تقارير

معارك بحري.. هل قدم الجيش للمليشيا قطع شطرنج صغيرة كطعم لابتلاع الملك؟؟

 

تقرير: الطابية

فاجأ الجيش السوداني، المراقبين لسير المعارك، وبالضرورة مليشيا الدعم. السريع، بسحب زخم الحرب من ولاية الجزيرة نحو مدينة بحري، بصورة فاجأت المناصرين قبل الأعداء.

هذا التحول المفاجئ في سير الحرب من جهة لأخرى، يراه مراقبون جزء من تكنيك الحرب الذي ظل الجيش يستخدمه بغرض التمويه على المليشيا وبهدف صرف أنظار المواطنين عن تتبع محور بعينه كان يضره ملاحقة الشعب لأخباره ما يسبب ضغطاً على الجيش، ولحد كبير نجح هذا التكنيك في صرف الأنظار عن محور ود مدني، ما سمح للجيش العمل في وضع مريح لحد ما.

لماذا بحري

يقول الكاتب الصحفي محمد عثمان، إن الجيش يتعامل في إطار خطة كلية تتساوى فيها بحري وود مدني وجنوب أم درمان بالمقدار نفسه، مشيراًً إلى أن هذا ليس معناه أن معارك بحري قد تكون مقصودة لذاتها، ربما لتخفيف الضغط على محور الجزيرة عبر شغل المليشيا بإشعال محور آخر، أو ربما بحري مقصودة لذاتها لكونها محور قائم بذاته، لافتاُ إلى أن قيادة الجيش هنا أشبه بلاعب شطرنج ذكي، قد يمنحك بعض جنوده مقابل الحصول في الخطوة الثالثة أو الرابعة على الملك نفسه.

تحرير وانسحاب وتوغل

حتى اللحظة وبحسب متابعات “الطابية” فإن الجيش نجح في السيطرة على حي السامراب بالكامل، وجاءت الخطوة في وقت وجيز نسبيا عبر عمل عسكري شاركت فيه المدفعية الذكية وسلاح الطيران بكافة تشكيلاته، كما شاركت فيه قوات العمل الخاص والاحتياطي المركزي وكتائب البراء بن مالك.
وأكدت مصادر عسكرية لشبكة الطابية، انسحاب المليشيا من منطقة العزبة عقب معارك شرسة سيطرت فيها القوات المسلحة على المنطقة ووضعت يدها على أسلحة تركتها المليشيا وهربت.
وفي حي كافوري تخوض القوات المسلحة معارك شرسة للسيطرة على الحي الذي يعتبر موقعه استراتيجيا، لأن من يسيطر على كافوري يستطيع تأمين بحري من جهة الشرق وخنق شرق النيل في وقت واحد.

هذه التطورات المتسارعة دفعت مراقبين لرفع سقف التوقعات بتحرير كامل مدينة بحري خلال أسابيع قليلة، ما يعني أن الجيش سيكون قد نجح في تأمين ظهر أم درمان، وضيق الخناق على مدينة الخرطوم.

بحري والجزيرة

معارك بحري أيضا بحسب مراقبين لا تنفصل عما يجري في الجزيرة، خصوصا في شرقها المفتوح على بحري وشرق النيل، حيث أن تحرير بحري يضع عناصر المليشيا في شرق النيل في تماس مباشر مع قوات الجيش، وبالتالي ففي حالة أي هجوم للجيش على المنطقة، فإن المليشيا بشرق النيل سيكون لديها خيارين للانسحاب إما لداخل الخرطوم عبر جسري المنشية وسوبا أو الهروب جنوبا نحو شرق الجزيرة، وهو خيار غير محبب حيث تصبح صيدا سهلا للطيران الحربي.
ويتوقع مراقبون في هذه الحالة أن تلجأ المليشيا للتضحية بود مدني وحشد كل قوتها في شرق النيل للدفاع عن مدينة بحري، مستبعدين في ذات الوقت أن تتخلى المليشيا عن بحري وشرق النيل وتسحب قوتها للدفاع عن ود مدني في معركة تعلم أنها ستخسرها، ويرى مراقبون أن المليشيا ستعيد قوات الفزع التي أرسلتها من شرق النيل لمنطقة أم القرى شرقي الجزيرة للدفاع عن وجودها بالخرطوم، حيث لم يعد ممكنا لمليشيا منهارة بقوات “شفشافة ذات تدريب سئ” الدفاع عن منطقتين في لحظة واحدة، وهو ما يفسر بحسب مراقبين لماذا حرك الجيش السوداني محور بحري الذي شهد بروداً في العمليات الحربية مؤخراًً بعد أيام قليلة من تحريك ملف شرق الجزيرة وكمونه.
هذه الترتيبات بحسب مراقبين لم تكن مصادفة، وإنما هو نوع من تكنيك حربي يقدم فيه الجيش قطع شطرنج صغيرة من أجل ابتلاع الملك، والملك هنا بحسب مراقبين، إما الخرطوم الكبرى أو الجزيرة كاملة.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى