مقالات

*في مطلع العام الجديد..يداي حتماً تمتلئان بالنقود*

*أحمد غباشي*

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة، وقال (يعجبني الفأل).. وتفاءل يوم الحديبية باسم السهيل بن عمرو، عندما جاءه موفداً من قريش للتفاوض، فقال (سهيل سهل أمركم).. ونحن الآن على أعتاب عام جديد، نتفاءل الخير بسقوط جزار سوريا بشار الأسد ونظامه البعث المجرم.. نتفاءل بانتصار إخواننا في سوريا، وانتهاء عذابات السنين الطويلة، نتفاءل بتفريج الله عنهم، وأن يكون ذلك مقدمة لتفريج هموم كثيرة عن أمة الإسلام في العام المقبل وانفكاك أزمات كبيرة وتنفيس كروب عظيمة.. من أولها كربنا في السودان!!.

ونتذكر أبيات عبد الوهاب البياتي:

الشمس والحمر الهزيلة والذباب

وحذاء جندي قديم

يتداول الأيدي..

وفلّاح يحدّق في الفراغ

في مطلع العام الجديد

يداي تمتلئان حتماً بالنقود

وسأشتري هذا الحذاء

وعسى أن يكون العام الجديد حافلاً بالأحداث الطيبة.. وهذا تفاؤل ينهض به واقع ميداني، واضح للعيان، فانكسار المليشيا في جميع المحاور بات أمراً لا يجادل فيه أحد.. لقد بدأت رحلة الانحسار الكبير بإذن الله.. وسيتبشر أهلنا في المدائن والأحياء التي ما زالت ترزح تحت نير المليشيا وعدوانها وفوضويتها واجترائها غير المحدود على كل الحرمات..يستبشرون بنصر الله في القريب العاجل، وستعلوا الفرحة في وجوههم وتنيرها كما أنارت وجوه الناس في سنجة، وفي السوكي والدندر، وفي سكر سنار، وفي ود الحداد، وفي حجر العسل..

مدني وما أدراك ما مدني!!.. لقد أوصل الجيش رسالته للإعلاميين، مباشرة بدون إشارات مورس..”دع الفرحة تأتي كاملة ولا تستعجلوا النشر”!!.. الجميع قد فهم الرسالة، وشوارع مدني الخاوية، تقول انطوى ذلك الظلام.. ولكن فقط لا تستعجلوا النشر!!..

وفي الجانب الآخر، باتجاه المليشيا وحاضنيها وأبواقها..(أوَلا يَرَوْنَ أنّهُم يُفْتَنُونَ في كُلِّ عامٍ مرَّةً أو مرَّتينِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُون).. من عدم العقل أن تحسبوا السيل سُقيا، وأن تحسبوا الإعصار نسيماً.. لقد مضى ربيعكم، وجاء صيفكم.. ومضى وقت النزغ والطيش، ولكن ما زالت هناك بقية قليلة باقية من الوقت للعقل والحكمة.. يا زعماء الإدارات الأهلية الداعمين للتمرد.. كفاكم خيانة لأوطانكم، ولأبناء قبائلكم الذين جعلتموهم غرضاً لكل السهام.. وضربتم بينهم وبين أهلهم في بقية السودان من الأسافين ما الله به عليم!!.. ما زال في الوقت بقية لتغسلوا أيديكم من هذا العار وتقدموا اعتذاركم العملي لهذا الشعب، بأن تحولوا بنادقكم إلى جانب الحق، كفوا عن أن تكونوا جنداً للشيطان في المعركة الخطأ.. كفِّروا عن بعض خطاياكم.. اصنعوا كما صنع (كيكل).. فما يمكن أن تقدموه في خواتيم هذه المعركة، قد يكون يداً تجترئون بها على طلب الغفران من شعب السودان، بما فيهم الكثرة الكاثرة من أبنائكم الذين لم يقبلوا يوماً بحربكم الشيطانية هذه، وبل لاقوا من الويلات ما لاقاه بقية شعب السودان من هذه المليشيا المجرمة.. في الفولة وفي بابنوسة وغيرها.

إلى الناظر مختار بابو نمر بالذات.. ذلك الذي ركض إلى فرنسا.. بأي وجه تلقى ربك يوم القيامة.. وبأي عنين تنظر إلى شعبك، وقد ألقيت في الوحل كل البطولات التي سطرها المسيرية خلال حقب طويلة من تاريخ السودان، منذ المهدية التي كانوا أبكارها، وأمجاد الناظر بابو نمر، وصولات الفرسان في حرب الجنوب وصيف العبور، وصمود الرجال في أبيي.. كل ذلك ألقيت به في وحل المليشيا ومرتزقتها وشذاذ آفاقها، حين رضيت لنفسك أن تكون تابعاً لصبيانهم الذين هم عمر أحفادك!!..

إننا نستبشر في العام الذي نستقبل، تشرق شمس جديدة، ترسل خيوط نورها في صباح ليس فيه للكراهية مكان.. وصفحة جديدة تفتح لإعادة بناء السودان بعد غسيل شوارعه من آثار الدماء والحرائق.. وإن إعادة البناء تستدعي تجاوز المرارات مهما كانت علقماً.. ولا نجعلها أساساً للصعود.. كما فعلت قحت حين وجدت نفسها في غفلة من غفلات الغافلين تتربع على كرسي السلطة بغير جهد ولا عقل منير..فجعلت الكراهية منهجها والانتقام برنامجها، فلم تقدم للسودان سوى الخراب والدمار، ثم انتهت بنا إلى هذا الحريق!!.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى