
تقرير: الطابية
واصل الجيش السوداني، أمس، تمشيط وتطهير وسط الخرطوم من المليشيا المتمردة، وأوضحت مصادر أن الجيش مشط ونظف الجامع الكبير وبرج البركة ومول الواحة وعمارة الدهب، مؤكدة أن جميع مناطق وسط الخرطوم والمقرن أصبحت بيد الجيش السوداني، وأن عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش هى للقبض على مصابي المليشيا الذين تركهم رفقائهم في البنايات المهجورة وهربوا، مشيرين إلى خلو وسط الخرطوم ومنطقة المقرن من الأعمال العسكرية خلال تمشيط اليوم الأحد.
ونجح الجيش، السبت، في توسيع دائرة الأمان بولاية الخرطوم بعد يوم من تحرير القصر الجمهوري لتشمل كامل منطقة وسط الخرطوم والمقرن وجزيرة توتي، وجنوبا، مبنى جهاز المخابرات والمركز الطبي الحديث وحي المطار حيث يقبع منزل الهالك حميدتي، وجنوب غرب التحم سلاح المهندسين مع المدرعات عقب تحرير الاستراتيجية، حيث امتدت نقطة الأمان من جزيرة توتي شمالا وحتى الشجرة جنوبا.
التطورات المتسارعة التي حدثت، السبت، بحسب مراقبين، لم تكن مفاجئة سيما بعد استعادة القصر الجمهوري، حيث أن القوة الحية التي تمثل رمزا معنويا وعسكريا كانت موجودة بالقصر الجمهوري وبتدميرها انهارت عناصر المليشيا في بقية المناطق، وبحسب فيديوهات متداولة فإن جنود الجيش كانوا يقبضون عناصر المليشيا في أزقة وسط الخرطوم بطريقة قبض الشرطة لمثيري الشغب.
هذه الحالية المتردية للمليشيا كانت بحسب مراقبين نتيجة لتخطيط إستراتيجي للقوات المسلحة بدء بمرحلة الحصار واستهداف المركبات القتالية بالمسيرات وقنص القادة والمؤثرين داخل المليشيا بوسط الخرطوم ومن ثم مرحلة الكنس التي بدأت بالقصر الجمهوري.
انهيار متسارع
مناطق عديدة بمنطقة المقرن كان من الصعوبة للجيش السيطرة عليها خلال الشهور الماضية، مثل برج كورنثيا وقاعة الصداقة وبرج الضمان، هربت منها عناصر المرتزقة ونجح الجيش في دخول جميع الأبراج والبنايات العالية بمنطقة المقرن ووسط الخرطوم بعد تدمير القوة الرئيسية وفرار البقية، حتى أن الانهيار وصل مرحلة من البؤس عند المليشيا أن جزيرة توتي التي كانت قلعة حصينة لعناصرها، حررها 8 فقط من عناصر البراء بن مالك.
ويتوقع مراقبون أن يستمر هذا الانهيار في بقية مناطق جنوب وشرق العاصمة، سيما وأن الجيش يتأهب لاقتحام مطار الخرطوم والأحياء الشرقية، وسط أخبار شبه مؤكدة عن هروب المليشيا من مناطق المعمورة والرياض والجريف غرب، فيما تتوالى عمليات الهروب من مناطق جنوب الحزام نحو جبل أولياء.
ويرى مراقبون أن معركة الخرطوم، انتهت عمليا منذ تحرير القصر الجمهوري، متوقعين أن تتم نظافة كامل مدينة الخرطوم قبل عيد الفطر المبارك، خصوصا بعد تقدم قوات درع السودان وإعادة سيطرتها على منطقة حبيبة وزحفها نحو الباقير، وتقدم قوات النخبة نحو جبل أولياء.
التقاء جيوش
شهد يوم أمس السبت، التحام سلاح المهندسين مع جيش القيادة العامة في السوق العربي، والتحام سلاح المهندسين مع المدرعات بمقر الكتيبة الإستراتيجية، لتكتمل نظافة كامل منطقة المقرن ووسط الخرطوم وجزيرة توتي، ويتوقع مراقبون التحام الجيوش القادمة من النيل الأبيض والجزيرة مع الجيوش القادمة من وسط الخرطوم والزاحفة جنوبا لإعلان نظافة محلية الخرطوم الكبرى بما فيها جبل أولياء من المليشيا المتمردة، متوقعين أن يتم هذا الأمر قبيل عيد الفطر المبارك، قياسا على تحركات الجيش المتسارعة والانهيار الأسرع للمليشيا.
عمليا، فإن معركة الخرطوم، بحسب مراقبين انتهت لصالح الجيش والشعب السوداني، الذي نجح في طمر أحلام آل دقلو والمشروع الاستعماري من الدول الممولة له، وما تبقى هو معركة تحرير دارفور، التي لن يجد الجيش صعوبة كبيرة في تجاوزها، ذلك لأنها سيقاتل ذات الجنود الذين هربوا من معارك الخرطوم ووسط السودان، وعطفا على القاعدة العسكرية التي تقول أن الجيوش الهاربة لا تحقق أي انتصار، فإن معركة تحرير دارفور لن تستمر طويلا.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس