قوى إسلامية ووطنية سودانية تعلن مناهضتها للتطبيع ووقفة احتجاجية أمس الجمعة
الخرطوم/ الطابية:
أثار توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، برعاية أمريكية، ردود فعل غاضبة لعدد من القوى الإسلامية والوطنية، التي تتمسك بموقف مبدئي من قضية فلسلطين والمسجد الأقصى.
ومن مسجد المجمع الإسلامي بالجريف غرب (مسجد الشيخ محمد عبد الكريم)، خرجت عقب صلاة الجمعة مسيرة مناهضة للحكومة الانتقالية، ولتطبيع العلاقات مع إسرائيل، انتهت بوقفة احتجاجية في شارع الستين، ورفع المتظاهرون، شعارات مثل (يا برهان لا اتفاق مع الكيان).
في حين وصف الشيخ محمد عبد الكريم، رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون، في تغريدة له على موقع تويتر، إعلان ترامب موافقة البرهان على التطبيع مع الكيان الصهيوني بأنه ” عربدة انتخابية رخيصة؛ ببيع الأوهام؛ مع سلطة لا تفويض لديها”، وقال الشيخ محمد عبد الكريم “إننا يأبى علينا ديننا وشيمنا وأخلاقنا وتاريخنا، أن نقايض عافيتنا ببلاء المرابطين من أهلنا في فلسطين”.
فيما قال المراقب العام للإخوان المسلمين، د.عوض الله حسن سيد أحمد، في تصريح اليوم: ” التطبيع خيانة لثورة الشعب السوداني والتفاف على مطالبه في الحرية السلام والعدالة والعيش الكريم”.
أضاف سيد أحمد، الذي يقود أحد فصيلي الإخوان في السودان: ” كانت الحكومة تخفي وتكذب كل الوقت عن إصرارها على فصل ملفي الإرهاب والتطبيع، وعن إرجاء أمر التطبيع إلى حين قيام برلمان”، وتابع “ما يحدث الآن لا يبدو كحكم انتقالي بـل أقرب إلى تحالف حاكم جديد يتشكل بحواضن خارجية وقاعدة داخلية مختلفة”، واستبعد المراقب العام للإخوان أن ينظم التحالف الجديد انتخابات حقيقية ويسلم السلطة لحكومة منتخبة.
ومن المنتظر أن يصدر الإخوان بياناً هذا المساء عن اتفاق الخرطوم تل أبيب على التطبيع.
وأصدر المكتب السياسي لـ (حركة الإصلاح الآن)، بقيادة غازي صلاح الدين، بياناً، وصف فيه إعلان تطبيع السودان مع إسرائيل بأنه “صفقة بيعت فيها جبال الوهم لحكام السودان مقابل تنازلهم عن واحدة من أهم ركائز سياسة السودان”.
وقال البيان إن خلاصة خطوة التطبيع هي “عملية ابتزاز دنيئة للحصول على المال من السودان الدولة الفقيرة وشعبها العزيز مقابل وعد مكذوب، لا يمكن قياسه ولا تقدير الوفاء به”.
وأبدت الحركة تخوفها من “الاختراق المجرَّب الذي يتم بدعاوى التدريب والعمليات المشتركة التي ترمي في حقيقتها إلى إدماج الخطط والوسائل والبرامج التنفيذية والثقافة المهنية الإسرائيلية في المؤسسات الوطنية المقابلة لها”، مطالبة الحكومة بحماية نفسها ومؤسساتها خاصة الجيش والقوات النظامية منه.
وأصدر التيار السوداني، وهو تحالف وطني أعلن عن نفسه هذا الشهر في مؤتمر صحفي، أصدر بياناً، اليوم السبت، شجب فيه توقيع الحكومة الانتقالية على اتفاقية سلام مع كيان محتل “ينتهج مبدأ الفصل العنصري، وهو فوق ذلك قائم على أساس ديني مخالفاً لكل الأعراف الإنسانية والقيم الوطنية”.
وقال التيار إن الحكومة: “بذلك تضفي شرعية على ممارسات الاحتلال واغتصاب الأراضي والتوسع الاستيطاني المستمر وكافة الانتهاكات ضد شعب أعزل، كما أنها بذلك توافق على تحدي هذا الكيان لقرارات المؤسسات الدولية”.
والحكومة بذلك تخالف قوانين الدولة التي تحكمها دون إيجاد الأساس القانوني السليم لهذه الخطوة. بجانب أنه يعيد للأذهان تلك الممارسة الارتزاقية الذي انتهجها النظام المايوي عندما قام بترحيل الفلاشا.
أعلن تحالف جبهة العزة والكرامة الوطنية، وهو كيان أنشئ في فبراير من العام الماضي، يعرّف نفسه بأنه مشروع وطني موحد يلتف حوله كافة ابناء الشعب السوداني بكافة أطيافه وألوانه دون اقصاء، أعلن، في بيان أصدره اليوم السبت، إدانته التطبيع مع العدوان الإسرائيلي الصهيوني، الذي وصفه بأنه قتل الشعب الفلسطيني وقتل الشعب السوداني في ضربة مصنع الشفاء ومصنع اليرموك والبحر الاحمر.
وقال البيان إن التطبيع سيبقى “قرار سياسي وضيع لا يغير في هوية ومبادئ الشعب السوداني الأبي بشيء”، واصفاً الحكومة بأنها ضعيفة وهزيلة ترهن قرارها وفرص نجاحها لأيدي جهات خارجية لا تعرف في سياساتها الخارجية سوي مصالح شعوبها.
فيما أعن زعيم الأنصار الصادق المهدي مقاطعته، دولي عن التجديد في الإسلام تستضيفه الحكومة السودانية، احتجاجاً على توقيع حكومة حمدوك اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وكان الصادق المهدي قد هدد في وقت سابق بالانسحاب من التحالف الحاكم (قوى الحرية والتغيير)، في توقيع اتفاق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.