
تقرير: الطابية
انفتح الجيش السوداني والقوات المساندة له، صباح اليوم الثلاثاء، في كامل أراضي شمال وغرب كردفان، وقالت مصادر ميدانية إن الجيش شن هجوما واسعا في أكثر من محور بشمال كردفان، قضى خلاله على المئات من عناصر المليشيا بينهم قيادات ودمر سيارات قتالية ومدرعات وعربات مصفحة في واحدة من أعنف الهجمات التي نفذها الجيش مؤخرا.
في غضون ذلك، ذكرت المصادر إن الجيش انفتح غربي الأبيض وسيطر على جبل أبو سنون بواسطة القوات المشتركة.
وأعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، اليوم الثلاثاء، السيطرة على جبل أبو سنون غربي الأبيض والمناطق المحيطة به، في وقت ذكرت مصادر أن الجيش استلم ودمر 35 عربة للمليشيا في محيط الجبل.
وتشهد دفاعات المليشيا منذ صباح أمس الاثنين، هجوما مكثفا بالمسيرات والمدفعية الذكية، أرغمها على الهروب من “بارا وأم سنيطة ومنطقة جبرا” والانسحاب من منطقة أم سيالة، التي تراجعت فيها قوات درع السودان.
في غضون ذلك قالت مصادر ميدانية في قوت درع السودان، إن الجيش اعتمد في معارك كردفان على عملية سحق المليشيا لا الاستحواذ على الأرض، مشيرة إلى أن الخطة ناجحة تكبدت خلالها المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وقال القائد الميداني بلواء البراء بن مالك، علي صلاح الدين، إن المسيرات نجحت أمس الاثنين في تدمير 137 عربة من أصل 200 عربة جمعتها المليشيا من محور بارا وغرب كردفان للهجوم على قوات درع السودان، قبل أن تقع في كمين شاركت فيه المسيرات الإستراتيجية للجيش السوداني.
في أثناء ذلك، ذكرت مصادر على صلة بواقع المليشيا في كردفان أن الانهيارات في صفوف التمرد وصلت حد أن القائد المليشي النور القبة الذي تم الدفع به لوقف نزيف الجنجويد بشمال كردفان، هرب هو الأخر إلى النهود متزرعا بإدارة المعركة من هناك، ونشرت صفحات تابعة للقوة المشتركة مقاطع فيديو لعملية أسر جنود من المليشيا عقب اشتباكات صباح اليوم الثلاثاء من النقطة صفر.
خطط تكتيكية
ونصحت مصادر عسكرية، ومنصة القدرات العسكرية على فيس بوك، الموالون للجيش بعدم الاستعجال في إعلان تحرير المناطق، مشيرة إلى أن الجيش يعتمد على خطط سابقة طبقها في منطقة أم القرى شرقي ود مدني، تعتمد على إبادة العنصر البشري لا السيطرة على الأرض. في وقت ذكرت فيه مصادر عسكرية، أن الهدف من تحركات الجيش العسكرية الواسعة بشمال كردفان هذه الأيام، عملية جس نبض للتأكد من أن عمليات قطع الامداد واستهداف القيادات والمتحركات التي تمت خلال الشهر الماضي قد انعكست على الأرض، مشيرين إلى أن النتائج حتى الآن مبشرة للغاية.
الزحف مستمر
وقال وزير المالية، جبريل إبراهيم، إن الجيش والقوات المتحالفة معه يزحفون بثبات في محور كردفان.
وأضاف في تدوينة على “فيسبوك”، أن الجيش والقوات المساندة له “دحروا” مليشيا الدع-م الس-ريع في كردفان.
في غضون ذلك، قالت القوة المشتركة، في بيان، إن الجيش والقوات المساندة له حققوا تقدمًا ميدانيًا وانتصارًا مهمًا في محور كردفان.
وأوضحت القوة المشتركة، أن الانتصار جاء عقب تنفيذ عمليات منسقة استهدفت مواقع انتشار مليشيا الدع-م الس-ريع واضعاف قدرتها في المنطقة.
انتصارات أمس واليوم بحسب أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور الفاضل محمد محجوب، تؤكد أن الجيش السوداني قادر على تحرير كردفان في لحظة واحدة، لكنه يسير وفق خطة تعتمد على سحق المليشيا وليس استرداد الأراضي، فهو يريدها معركة واحدة في كردفان وليس مجموعة معارك هنا وهناك، وهذ الخطة توفرها عملية سحق المليشيا وليس تحرير المدن، حيث لا معنى من تحرير مدينة بينما المليشيا لا تزال تحتفظ بقوتها. وأوضح دكتور الفاضل، أنه بعد خطط الاستدراج هذه، فإن الضربة القادمة لن تكون مجرد تقدم على الأرض ، بل إعادة صياغة للمشهد كاملًا في تحرير بقية المناطق في كردفان ثم الانتقال إلى دارفور في مواجهات لن تكون صعبة للجيش.
حتى اللحظة باستثناء السيطرة على مدينة بارا، فإن الجيش لم يعتمد على تحرير المناطق في شمال كردفان، وإنما وجه متحركاته حيث توجد المليشيا، وهو ما حول شمال كردفان لساحة قنص واسعة لعناصر المرتزقة، التي باتت لا تعرف ماذا يريد الجيش بالضبط، وسبب هذا ربكة في صفوفها، ما حولها لجزر معزولة في شمال كردفان.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس



