الأوضاع في شرق النيل.. الجيش يقود المليشيا للزاوية الحرجة

تقرير: الطابية
أكمل الجيش السوداني تطويقه لجسر المنشية عقب تحركه من الجهة الشمالية خلال اليومين الماضيين، سيطر فيها على حلة كوكو، وحتى صباح اليوم الجمعة، دخل الجيش المناطق الشمالية والشرقية لحي القادسية الملاصق لجسر المنشية، بينما تتقدم قواته من الجهة الجنوبية عقب سيطرتها على سوبا والجسر ومرابيع الشريف والكرياب، وشرقا سيطر الجيش على الجهة الشرقية لحي النصر، ويقترب من محطة 13 الواقعة على بعد 200 متر شرقي الكبري.
جسر المنشية في مرمى النيران
أمس الخميس تداول ناشطون فيديو لعناصر من الجيش يصوبون بندقية القنص تجاه جسر المنشية، الذي يبدو من الفيديو أنه لا يبتعد كثيرا من مكانهم، لاحقا في هذا اليوم أكدت مصادر لشبكة الطابية، توقف حركة المليشيا بجسر المنشية، فيما شهد أمس الخميس، حركة هروب واسعة لعناصر المرتزقة لداخل الخرطوم، وأوضحت مصادر أن قوة من المليشيا نصبت ارتكازا في مدخل الجسر قبالة مستشفى شرق النيل ومنعت تسلل عناصرها من حملة جنسية جنوب السودان ومن المتعاونين عبور الجسر لداخل الخرطوم.
الأوضاع بشرق النيل
بدأ الجيش السوداني، منذ الثلاثاء الماضي، عملياته العسكرية للسيطرة على جسر المنشية بمحلية شرق النيل، أخر منفذ للمليشيا في منطقة وسط الخرطوم الكبرى، وذلك بعد يوم واحد من سيطرته على جسر سوبا من جهة الشرق.. وتمثل السيطرة على جسر المنشية عاملا حاسما في تحرير البراري وأحياء شرق الخرطوم، وتؤمن ظهر الجيش في القيادة العامة بشكل كامل.
خطة محكمة
بدأ الجيش السوداني مبكرا، خطته لتحرير محلية شرق النيل، حيث توغلت قوات الكدرو شرقا وسيطرت على كافوري وحلة كوكو وأجزاء من حي القادسية، بينما نفذ عناصر الجيش وجهاز المخابرات الوطني اختراقات مهمة وسيطرت على الوادي الأخضر وعد بابكر ومربع 24 الحاج يوسف، ثم توغلت حتى مركز الشهيدة ندى في شارع واحد، ومربعات المايوما وشارع الكلس، وجنوبا سيطر الجيش ودرع السودان على منطقة سوبا والجسر ومرابيع الشريف والكرياب، بينما حررت قوات أخرى المناطق الشرقية لحي النصر وتتجه حاليا نحو محطة 13، التي تقع على بعد 200 متر شرقي جسر المنشية.
هذه التحركات نحو مركز ثقل المليشيا في محيط محطة 13، من جهة سوبا جنوبا والحاج يوسف شرقا وحلة كوكو شمالا ، دفعت المليشيا للهروب تجاه الخرطوم عبر كوبري المنشية، وإزدادت حالة الهروب عقب سيطرة الجيش على جسر سوبا، ولإيقاف موجة الهروب الكبير هذه، لجأت قيادات المليشيا لوضع ارتكاز ضخم في مدخل الجسر، مادفع بعض عناصر التمرد للهروب عبر المراكب.
وحسب مصادر عسكرية تحدثت لشبكة الطابية، فإن تحرير محلية شرق النيل بالكامل بما فيها جسر المنشية مسألة زمن فقط، سيما بعد تحرير حلة كوكو وأجزاء من حي القادسية، والمتبقي هو وصول الجيش القادم من الحاج يوسف ودرع السودان القادم من جهة سوبا، للإجهاز على المليشيا في مثلث كبري المنشية في عملية أشبه بعصر الدمامل.
يقول مراقبون، أن سيطرة الجيش على محلية شرق النيل، تعتبر كسرا لحصار القيادة العامة من جهة الشرق، حيث أن قوة المليشيا التي تهرب من معارك شرق النيل عبر كوبري المنشية، لن تكون بالغباء الذي يجعلها ترتكز في أحياء البراري وشرق الخرطوم وتورط نفسها بين جيش شرق النيل وجيش القيادة العامة، سيما بعد تحرك الجيش مؤخرا وسيطرته على أجزاء من بري، ما يعني تلقائيا أن تحرير شرق النيل، سيمهد للاتصال بين القيادة العامة وكبري المنشية، وهو أمر سيتيح للقادم من أقصى إقليم النيل الأزرق الدخول للقيادة العامة عبر شارع ودمدني الشرقي عبورا بجسر المنشية، كما أن تحرير شرق النيل سيؤدي لتحرير مطار الخرطوم وتحرير شارع النيل من جسر المنشية وحتى جسر المك نمر.
يقول مراقبون، أن تحرير شرق النيل وجسر المنشية، سيسهل من تدفق القوات نحو وسط الخرطوم لتحرير القصر الجمهوري والمناطق الإستراتيجية في وحول منطقة المقرن الإستراتيجية، وهو أمر أكدته قوات درع السودان، بالقول من أن خطتهم القادمة هى تحرير القصر الجمهوري، ولتنفيذ ذلك، تمددت القوات شمالا للسيطرة على جسر المنشية بدلا من الدخول للخرطوم عبر سوبا، ذلك لأن الوصول لوسط الخرطوم أقرب من جسر المنشية وليس كبري سوبا، والتكلفة أقل. ويقول مراقبون إن سيطرة الجيش على جسر سوبا تهدف في هذا الوقت لقطع أي التفاف أو فزع قد يأتي للمليشيا من منطقة جنوب الخرطوم، بجانب أن السيطرة على سوبا والجسر، تعني أن الجيش سيقاتل وظهره مؤمن بالكامل.
معارك قرب الجسر
شن الجيش، الثلاثاء الماضي، هجوما مكثفا على تجمعات المليشيا في جسر المنشية عبر الطيران المسير، واعتبر مراقبون الهجوم، خطوة تمهيدية قبل الاكتساح الشامل، مشيرين إلى أن خطط الجيش مكشوفة للمليشيات، حيث تسبق المسيرات الهجوم البري، وهو ما يفسر حالات الهروب الجماعي للمرتزقة من شرق النيل، ومحاولات القيادات لإغلاق الجسر.
وقال قائد لواء البراء بن مالك، المصباح أبوزيد في منشور على صفحته بموقع فيس بوك، إن المليشيا أغلقت جسر المنشية لمنع هروب عناصرها، لكن شهود عيان قالوا، إنهم شاهدوا أفرادا من مليشيا الدعم، السريع عبروا النيل الأزرق لداخل الخرطوم عبر مراكب محلية.
أمام هذه التطورات المتسارعة يمكن القول، إن الجيش السوداني بحسب مراقبين قد يلجأ للسيطرة أولا على جسر المنشية قبل تحرير شرق النيل، ما يعني أن قوة المليشيا الموجودة بأحياء المحلية سيكون مصيرها السحق الكامل.. وغض النظر هل سيكون تحرير الجسر أولا أم تنظيف المحلية أول، يصبح الخيارين متاحين أمام الجيش ويملك كافة الأدوات والعناصر لتطبيقهما، وليس ذلك بعد السيطرة على جسر سوبا فحسب، وإنما قبل ذلك بشهور عندما سيطر الجيش على جبل موية، منذ ذلك التاريخ فإن قناني المليشيا المتعفنة بدت في التدحرج والسقوط ولن يتوقف هذا التدحرج والسقوط المدوي للمليشيا إلا في منطقة أم دافوق، أخر نقطة حدودية مع إفريقيا الوسطى.
أمام هذه التطورات الجديدة، يتوقع مراقبون أن يصبح جسر المنشية خارج الخدمة ابتداءا من اليوم الجمعة، عقب وصول نيران الجيش اليه، وهو ما يعني تلقائيا إغلاق شرق النيل بالكامل، وهى خطوة تعني أن الجيش قرر سحق المليشيا في شرق النيل بدلا من فتح نفاج لها للعبور للخرطوم، متوقعين أن تكتمل هذه الخطوة خلال الأيام القليلة المقبلة، إن لم تكن أقل من ذلك بكثير.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس