تقارير

عقب تبرؤه من تحركات مبعوثه.. كيف يعالج ترامب الأزمة السودانية؟؟

عقب تبرؤه من تحركات مبعوثه.. كيف يعالج ترامب الأزمة السودانية؟؟

تقرير: الطابية

فاجأ وزير الخارجية الأمريكية، مارك روبيو، المهتمين بالأزمة السودانية بتصريحات صادمة حول قانونية تحرك مبعوث ترامب للشرق الأوسط، مسعود بولس.
وأوضح روبيو، في تصريحات مساء أمس الثلاثاء، بحضور الرئيس ترامب، أن الرئيس الأمريكي يهتم بقضية ⁧‫السودان‬⁩ شخصيا ولا يرسل مندوبين لفعل هذ لأنه القائد الوحيد في العالم القادر على إنهاء الحرب، حسب قوله.

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جاءت عقب انتقاد سوداني لاذع لورقة أمريكية قدمها مبعوث ترامب، مسعود بولس، قبل أن تتبرأ واشنطن في وقت لاحق من الورقة، خلال زيارة المبعوث النرويجي لبورتسودان ولقائه رئيس مجلس السيادة.
وحسب الصحفية رنا الأبتر، فإن وزارة الخارجية الأمريكية ترى أن مسعود بولس يتحرك في ملف الحرب في السودان بطريقة عقيمة وغير مجدية، وهو ملف من صميم عمل الوزارة.
المعركة بين الخارجية الأمريكية وصهر ترامب الوافد حديثا للسياسة من تجارة الخردة، تطورت عقب انتقادات لاذعة وجهها الوزير روبيو لمليشيا الدع-م الس-ريع، أكد فيها عدم ممانعته شخصيا من تصنيفها كجماعة إرهابية، إذا كان ذلك يساعد في إيقاف الحرب، وهاجم روبيو، في ذلك التصريح الدول التي تدعم المليشيات، دون أن يسميها.

ووفق تصريحات سابقة لرئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فإن بولس، استجداه خلال لقائه به في سويسرا منتصف العام الجاري، لمساعدته في إيقاف الحرب ليسجل هذا الإنجاز في ملفه الشخصي، وأوضح البرهان، أنه قال لبولس أن طريقتك هذه لن تقودك للنجاح في هذا الملف، لأنك منحاز بشكل صريح لطرف على حساب طرف أخر.

من يمثل بولس

عقب لقائه مؤخرا بولي العهد السعودي، بدأ الرئيس الأمريكي غير مدرك لما يحدث في السودان، وقال هو صراحة هذا الحديث، ما دفع مراقبين للتساؤل بشأن من يمثل مسعود بولس الذي يتحرك في ملف السودان بحماس مريب، طالما أن رئيسه المفترض أنه عينه خصيصا لهذه المهمة لا يعرف شيئا عن طبيعة الصراع.

هذه الحادثة عززت الشكوك حول مهمة بولس المعزولة تماما عن مطبخ القرار الأمريكي، ما دفع مراقبين بالقول، أن أبو ظبي وبمشاركة قنوات عربية ساهمت في تضخيم “الحالة المسعودية” لتحقيق إنجاز سياسي سريع في السودان فشلت فيه عبر البندقية، لكن فيما يبدو فإن الحكومة السودانية ربما أدركت أن مسعود بولس ليس أكثر من وسيط ينطلق بشكل شخصي وبمعزل عن قيادته، فلم تمنحه ما يريد، حيث أغلقت الطرق في وجهه.

يقول الصحفي محمد الهاشمي الحامدي، إن مسعود بولس يتحرك في الملف السوداني بناءا على السردية الإماراتية المتحاملة على الجيش السوداني والمتماهية تماما مع المليشيات، مشيرا إلى أن هذه السردية تتعارض مع مصالح دولتين بارزتين في المنطقة هما السعودية ومصر، اللتين تريان أهمية وجود دور للجيش السوداني في مستقبل السودان، كونه الضامن الوحيد لاستقرار المنطقة وبالضرورة الهدف استقرار أمن البحر الأحمر، معتبرا أن لقاء ولي العهد السعودي مع الرئيس ترامب، عزز من بروز الرؤية السعودية على حساب الإمارات التي اكتفت بمسعود بولس واستخدمته كفزاعة لتحقيق نصر سياسي سريع تضع به الإدارة الأمريكية أمام الأمر الواقع، لكن هذا الأمر فشل.

وفق حديث الهاشمي، فإن تصريح وزير الخارجية الأمريكي، بمثابة إنقاذ لسمعة رئيسه ترامب، بالتبرؤ من تحركات مسعود بولس الفاشلة والصبيانية في هذا الملف.

أما ماهى رؤية ترامب لإنهاء الحرب في السودان، وهل ستمضي في ذات المسار الذي مضى فيه مسعود بولس، أم لا، تبقى بحسب مراقبين رهينة لظروفها، لكنها قطعا لن تكون بعيدة عن الرؤية السعودية بأي حال.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى