تقاريرتقارير

ضربات جوية موجعة تتلقاها المليشيا بمنطقة الصالحة..وحملات اعتقال مجنونة للمواطنين بالأسواق!!

تقرير: أحمد غباشي

نفذت مُسيّرات الجيش السوداني، ظهر الثلاثاء، ضربة جوية نظيفة، بقرية هجيليجة (إحدى قرى الصالحة)، استهدفت شاحنة محملة بالوقود تابعة لمليشيا الدعم. السريع، وبحسب شهود عيان كانت الشاحنة تقل ثلاثة من عناصر المليشيا، نجا منهم واحد فقط بإصابة، فيما هلك الآخران.

وأوضح الشهود، أن الشاحنة، كانت تسير بشارع الأربعين، الذي يقع غربي قرية هجيليجة ويفصل بينها بين قرية (جادين)، حين أصابها صاروخ أطلقته المسيرة إصابة مباشرة، فانفجرت محدثاً دوياً هائلاً، وارتفعت ألسنة اللهب والدخان، وبحسب هؤلاء الشهود، فإن العنصر الناجي من العملية، خرج حبواً، ولتلتقطه مجموعة أخرى كانت تستقل (ركشة). وأكد الشهود أن الضربة أصابت الشاحنة فقط ولم توقع أية أضرار وسط المواطنين.

وكثف الجيش ضرباته الجوية والمدفعية في الفترة الأخيرة على مواقع المليشيا بمنطقة بمنطقة الصالحة وجنوبي أم درمان، خاصة قرى الصالحة، ومربع خمسين، وحي الجامعة، الذي يقع جنوبي الفتيحاب، فقد شن هجمات مباغتة، مساء الجمعة الماضية، استهدفت سيارة مزودة بمدفع، بالإضافة مجموعة أخرى من السيارات المحملة بالوقود، مما أدى إلى تدميرها تدميراً تاماً، واشتعال النيران فيها، وكانت ألسنة اللهب ترى من مسافات بعيدة ولعدة ساعات.

وفي أغرب رد فعل على تلك الهجمات، نفذت مليشيا الدعم السريع، يوم الأحد، حملة اعتقالات عنيفة بسوق قرية هجيليجة، حيث ألقت القبض بشكل قمعي وعنيف على عدد كبير من المواطنين، غالبهم من الشباب، وذلك في أعقاب ضربات يوم الجمعة.

ويتوقع كثير من المواطنين أن تتكرر تلك الحملة مجدداً بسبب ضربة الأمس، وتحسباً لذلك أغلقت أغلب مراكز شبكات الاتصالات التي تعمل بأجهزة ستار لنك، أبوابها مساء أمس، ولم تستقبل روادها، تحسباً لوقوع مداهمات من قِبَل عناصر المليشيا، وتحدث بعض الشباب أنهم قد تم اقتيادهم من الشوارع والتحقيق معهم وقوع الضربة الجوية.

بحسب رواية شهود عيان لما حدث يوم الأحد، فقد داهمت قوة من المليشيا تقدر بحوالي 17 سيارة قتالية، وشاحنتين (دفار)، سوق هجيليجة صبيحة يوم الأحد الماضي، وألقت القبض، بصورة عشوائية، على أعداد كبيرة من الشباب الموجودين بالسوق، بعد ضربهم بالسياط وبالأكف على وجوهم، وثم الرمي بهم إلى ظهر الشاحنتين اللتين اكتظتا بالعدد الكبير من المقبوض عليهم. وشملت الاعتقالات العشوائية عدداً من المستنفرين التابعين للمليشيا، بينما لاذت أعداد كبيرة منهم بالفرار.

وأكد شهود العيان، أن حملة الاعتقالات شملت عدداً من المواطنين الذين لا علاقة لهم بالمليشيا، ممن جاؤوا إلى السوق بغرض التسوق وشراء لوازمهم اليومية، بل كان ضمن المعتقلين بعض الرجال المتقدمين في السن.

ويعتقد كثير من المواطنين أن الحملة التي شنتها المليشيا، بشكل غير مسبوق، جاءت نتيجة لاعتقادها بوجود متخابرين للجيش وسط المواطنين، ووسط المستنفرين مع المليشيا الذين يطلق عليهم اسم (الجاهزية)، وكثير من هولاء لا يشاركون في المعارك، وإنما يفضلون التسكع في الأسواق وإرعاب المواطنين، ترهيبهم وابتزاز الأموال منهم.

وأفادت مصادر مطلعة، أن تلك الحملة نفذها ملازم استخبارات شاب، وأنها أثارت استياءً كبيرة وسط عناصر المليشيا، خصوصاً المتعاونين والمستنفرين (الجاهزية)، وأن هؤلاء تقدموا بشكاوى إلى المسؤولين الأعلى من الملازم، حيث يعتقدون أن ذلك الأسلوب غير مهني ولا يوصل إلى نتائج، أكثر من إثارة الاستياء وسط المواطنين، والتأثير على السوق الذي تستفيد منه المليشيا، حيث تفرض ضرائب يومية على جميع تجار السوق، بما فيهم الباعة الذين يفترشون الأرض، فإذا تضرر السوق بانصراف الناس عنه، فإن ذلك يترتب عليه ضرر في الموارد التي تجنيها المليشيا.

ويعتبر حي الجامعة الذي يقع جنوبي الفتيحاب وغربي جامعة الإسلامية، أكثر مواقع المليشيا صعوبة، حيث يتكاثف وجود عناصر المليشيا هناك، وتنتشر فيه مخازن السلاح والوقود، كما ينتشر القناصون التابعون لها في البنيات ذات الطوابق، مما يشكل عائقاً أمام تقدم الجيش نحو الجنوب منه، ومؤخراً قامت المليشيا بتفريغه من المواطنين، الذين أجبرتهم على مغادرة منازلهم والخروج من الحي نهائياً.

ويبدوا أن الجيش عازم، على تنظيف حي الجامعة، لأن هذه الخطوة تعتبر ضرورية، للوصول شارع (الفجر) الذي يتفرع من شارع (الفتيحاب- الصالحة- المثلث)، ويتجه غرباً إلى منطقة الكسارات وجبل طورية، يشكل رابطاً مهماً بين تمركزات المليشيا في منطقة الصالحة والمثلث غربي خزان جبل أولياء، وتمركزاتها في مناطق البنك العقاري والمويلح، ومنها إلى شارع أمبدَّة كرور وصولاً إلى سوق ليبيا.. إن سيطرة الجيش على هذا الطريق تعتبر خطوة ذات أهمية استراتيجية، حيث يتمكن من حصر المليشيا في مناطق معزولة عن بعضها البعض، بقطع خطوط الارتباط والإمداد الرئيسة.

يتفاءل من بقي من مواطني صالحة باقتراب الفرج، بوصول الجيش إلى مناطقهم، تخليصهم من تسلط المليشيا التي مارست أنواعاً مختلفة من الانتهاكات بحقهم، الأمر الذي اضطر أغلبهم إلى الخروج عن منازلهم، وما زالت حتى اليوم تتقاطر طوابير النازحين من الصالحة إلى مناطق أكثر أمناً، عبر رحلة طويلة ومضنية يجتازون فيها ثلاثة ولايات كي يصلوا من الصالحة إلى مدن الدبة أو عطبرة أو شندي، أو حتى كرري القريبة منهم!.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى