حوارحوارات وتحقيقاتسياسة

العمدة عمر إسماعيل.. رئيس آلية التصالح بمحلية السنوط (جبال النوبة): نرفض العلمانية

حوار: قسم الحوارات والتحقيقات

العمدة عمر إسماعيل عمدة “جبل الفرسان جنوب”، وهي تتبع لولاية غرب كردفان، محلية السنوط جنوب أبوزبد بحوالي تسعة وعشرين كيلومتر، وهي إحدى جبال النوبة، وتتبع لإمارة المسيرية زرق وناظرهم الصادق الحريكة عزالدين، وهو رئيس آلية التصالح بين مكونات المنطقة، جلسنا إليه لنستطلع أراءه حول مجمل الأوضاع في المنطقة، وحول محادثات السلام التي تجري بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو في جوبا هذه الأيام، فأفادنا بالإفادات التالية مشكورا.

نرفض البتة أن نُحكم بالعلمانية و90% من سكان جبال النوبة مسلمون ويرفضون العلمانية.

• السيد العمدة عمر إسماعيل، علمنا أنك رئيس لآلية التصالح بين مكونات المنطقة، هلا حدثتنا عن هذه الآلية من حيث أهدافها وأنشطتها؟
ـــ نعم أنا رئيس آلية التصالح بين مكونات محلية السنوط، وتشمل هذه المكونات بطون المسيرية قاطبة، والمعاليا، والكنانة، والحمر، وكنا قد عقدنا مصالحة مع الحركة الشعبية للتعايش السلمي في مقاطعة الدلنج عام 2018م، وطيلة هذه الفترة لم يخالف أحد الاتفاق والمواثيق والاتفاقيات التي عقدناها، ونعمت المنطقة بالتعايش السلمي بين مكوناتها، صحيح ظهرت بعض التفلتات، ولكن للحقيقة أهلنا النوبة لم يبادروا بشر إطلاقا، والأسبوع الماضي كان هناك خلاف ناشئ من سرقة بعض الأبقار، وتحركنا سريعا وأرجعنا الأبقار المسروقة لأهلها، ونحن بفضل الله منذ ثلاث سنوات نعيش في سلام ووئام بفضل آلية التصالح بين مكونات المنطقة.

• تجري هذه الأيام مفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو بجوبا، وقد طرح عبد العزيز الحلو موضوع العلمانية كشرط للسلام، ما رأيكم بوصفكم أحد مكونات المنطقة، وباعتباركم إدارة أهلية يتبع لها الكثيرون في المنطقة؟
ـــ ابتداءا السلام مطلب لا يختلف فيه اثنان، لأن السلام مبدأ من مبادئ الإسلام، وهو اسم من أسماء الله تعالى، أما الزج بالعلمانية لتكون دستورا للدولة؛ فهذا ما لا نقبل به البتة، من منطلق أن تسعين في المائة من سكان جبال النوبة مسلمون، والحلو خالف حتى العلمانية التي يدعو لها، وإذا استندنا للقاعدة الموجودة في منطقة جبال النوبة فهي قاعدة مسلمة فكيف تفرض عليها العلمانية، وأساس قضية جبال النوبة تنموية، ومطالبهم تتمثل في رفع المظالم التي وقعت عليهم، وهذا لا يختلف حوله اثنان، ولم تكن العلمانية في يوم من الأيام مطلب لسكان جبال النوبة، والحلو هل يريد أن يحكم بالعلمانية الشعب السوداني كله أم جبال النوبة فقط؟ ولو أقيم استفتاء حر في جبال النوبة، فإن سكان جبال النوبة لن يختاروا العلمانية، فالدعوة للعلمانية لا تمثل جبال النوبة.

قضية جبال النوبة تنموية ومطالبهم تتمثل في رفع المظالم عنهم.

• بعض الذين يفاوضون باسم الحركة الشعبية قطاع الشمال في جوبا لا يمثلون أهل المنطقة، ولا ينتمون إليها حتى ولم ينشأوا بها ولم يعيشوا بين أهلها، فكيف يفاوضون عنهم، ما رأيك في هذا؟
ـــ بالنسبة للأفراد المفاوضين نحن لا نتحدث عنهم وعن قبائلهم ومناطقهم، ولا يهمنا من يحكم، ولكن يهمنا كيف يحكم، وحتى الوفد الحكومي كان يجب أن يمثل فيه من أبناء المنطقة، ويجب أن يستشاروا في هذا الأمر، ويجلس معهم لمعرفة رأيهم في هذا الموضوع، وفي بنود الاتفاق وفي مسودة الاتفاق قبل أن يتم التوقيع عليها.

• العلمانية التي يدعو لها الحلو مطبقة في دولة جنوب السودان، ومع هذا لم تحل مشاكلهم هناك، بل غرقوا في الحروب والنزاعات القبيلة، فكيف يريد الحلو تكرار ما حدث في الجنوب لنا في السودان؟
ــــ الذين لايعتبرون ولا يتعظون من الماضي لن يحققوا شيئا، والقرآن الكريم ينبهنا لأخطاء الأمم السابقة، حتى نأخذ العبرة، والتجربة الماثلة أمامنا الآن أن دولة الجنوب وقد اختارت العلمانية، لكنها غرقت في الحروب والنزاعات القبلية، فهل هذه هي العلمانية التي يدعو لها الحلو؟ والإسلام دين عالمي يصلح لكل زمان ومكان، والإسلام ليس في منأى عن حياة البشر وقضاياهم، صحيح أن هناك بعض الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق، ولكن هذا ليس خطأ الإسلام، وجبال النوبة مظلومة، ونحن ننادي أن تتحقق العدالة في كل السودان، وليس في جبال النوبة فقط، ولكننا لا نرفض الإسلام، ولا نرضى أن نحكم بالعلمانية، وعندما طبق المسلمون الإسلام سادوا الدنيا كلها.

دولة جنوب السودان العلمانية ليست محايدة لتقوم بدور الوسيط.

• دولة الجنوب التي تمثل الوسيط بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية قطاع الشمال، هل هي محايدة حتى نقبل بها حكما ووسيطا؟
ـــ دولة الجنوب التي تحكم بالعلمانية ليست محايدة إطلاقا، والعلمانية التي كانت متفرقة في الأمم السابقة اجتمعت في هذا العصر، مثل الحرية الجنسية التي دعا لها قوم لوط، والحرية الاقتصادية التي دعا لها قوم شعيب، والحرية الدينية التي دعت لها قريش.. والشرع الرباني المتمثل في الكتاب والسنة هو الحل، والعلماني بطبيعته أصلا ليس محايدا.

• لماذا يطرح الحلو العلمانية إذن إذا كان معظم أبناء جبال النوبة يرفضونها؟
ـــ الحلو لديه قوة مسلحة، وبناءا على قوته يطرح العلمانية، والحلو قطعا لديه قوى خارجية تدعمه، ولو طرحت العلمانية في استفتاء حر على أبناء جبال النوبة لرفضوها، فهم لم يستشاروا فيها، وهي ليست خيارهم،
ولربما اجترح القوي خطيئة ومضى الضعيف يمدحها ويتشدق
وأن نكون في ظل حكم إسلامي ولو صاحبه أخطاء، خير لنا من أن نكون في ظل دولة كافرة، وليس معنى هذا أننا نرضى بالظلم، نحن نرفض الظلم، ولم يكتب لظالم بقاء على وجه الأرض، فالله تعالى يقصم الظلمة بعد أن يمهلهم، فقد أخذهم جميعا أخذ عزيز مقتدر، ونحن نذكر الحكام بأن الله تعالى قادر على أن ينزع منهم السلطة، والمؤتمر الوطني حكم ثلاثين عاما، ولم يكتب له الاستمرار في السلطة، فالملك بيد الله تعالى يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى