الشيخ د.محمد عبد الكريم: هؤلاء يريدون أن يجردوا هذا الشعب من شرف حمل راية الإسلام

تقرير: عبد العزيز أحمد
شن الشيخ محمد عبد الكريم هجوماً كاسحاً على من وصفهم بـ “منافقي اليوم” الذين يتباهون بالانسلاخ من الدين، يرفعون راية الحرب على الإسلام والمسلمين، ويقصون الشريعة ويعلنون العلمانية، مشيراً أن بعض هؤلاء يضعون أيديهم في أيدي الصهاينة وعملائهم ، ينزلون على مطالبهم في إقصاء الإسلام وفي محاصرة أهله، وبعضهم يأخذ راتبه من أعداء الملة، ثم يوظف إمكانياته وخبراته من أجل تقويض الإسلام في بلد كالسودان. مؤكداً إن عوارهم قد بان، وظهرت حقيقة أمرهم، فلا ينطلي على مسلم اليوم مهما حاول ثعلب منهم أن يقف في ثوب الواعظ، فيأتي بمبادرة يدعي فيها أنه يريد الإصلاح.
وتناول الشيخ د.محمد عبد الكريم، في خطبة الجمعة اليوم من مقر إقامته باسطنبول، الحديث عن راية الإسلام وشرف حملها، مؤكداً إنها راية حملها الشرفاء فتشرفوا بها، وأكرم الله بها من اصطفاهم من خيرة البشر؛ الأنبياء وأتباعهم واحداً تلو الآخر، من أبينا آدم عليه السلام، ونوح عليه السلام، وحتى محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده أصحابه رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان من هذه الامة.
وعدد الشيخ محمد عبد الكريم التضحيات الجسام التي قدمها الصحابة الكرام في حمل هذه الراية، ضارباً المثال بغزوة مؤتة التي تعاقب على حملة الراية فيها ثلاثة من أجلِّ القادة من الصحابة، قدموا أرواحهم حفاظاً على الراية؛ زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وتابع؛ وحمل الراية من بعد الخلفاء الراشدين، أئمة وعلماء بررة على طول حقب التاريخ.
أشار الشيخ محمد إلى من حمل هذه الراية في هذا العصر الحديث موضحاً أنهم رجال ما قعدوا ولا فتروا ولا أقعدتهم السجون ولا منعهم حصار ولا تضييق ولا كذب ولا شائعات، وأنه لا يزال في هذ الأمة رجال يحملون راية الإسلام، وأما الآخرين الذين ما عرفوا هذه الراية فإنهم يعيشون كالبهائم، همهم في الدنيا أن يأكلوا ويشربوا، مستشهداً بقوله تعالى (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)، وقال إنهم عندما يعلمون حينها ويرون البون الشاسع بين الفريقين (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين).
وتابع الشيخ إن هناك آخرون همهم في الدينا الجاه والمناصب، وينفقون العمر كله من أجل جاه، شعارهم (إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا) وفي سبيل هذا نيل هذا الملك وهذا الجاه فإنه يبيع دينه ويبيع شرفه بل يبيع وطنه، يمد يديه يتسول على موائد المجرمين الذين يبغونها عوجاً فيتحالف معهم، فترى هذا يذهب إلى ذلك النظام الذي وضع يده في يد الصهاينة اللئام ويأخذ منهم فتات من الدنيا، ينزل على مطالبهم في إقصاء الدين وفي محاصرة أهل الإسلام، وآخر مرتبه يأخذه من أعداء الملة، ثم يوظف إمكانياته وخبراته من أجل تقويض الإسلام في بلد كالسودان.
وأكد الشيخ إن الأمر ظهر واضحاً اليوم؛ فإذا كان المنافقون بالأمس يتظاهرون بحمل راية الإسلام، ويتشدقون به، فإن منافقي اليوم يتباهون بالانسلاخ من الدين، يرفعون راية حرب الإسلام والمسلمين، يقصون الشريعة ويعلنون العلمانية، يضعون أيديهم في أيدي الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وانتهكوا العرض، وقال إن هؤلاء قد بان عوارهم، وظهرت حقيقة أمرهم، فلا ينطلي على مسلم اليوم مهما حاول ثعلب من هؤلاء الثعالب أن يقف في ثوب الواعظ، فيأتي بمبادرة يدعي فيها أنه يريد الإصلاح، والله يقول (إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يعلمون).
وتابع: إن هؤلاء الثعالب الذين فشلوا في إدارة بلد كالسودان، متعه الله تعالى بالخيرات، ومتعه الله تعالى بشرف حمل راية الإسلام التي يعتز بها أهل السودان، وقال إن أهل السودان في تاريخهم الإسلام فوق كل شيء، وراية الإسلام فوق كل شيء، وأوروثوا هذا الحب لحمل راية الإسلام لأبنائهم، فأتى هؤلاء من سقط المتاع، من أجل أن يجردوا هذا الشعب من شرف حمل راية الإسلام.
وأضاف قائلاً: اعلموا يا هؤلاء أن حمل راية الإسلام شرف لا يحسنه كل أحد، ولا يهدى إليه كل أحد، إلا من أحبه الله وإلا من شرفه الله بذلك.
وفي الخطبة الثانية: تناول الشيخ العقبات التي يواجهها من يتصدى لحمل راية الإسلام، وقال إذا انبرى المسلم والمسلمة لحمل هذه الراية قعد الشيطان لهما كل مرصد وأتاهم من كل طريق، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في سنن النسائي الذي رواه سمرة بن ثابت رضي الله عنه (إنَّ الشَّيطانَ قعدَ لابنِ آدمَ بأطرُقِهِ ، فقعدَ لَهُ بطريقِ الإسلامِ ، فقالَ : تُسلمُ وتذرُ دينَكَ ودينَ آبائِكَ وآباءِ أبيكَ ، فعَصاهُ فأسلمَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الهجرةِ ، فقالَ : تُهاجرُ وتدَعُ أرضَكَ وسماءَكَ ، وإنَّما مثلُ المُهاجرِ كمَثلِ الفرسِ في الطِّولِ ، فعَصاهُ فَهاجرَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الجِهادِ ، فقالَ : تُجاهدُ فَهوَ جَهْدُ النَّفسِ والمالِ ، فتُقاتلُ فتُقتَلُ ، فتُنكَحُ المرأةُ ، ويُقسَمُ المالُ ، فعصاهُ فجاهدَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ : فمَن فعلَ ذلِكَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، ومن قُتِلَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، وإن غرِقَ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، أو وقصتهُ دابَّتُهُ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ)، داعياً المسلمين إلى حمل راية الإسلام، مؤكداً أن حمل راية الإسلام ليس مقتصراً على العلماء والمفكرون، بل يحملها كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.