كاتب ومقالمقالات

*الحرب انتهت فعلياً!!..*

*أحمد غباشي*

“ما يحدث هو إبادة .. الحرب انتهت فعلياً ويجب أن نتقبل الهزيمة”!!..هذه هي الكلمات التي وجهها مستشار حميدتي السابق يوسف عزت الماهري، للمتبقين من فلول الجنجويد حاثاً إياهم على الانسحاب الفوري من الخرطوم!!.. وهي كلمات تحكي حقيقة الأمر تماماً.. ورغم أن الماهري ما كان لينطق بتلك الكلمات لو كان ما يزال في منصبه السابق!!.. بل كان سيغزل غزل المستشارين الحاليين الذين تستضيفهم القنوات، وينحو نحوهم في حالة الإنكار المثيرة للشفقة!!.

الحرب انتهت فعلياً!!..هذا ما تحكيه المشاهد اليومية التي يعاينها سكان المناطق التي استوطنها الجنجويد في أطراف العاصمة وضواحيها!!.. حالة الفرار الكبير التي قد بدأت.. عشرات السيارات المحملة بالأمتعة والمقتنيات تقلُّ أفرارد المليشيا وعوائلهم، تنهب الطرقات يومياً باتجاه الغرب!!.. وجوه جديدة تأتي وافدة من شتى المناطق المحررة في الجزيرة أو من الخرطوم وغيرها، تلتقط أنفاسها قليلاً ثم تواصل مشوار الهروب!!..

حدثني أحد الإخوة الذين قدموا من كردفان إلى أم درمان في الأيام الماضية، أن سيارات الجنجويد الهاربين ملأت الدروب، وأنهم خلال سفرهم يصادفونهم في كل مكان في الأودية وتحت الأشجار.. ولا يلوون على شيء ثم النجاة بأنفسهم، يلتمسون طريقاً غير مطروقة تحملهم وتقذف بهم خارج الحدود، في ليبيا أو تشاد إو حتى إفريقيا الوسطى!!..المهم ألا تصادفهم مسيرات الجيش!!..

حالة من الفوضى وفقدان كامل للسيطرة تسود في المناطق التي لا يزال لمليشيا فيها وجود، مثل الصالحة وريف أم درمان الجنوبي، خصوصاً عقب إحكام الجيش سيطرته على منطقة وسط وغربي الخرطوم، وعقب ضربات جوية قوية، الأسبوع الماضي، استهدفت السيارات العابرة على جسر خزان جبل أولياء، وتفريغ منطقة المثلث بالكامل، بجانب الأنباء الواردة عن تقدم جيوش الجزيرة وسنار والنيل الأبيض باتجاه العاصمة، من عدة محاور..كل أدى إلى انفلات وفوضى كبيرة، فالكل بما فيهم القادة يرتبون أنفسهم للمغادرة.. وفي أجواء مثل هذه تكثر الخلافات بين عناصر المليشيا كما يكثر التفلت والسلب والنهب!!..

الخميس الماضي وقع اشتباك عنيف بين عناصر المليشيا داخل سوق قرية هجيليجة بمنطقة الصالحة بالريف الجنوبي لأم درمان، اشتباك مباشر بالأسلحة النارية بدون اكتراث لاكتظاظ السوق بالمواطنين، ما نجم عنه مصرع أحد المواطنين، ووقوع إصابات عديدة وسط المواطنين، بعضها خطيرة!!..

وعادت ظواهر النهب السلب مرة أخرة بشدة، حيث لم يعد هناك من قادة المليشيا من يقوم بمهمة الردع!!.. فالكل مشغول بالترتيب لإخراج نفسه!!.

والعجيب في الأمر أن حالة الإنكار التي يسوقها المستشارون الإعلاميون التابعون للمليشيا، الذين تستضيفهم القنوات الفضائية الإخبارية، تجد لها آذاناً صاغية حتى في مثل هذه الظروف، ما زال بعض هؤلاء المخدرين من عناصر المليشيا يعتقدون أن الأوضاع ما زالت تحت السيطرة، وأنهم بإمكانهم استعادة زمام السيطرة مرة أخرى!!.. بعض هؤلاء، خصوصاً الذين استنفروا مع المليشيا من أبناء العاصمة بغرض ممارسة السلب والنهب.. وهؤلاء هم الذين يشكلون الخطر الحقيقي في أجواء الفوضى والانفلات الأمني الذي يسود تلك المناطق هذه الأيام..

ولكن الذي لا يدركه هؤلاء، أنه مثل ما هُم ينتظرون مغادرة القادة المسؤولين بما معهم من قوة، ليخلو المجال للسلب والنهب، كذلك ينتظر المواطنون هذه اللحظة بفارغ الصبر ليروا هؤلاء بأسهم.. ذلك البأس الذي كان تحول دونه القوة الضاربة للمليشيا، تلك التي كانت تمارس القمع ضد كل مواطن علمت أنه استخدم سلاحاً للدفاع عن بيته وصد غائلة المسلحين الذين كانوا يقتحمون البيوت للسطو والاستيلاء على الأموال والمقتنيات!!.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى