أخبارأخبار االسودان

وسط تفاؤل من المزارعين.. مشروع الجزيرة يكشف عن خطة إسعافية عاجلة لتوفير الري للعروة الشتوية

 

الجزيرة: الطابية

أعلنت إدارة مشروع الجزيرة، عن خطة شاملة لمعالجة قضايا الري عقب تزايد شكاوى المزارعين.
وأكدت إدارة الري التابعة لإدارة المشروع، استمرار جهودها العملية والجادة في معالجة قضايا الري والعمل على تطهير القنوات والترع في مختلف أقسام المشروع، وذلك في إطار الاستعداد المبكر لإنجاح الموسم الزراعي.


وأوضحت الإدارة أن جدول حركة وعدد آليات الحفر والكراكات، الصادر بتاريخ 17 ديسمبر 2025، يعكس انتشارًا منظمًا ومدروسًا للآليات العاملة في أقسام الري الأربعة والتي تشمل “الحصاحيصا، وداللو، البساتنا، والمسالمية”، حيث تم توزيع الحفارات (جب طويل وجب قصير) وفقًا لأولويات العمل الميداني وحالة القنوات بكل قسم.
وأشار الإدارة إلى أن الآليات العاملة تتبع لعدد من الشركات والمؤسسات الوطنية المتخصصة، وتباشر أعمالها في مواقع محددة تشمل تطهير الترع، ومعالجة الاختناقات، وتهيئة المصارف، بما يضمن انسياب المياه ووصولها إلى الحقول في التوقيت المناسب.
وأكدت إدارة الري أن إجمالي الآليات الموضحة بالجدول يعكس التزام الإدارة بتوفير الاحتياجات الفنية اللازمة، وعدم الاكتفاء بالمعالجات النظرية، بل الانتقال إلى العمل الميداني المباشر، استجابة لمطالب المزارعين وملاحظاتهم المتكررة.
وشددت على أن أعمال التطهير ستتواصل وفق خطة مرنة وقابلة للتحديث، مع فتح قنوات التواصل لتلقي الشكاوى والملاحظات من لجان الري والمزارعين، مؤكدة أن نجاح الموسم الزراعي يمثل أولوية قصوى، وأن إدارة المشروع لن تدخر جهدًا في دعم العملية الإنتاجية وتحسين كفاءة الري في جميع أنحاء المشروع.

نهوض من تحت الرماد

قال محافظ مشروع الجزيرة، المهندس إبراهيم مصطفى، إن مليشيا الدع-م السريع نهبت أصول المشروع ولم تترك “حفار” واحد ولا “كراكة”، مثمنا في هذا الصدد جهود والي الجزيرة والحكومة الاتحادية في دعم مشروع الجزيرة حتى يعود لسيرته الأولى.

100 آلية

وكشف المحافظ عن الدفع بأكثر من 100 آلية لإزالة الأطماء والحشائش (كراكات جيب طويل وقصير) تعمل الآن في كل أقسام المشروع، متعهدا بالمضي قدماً في معالجة قضايا الري على مستوى الترع والقنوات والمواجر لإزالة الأطماء والحشائش وتركيب المنظمات المائية على مستوى القناطر الرئيسية والترع وأبو عشرينات.
من جانبه أعلن المهندس محمد عثمان العوض مدير إدارة الري بمشروع الجزيرة عن إكتمال تطهير (289) ترعة و(31) ميجر على مستوى أقسام الجزيرة والمناقل.
وطمأن مدير الري المزارعين بالغيط بأن إدارته تواصل جهودها تباعا بالدفع بمزيد من الآليات لنظافة الترع والقنوات حتى ينعم المزارع على مستوى حقله بمياه الري بصورة مستدامة، مشيراً إلى أن جمله المواد البترولية التي تم صرفها لآليات الحفر (39) ألف و(760) جالون جازولين.
مما يذكر أن عدد الآليات العاملة في مجال إزالة الأطماء والحشائش بالترع والقنوات والمواجر حتى اليوم تقدر بحوالي (103) كراكة في المشروع.

ويرى مزارعون بالمشروع أن الإدارة نجحت في وقت وجيز نسبيا وبشكل مذهل في إنجاح الموسم الصيفي، وتعمل الآن للحاق بالموسم الشتوي، مشيرين إلى قصور في عمليات الري، لكن إدارة الري بالمشروع تقول أنها بدأت خطوات جادة لإنهاء العطش بمشروع الجزيرة.

في غضون ذلك نفذ وفد رفيع من إدارة مشروع الجزيرة زيارة ميدانية لأقسام شمال الجزيرة، للوقوف ميدانياً على أوضاع الري بمكاتب كنار العوامرة وكنار مكتب ود الكريل.
وضم الوفد الزائر الباشمهندس أحمد موسى مدير الري لأقسام شمال الجزيرة، يرافقه الباشمهندس إسماعيل عبد المحسن نائب المدير للإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة والمناقل، إلى جانب رئيس الأقسام الزراعية بالمشروع، حيث جاءت الزيارة استجابة مباشرة لشكاوى المزارعين المتكررة بشأن ضعف وانقطاع مياه الري.

مشكلات حقيقية

وخلال الجولة، اطّلع الوفد على جملة من المشكلات والمعوقات الفنية التي تعرقل انسياب المياه، وعلى رأسها أوضاع الترع في مكاتب (45 أبودينة)، والأريك العوامرة، وود الكريل، وهي مشكلات وصفت بأنها تشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار الموسم الزراعي بالمنطقة.
وشهدت الزيارة حضوراً لافتاً لقيادات المزارعين ولجان القرى، من بينها لجان مزارعي الأريك العوامرة، والمجمع قوز الناقة، والقوة، والمستعين بالله، حيث قدموا شرحاً تفصيلياً لمعاناة المزارعين، مؤكدين تأثر مساحات واسعة من المحاصيل بسبب تأخر وصول المياه.

وأشار المزارعون إلى أن عدداً كبيراً من النمر والمساحات المزروعة بمحصولي القمح والكبكبي لم تصلها مياه الري حتى تاريخ الزيارة، رغم اقتراب شهر يناير، الذي يُعد مرحلة حرجة في الموسم الزراعي، ما يرفع منسوب القلق وسط المزارعين ويضع الإنتاج الزراعي أمام مخاطر حقيقية.

واقعيا، فإن مشروع الجزيرة الذي فقد أصوله بشكل كامل خلال اقتحام المليشيا لولاية الجزيرة، ومع تحريرها في يناير الماضي، فإن مجهودات إدارة المشروع تشير إلى أن هناك جهودا كبيرة قامت بها الإدارة، خلال 10 أشهر فقط، ما يعني أن أزمة الري بالمشروع والتي تعد الأكبر حاليا في طريقها للانحسار، حال مضت خطة إدارة الري بالصورة المعلنة، وحال استمرت الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية في دعمها للمشروع حتى يقف على رجليه كما كان سابقا.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى