تقاريرسياسة

وزير الخارجية المصري في بورتسودان.. محاولة لإنقاذ الرباعية أم بحث مسارات أخرى؟

 

تقرير: الطابية

 

وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الثلاثاء، إلى مدينة بورتسودان، في محاولة أخيرة فيما يبدو لإنقاذ وساطة الرباعية الدولية التي اصطدمت بشروط سودانية مشروعة.

وكشفت مصادر أن الجانب السوداني أبلغ الوزير المصري صراحة، أن الخرطوم لا ترفض الهدنة بقدر ما أنها متمسكة بشروط مسبقة لإنجاحها، وتمثلت هذه الشروط التي نقلها وزير الخارجية محي الدين سالم لنظيره المصري، في منع تدفق الأسلحة للمليشيات وانسحاب مليشيا الدع-م الس-ريع من المناطق التي دخلتها مؤخرا، بجانب إبعاد أبو ظبي من الرباعية كشروط للقبول بالهدنة.

الجانب السوداني لم يتوقف عند هذا، حيث أكد وزير الخارجية السوداني، محي الدين فارس، في تصريحات بحضور نظيره المصري، أن الآلية الرباعية لم تصدر بقرار من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية ومن ثَمَّ لا تتعامل معها الحكومة السودانية بصفة رسمية.

ويرى مراقبون أن هذا التصريح في حضور الوزير المصري، يعني أن الخرطوم قبرت الوساطة الرباعية بشكل نهائي.

الجانب المصري بدأ زاهدا هو الأخر في الرباعية الدولية التي يدرك أكثر من غيره باستحالة تمرير الهدنة المقترحة على الجانب السوداني، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس الثلاثاء، إلى أن الوزير عبد العاطي أكد حرص مصر على إنهاء الأزمة السودانية سواء كان عبر “الإطار الثنائي” أو المحافل الدولية وفي مقدمتها الرباعية الدولية.

 

يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور الفاضل محمد محجوب، أن بيان الخارجية المصرية لم يعتمد الرباعية الدولية كنافذة وحيدة للإطلاع عبرها على الأزمة السودانية، مشيرا إلى أن البيان تحدث بوضوح عن الإطار الثنائي أو المحافل الدولية الأخرى، وهنا يشير بشكل واضح إلى مبادرة القاهرة أو العودة لإحياء اتفاق جدة.

وأكد الفاضل أن سعي القاهرة للبحث عن حلول للأزمة السودانية عبر أكثر من نافذة يكشف مرونتها وحرصها على إيقاف الحرب، معتبرا أن مبادرة القاهرة تعد الأنسب لحل الأزمة السودانية حال تم تطويرها.

 

وكانت القاهرة قد طرحت في وقت سابق مبادرة لحل الأزمة السودانية تقوم على مبدأ “الحوار السوداني–السوداني”، إلا أنها لم تحقق تقدماً ملموساً بسبب الخلافات حول آليات التنفيذ والتنسيق مع المساعي الأميركية والسعودية.

 

وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان، أمس الثلاثاء، بحسب مراقبين في محاولة جديدة لإعادة ربط المسارات الدبلوماسية، وتقديم رؤية متكاملة تدعم جهود وقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية في البلاد.

 

فيما يبدو وفقا لبيان الخارجية المصرية، فإن القاهرة تسعى عبر مسارات مختلفة لحل أزمة السودان وليس الرباعية فقط، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وعدد من الدول جهودها لإحياء مسار جدة التفاوضي بين الجيش ومليشيا الدع-م الس-ريع، وهو المسار الذي تعطل أكثر من مرة بسبب استمرار العمليات العسكرية وعدم التزام المليشيات بتنفيذ بنوده.

الحكومة السودانية نفسها دعمت هذا المسار بشكل واضح، وقال وزير الخارجية السوداني، محي الدين فارس، إن السودان يقود تفاوضا مباشرا مع القاهرة وواشنطن والرياض كل على حدا لإنهاء الصراع، في وقت بدأ فيه الحديث عن إحياء مسار جدة هو الراجح أكثر من الضغط على الخرطوم بقبول هدنة الرباعية.

 

واقعيا بحسب مراقبين، فإن الرباعية اصطدمت بموقف سوداني متشدد ومبرر، ما دفع الوزير المصري لزيارة بورتسودان لإحياء المسارات الأخرى في إطار حلحلة الأزمة السودانية، وهى المسارات التي عبر عنها بيان الخارجية المصرية بالقول “تسعى مصر لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني سواء في “الإطار الثنائي أو المحافل الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الرباعية”، ما يشير إلى أن الرباعية ليست وحدها وإن كانت في مقدمة المسارات.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى