
الطيب إبراهيم – تغطية الأحداث الجارية
أطلق مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل، تحذيرات جدية خلال ترؤسه وفد السودان في مؤتمر باكو للأمن الذي تنتهي أعماله اليوم الاثنين.
الفريق مفضل الذي يجلس على أطنان من المعلومات الموثوقة بشأن كل ما يتعلق بمليشيا الدعم السريع من التجنيد والتسليح وطرق الدعم وجلب المرتزقة ، كشف خلال كلمته في المؤتمر عن استقدام المليشيا لمرتزقة من الإقليم ومن دول العالم البعيدة مستفيدة من دعم مالي وعسكري من دول إقليمية، مما زاد من معاناة الشعب وهدد استقراره وأمنه.
وشدد مفضل في كلمته على أن هذه التهديدات تتجاوز السودان، لأن المليشيا اقتحمت السجون وأطلقت سراح سجناء خطيرين ومتخصصين في الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات.
جرس إنذار
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور الفاضل محمد محجوب، إن مشاركة السودان بوفد برئاسة مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد مفضل، يعد مكسبا للسودان وللمؤتمر، فالحكومة السودانية نجحت في توصيل صوتها لقادة الأمن في 65 دولة من مختلف دول القارة، ووفق الأخبار، فإن مدير جهاز المخابرات عقد لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه من الدول الأخرى، وهذه اللقاءات سيكون لها تأثير فعال في مجريات الأحداث، من حيث توفر المعلومات، ولم يعد خافيا تأثير المعلومة في الحروب.
السودان أيضا بحسب دكتور الفاضل، أطلق جرس إنذار للعالم، من تحول وشيك لهذه المليشيات لتصبح مهدد إقليمي وعالمي، سيما وأن سجناء خطرين ومتخصصين في الإرهاب والمخدرات أطلقت المليشيات سراحهم من السجون.
ويقول دكتور الفاضل، إن عناصر المليشيا المتمردة، عندما يضيق الخناق عليهم في كردفان ودارفور، سيلجأون لدول الجوار ما يشكل تهديدا حقيقيا، معتبرا أن دعوة مفضل في مؤتمر باكو لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية تمثل ترياقا لخطورة هذه المليشيا، حيث ستوقف عنها الدعم العسكري الذي يأتيها من دول أو دولة إقليمية معروفة.
رسالة مبكرة
يقول الخبير الإستراتيجي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، العميد دكتور جمال الشهيد، إن تحذير الفريق أول مفضل من خطر مليشيا الدعم السريع يأتي في وقت تتزايد فيه الفوضى الأمنية بالسودان ما يجعل رسالته دعوة مبكرة لوقف تحول المليشيا لنموذج جديد مشابه لجماعات إرهابية في أفريقيا مثل بوكو حرام وغيرها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن دعوة الفريق أول مفضل بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، يساعد كثيرا في تقليل مخاطرها الأمنية، كما أن التصنيف سيعيد محاولة تعريف الصراع السوداني على أسس جديدة، فبدلا من تسمية الحرب بين الجيش السوداني وقوة متمردة عليه ستصبح حربا بين الجيش والجماعات الإرهابية وهذا سيفتح الباب لدعم دولي أكبر لصالح الجيش السوداني.
نقل الكرة في الملعب الدولي
يرى العميد جمال الشهيد، أن مشاركة السودان في مؤتمر باكو بأذربيجان، له دلالات أمنية وسياسية، فمن حيث البعد الإقليمي، تؤكد المشاركة أن السودان يرغب في نقل الأزمة الداخلية إلى الساحة الخارجية بمنحها بعدا يتجاوز حدود الصراع المحلي في السودان، لافتا إلى أن الفريق أول مفضل نبه في كلمته على خطورة انتشار السلاح، وهى مخاوف يراها العميد جمال تنسجم تماما مع القلق العالمي من تزايد الجماعات المسلحة وبالتالي يضع قضية السودان في إطار الأمن الإقليمي المشترك.
وبالنسبة لجمال الشهيد، فإن توقيت انعقاد المؤتمر يصب في صالح السودان، حيث تشهد الساحة الدولية حراكا كبيرا مرتبطا باجتماعات الأمم المتحدة ، ويتصاعد النقاش هناك حول مستقبل السودان، وبالتالي يعد المؤتمر بالنسبة للسودان جزء من دبلوماسية أمنية تهدف لاقناع المجتمع الدولي بتبني رواية الحكومة السودانية.
يُعد مؤتمر باكو الدولي منصة حيوية لتعزيز الحوار بين أجهزة الأمن العالمية، حيث يوفر فرصة لتبادل الخبرات والاستراتيجيات في التصدي للتحديات الأمنية المعقدة. ويؤكد مشاركة السودان في هذا المؤتمر التزامه الراسخ بالعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة الأزمات الإنسانية وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس



