، وقد تغيرت الأحوال وتبدلت مع تقلبات الزمن واختلفت طبائع البشر، ولن يعود صدر الإسلام كما كان تحت إدارة خير وسيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وماعادت طبيعة ممارسة الحكم هي ذاتها التي كانت..!!
*وتمر السنوات ويسقط نظام الإنقاذ، فتنقض علينا (العلمانية) وأخواتها وتكشر (المأسونية) عن أنيابها السامة..ويصبح كل الوطن علي (كف عفريت) هائج، وتطبق علينا ثقافات وسلوكيات الغرب (المدمرة)، وتفصل لها القوانين لتعيش بيننا وكأنها منا، وتهجم علينا سيداو (كبهار معطوب) يضاف لمأستنا الكبري.. أما (استلاب) الشباب بالغناء والرقص والمجون والمخدرات، فيمشي علي قدم وساق ويختلط الحابل بالنابل.. وكل ذلك يصب في مجري الحرب القذرة (الممنهجة) ضد الإسلام… وتنطلق سهامها المجنونة جهاراً نهاراً، وقيادة الدولة في شقيها العسكري والمدني (تتفرج وتسكت) وتهرب من تحمل (أمانتها) في حماية دين وقيم الأمة.. مايعني، كما قلنا من قبل، (شراكة) الطرفين في هذا (الخراب)، وهنا نكرر القول بأن (الذنب الأكبر) يقع علي القيادة العسكرية في (خذلانها) لشعبها المسلم، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..!!*
*إذن مهما كانت أخطاء التجربة الإسلامية للنظام السابق ومهما كان حجم الغضب ضدها من قبل بعض التيارات الإسلامية، إلا أن مايحدث اليوم من حرب ضد دين الله وقيم المجتمع، تتضاءل أمامها أخطاء التجربة السابقة، وعليه فإن (حوبة الناقمين) علي التجربة السابقة قد حان قطافها، فإن هم رفضوا ذاك وأنتقدوا بكثافة التجربة الإسلامية للنظام السابق، فنحن نريد منهم أن (يواجهوا) الآن هذا الخطر الزاحف، بكل قوة، فقد أصبحوا أمام (امتحان المصداقية)، ليثبتوا أن ثورانهم ذاك لنصرة الدين، يصبح اليوم (أكثر إلحاحاً)، وأن يصدقوا القول (بالعمل)..وألا تكون أقوال الأمس مجرد احتجاج (موقوت) ذهب مع ذهاب النظام، (فالتحدي) اليوم أيها السادة أشد وأعظم، فتحركوا واعملوا قبل أن يغرق الجميع بطوفان العلمانية والمأسونية..!!

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى