
تقرير: الطابية
أعلن مجلس الأمن والدفاع الوطني، الاستنفار والتعبئة العامة واستنهاض الأمة لمواجهة تمرد مليشيا الدعم ،،السريع.
وقال وزير الدفاع الفريق حسن كبرون، في بيان عقب اجتماع المجلس، أمس الثلاثاء، برئاسة رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن الاجتماع لم يتطرق إلى الهدنة مطلقاً، مشدداً على استمرار الحقوق الوطنية المشروعة في مواصلة التجهيزات لمعركة الشعب السوداني، خصوصاً في المرحلة المقبلة.
وحسب وزير الدفاع، فإن الاجتماع رحب بالمبادرات الساعية لتحقيق السلام بالسودان، ووجه بشكل خاص الشكر لمستشار ترمب، مسعد بولوس، على جهوده الداعمة لمسار السلام بالسودان.
وأوضح وزير الدفاع، أن الاجتماع بحث جرائم الإباد،ة الجماعية والتطهير العر،قي التي ارتكبتها مليشيا الدعم ،،السريع الإرها،،بية في مدينة الفاشر، وقرر تشكيل لجنة وطنية من جهات الاختصاص لبحث المسائل المتعلقة بالوضع الإنساني.
اكتسب اجتماع المجلس أمس، زخما إعلاميا كبيرا، حيث جرى تصويره كاجتماع لإقرار الهدنة المقترحة من الجانب الأمريكي، لكن الاجتماع الذي حضره كافة أعضاء مجلس السيادة، بجانب رئيس الوزراء كامل ادريس، رئيس هيئة الأركان وشركاء أطراف السلام، مدير هيئة الاستخبارات ونائب مدير جهاز المخابرات العامة، بالإضافة إلى وزراء الدفاع والمالية والعدل، لم يتطرق للهدنة في البيان الذي تلاه وزير الدفاع عقب الاجتماع.
فيما أكد عضو بمجلس الأمن والدفاع في حديث لصفحة الجزيرة على فيس بوك، عدم وجود أي هدنة مع قوات المليشيا إذا لم تخرج من المدن وتتجمع في معسكرات محددة.
رسائل
بحسب مراقبين، فإن انعقاد مجلس الأمن والدفاع لأول مرة من داخل الخرطوم، فيه تأكيد على أن الدولة قائمة ومؤسساتها تعمل من داخل العاصمة الخرطوم، ويظهر ذلك في حزمة الرؤى التي أعلنها المجلس بشأن العمل الإنساني، كما أن انعقاد مجلس الأمن والدفاع تحديدا وليس مجلس السيادة يتضمن رسالة أن الجيش هو المؤسسة الشرعية التي تدير البلاد وتتحمل مسؤولية الحرب والسلام.
بالمقابل، ووفقا لمراقبين، فإن بيان المجلس رحب بشكل حذر بجميع المبادرات الداعية للسلام بالسودان، من دون التنازل طبعا عن حق الجيش في مواصلة القتال ضد المليشيات، ويظهر هذا جليا في الدعوة لاستنهاض الأمة لمواجهة عدوان مليشيا الدعم،، السريع.
منطق قوة
يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة وادي النيل، بروفيسور أبو بكر محمود، إن قرارات مجلس الأمن والدفاع بمثابة زلزالا عنيفا غير متوقعا ضرب أركان الرباعية وصفعة موجعة في وجه مستشار ترامب، مسعود بولس، الذي كان يبشر بقبول السودان للهدنة.
وأوضح محمود، أن القرارت تشير بوضوح إلى أن الجيش يتحدث من منطق القوة، ووصلته بالفعل مساعدات عسكرية ضخمة، لافتا إلى أن هذه القرارات سترفع الروح المعنوية للجنود وستظهر آثارها الإيجابية في قيادة العمليات العسكرية في الساعات القادمة.
مصير الهدنة
رغم أن بيان وزير الدفاع لم يشر من قريب لموضوع الهدنة، باستثناء الاكتفاء بالترحيب بالمبادرات، لكن البيان تناول بشكل قريب الموقف من الهدنة والذي تمثل في الدعوة للاستنفار واستنهاض الأمة السودانية للدفاع عن العدوان، ويرى مراقبون أن بيان مجلس الأمن والدفاع وازن بين الدبلوماسية والسيادة الوطنية، حيث تمسك بموقفه من الهدنة دون الدخول في تحديات عنترية مع المجتمع الدولي، مشيرين إلى أن الحكومة سبق وأن أبدت موافقة مبدئية بالهدنة، لكن وفق شروط أبرزها انسحاب المتمردين من المدن التي احتلوها بقوة السلاح في وبعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣، ما يشير بحسب مراقبين إلى أن البيان يريد إرسال رسالة بوضوح أن الحكومة السودانية منفتحة على العالم لكنها لا تقبل فرض تسويات تبقي على المليشيا المتمردة كجزء من المشهد، معتبرين أن البيان يمثل خطاب الدولة المسؤول وليس خطاب العنتريات.
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور الفاضل محمد محجوب، إن بيان مجلس الأمن والدفاع لم يتطرق للهدنة بالرفض أو القبول، مرجحا أن يكون الوفد السوداني قد دفع بشروط للجانب الأمريكي بشأن الهدنة، وأن هذه الشروط لا تزال قيد النقاش، وبالتالي ليس هناك جديدا يمكن مناقشته أو ذكره في البيان، مشيرا إلى أن الجيش لا يرفض الهدنة بشكل مبدئي وهو موقف معلوم، لكنه أخذ الكرة وألقاها في الملعب الأمريكي عارضا الموافقة على الهدنة بالشروط الوطنية.
واقعيا، فإن بيان مجلس الأمن والدفاع وجد ارتياحا واسعا بين السودانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما رأه البعض مؤشرا على قوة منطق الدولة، التي لا تريد توسيع دائرة العداء وترفض في الوقت ذاته التوقيع على أي تسوية تحت الضغوطات، لكن مع ذلك فإن الحكومة لم تغلق باب الهدنة، وإنما دفعت بشروطها كأمر حتمي غير قابل للتنازل، وحتى الموافقة على هذه الشروط، فإن بيان مجلس الأمن والدفاع يقول بوضوح إن التعبئة العامة مستمرة، وبينما كان مجلس الأمن يعقد اجتماعه دفعت قوات العمل الخاص بالنيل الأبيض بتعزيزات عسكرية ضخمة لمناطق العمليات بكردفان، في مشهد يعكس قدرة الدولة على خلق خيارات عديدة لحسم التمرد، وأن المبادرات الدولية ليس سوى خيارا صغيرا ضمن خيارات أخرى.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس


