
النفاج هو باب صغير أو (شرمة)، في الحائط الداخلي الذي يفصل بين أصحاب المنزل وجيرانهم, ويستطيع الجيران التزاور من خلال هذه الفتحة، دون التقيُّد بمواعيد خاصة للزيارة، ودون الاهتمام بتفاصيل الزيارات الرسمية (مثل لبس ملابس جميلة) فالزائرات عن طريق النفاج غالبا نساء أو أطفال ويحرم استخدامه علي الرجال.
وعن طريق النفاج تصبح العلاقات بين الجيران أكثر حميمية، باعتبار أنهم يستطيعون التواصل وقتما يشاؤون دون قيود أوحواجز.
كثير من أبناء هذا الجيل أضحوا لا يعرفون شيئاً عن النفاجات، بعد أن نأي الجيران عن جيرانهمـ وأصبحت هنالك بروتكولات للزيارات لا يمكن تجاوزها, وأصبحت النفاجات ملمح من ملامح التاريخ القديم, بينما لا تزال بعض النفاجات باقية في (الضواحي وطرف المداين) شاهدة علي تواصل الجيران وحميميتهم.
تقول(نون), وهي خريجة جامعية: لم أعد أرى (نفاجات) في حلتنا التي تكمن في قلب الخرطوم، بل إن أحد الشباب، عندما كنت اتكلم عن أشياء زمان، أنكر معرفته بكلمة (نفاج)، ناهيك عن مدلولاتها، واستطردت نون كنا نسير عن طريق النفاجات مسافات مقدرة، من بيت إلى بيت، اختصارا للوقت عندما كنا أطفالا، ولم يكن هنالك من يمنعنا من العبور بل كانت وسيلة سريعة وفيها حميمية، حيث يتم التواصل بكل الجيران الذين يتم العبور عبر (نفاجاتهم)، وبالتالي عيادة المريض ومواصلة الأقرباء.
وتقول نون، كلها عادات جميلة افتقدناها في هذا الزمان، الذي أضحى فيه كل شىء محسوبا، حتي العلاقات بين الأهل والجيران والأصدقاء.