تقاريرسياسة

صراعات المليشيا.. دماء الرفاق ترسم طريق السقوط!! 

 

تقرير: الطابية

 

تسود حالة من التوتر والانقسام داخل صفوف المليشيا، على خلفية الصراعات الداخلية والخلافات القبلية بين عناصرها، ما يعكس هشاشة التنسيق الميداني وتراجع الانضباط العسكري في صفوف المليشيا.

 

صدام القادة في لقاوة:

 

أكدت مصادر متطابقة وقوع صدامات دامية بين فصائل مليشيات الدعـ ــم السـ ـريع، خلال اليومين الماضيين، في عدة مناطق بإقليمي كردفان ودارفور.

وبحسب غرفة طوارئ دار حمر، وقعت اشتباكات عنيفة، عصر أمس، بين قوات تابعة للمليشي حسين برشم وقوات أخرى موالية للمليشي موسى أغيبش في منطقة لقاوة بولاية غرب كردفان.

وأسفر الصدام عن مقتل 12 فرداً وسقوط عدد من الجرحى من الطرفين، في مشهد يجسد حجم التنافس على السيطرة الميدانية ومناطق النفوذ داخل المليشيا.

 

في ريفي الخوي.. قتل وإذلال وجلد بالسياط

 

وفي ريفي الخوي، هاجمت قوات منسحبة من منطقة المزروب شمال كردفان وحدة تابعة للمليشيا بقيادة المدعو حسون الحميري، كانت متمركزة في منطقة عيال بخيت التابعة لمحلية الخوي.

وبحسب غرفة طوارئ دار حمر، قامت القوة المهاجمة بتجريد خصومها من الزي العسكري والأسلحة، ثم جلدتهم بالسياط وقتلت ثلاثة منهم، في حادثة تُظهر مدى الانفلات الميداني وتراجع سلطة القيادة المركزية للمليشيا.

 

صدامات دارفور وجدلية “من أطق الرصاصة الأولي”

 

لم تكن دارفور بمنجاة عن شظايا هذه الانقسامات، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجنجويد في مدينة مليط، إثر خلافات حادة حول توزيع العتاد والذخيرة.

وأدت الاشتباكات إلى مصرع قائد استخبارات المليشيا في مليط وإغلاق المحلات التجارية.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة، على خلفية قبلية، بين مقاتلي المليشيا من قبيلتي البرقو والبني هلبة في مدينة كاس، في حادثة تعكس مدى تصاعد الفوضى والانهيار التنظيمي داخل المليشيا، في وقت تشهد فيه دارفور تحولات ميدانية متسارعة.

 

مؤشرات تفكك داخلي

 

تعكس هذه الحوادث المتكررة حالة التفكك التنظيمي والانهيار في البنية القيادية لمليشيا الدعم،، السريع، التي فقدت قدرتها على ضبط مقاتليها أو فرض الانضباط العسكري.

كما فشلت ما تُسمّى بـ«حكومة التأسيس» التابعة للمليشيا في بسط الأمن أو إدارة شؤون المواطنين في مناطق سيطرتها، ما فاقم من حدة الفوضى والانقسام.

 

انعكاسات على مسار الحرب

 

تزامن تصاعد هذه الصراعات مع تحول ميداني واضح لصالح الجيش السوداني في عدة جبهات. فالتناحر الداخلي داخل المليشيا أفقدها تماسكها وقدرتها على التنظيم، في حين تصاعدت الولاءات القبلية لتتحول إلى أداة تفجير داخلي.

 

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانقسامات قد يؤدي إلى تفكك المليشيا إلى فصائل متناحرة، ما يعني عملياً اقتراب نهاية مشروعها العسكري والسياسي، ويفتح الباب أمام انزلاقات أمنية خطيرة في إقليم دارفور وكردفان.

 

ويُرجّح أن تشكل هذه الانقسامات منعطفاً حاسماً في مسار الحرب السودانية، يمنح القوات المسلحة أفضلية استراتيجية لاستعادة السيطرة وبسط الأمن تدريجياً على كامل البلاد.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى