الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وآله وصحبه، وبعد:
فقد نشر إعلام المليشيا تصريحًا بشأن مفاوضات جنيف جاء فيه: (لن نتفاوض إلا مع القوات المسلحة، ولن نسمح بإقحام أي مؤسسة في مفاوضات أو محادثات لوقف الحرب، وأي مفاوضات لوقف إطلاق النار يجب أن تكون مرتبطة بعملية إنسانية تخفف من معاناة المدنيين وعملية سياسية تقودها القوى المدنية الديمقراطية).
جاء هذا التصريح يوم 30 يوليو عقب بيان وزارة الخارجية السودانية.
وقد نشر الإعلام ذاته في 24 يوليو أن قائد قوات الدعم السريع يرحب بالدعوة التي أعلنها بلينكن وزير الخارجية الأمريكية بدون أي قيد أو شرط، تزامنا مع ترحيب “تقدم” بالمفاوضات في اليوم نفسه بدون قيد أو شرط.
🔹 كل متابع للأحداث يقرأ من وراء تلك السطور الأمور التالية:
▫️أولًا: هذه التصريحات وخاصة المنسوبة للدعم السريع وقائده، لا شك عندي أنها عمل إلكتروني مبرمج سلفًا عبر حسابات مأجورة وعميلة لجهات أجنبية وهي التي تديرها، ذلكم أنه بعد أن فشلت واحدة من أهم مراحل تنفيذ المخطط الخبيث والمكر الكبّار على بلادنا وهي الاستيلاء على السلطة بالقوة، مستخدمين في ذلك محمد حمدان قائد قوات المليشيا المتمردة.
تحول المخطط في هذه المرحلة إلى استخدام الآلة الإلكترونية بدل الآلة الحربية دون الاستغناء عن الأخيرة، وتحول الناطق الرسمي إلى ناطق آلي إلكتروني يواصل تنفيذ المخطط الأجنبي معتمدًا على البيانات المحملّة.
▫️ثانيًا: لما كان العقل الإلكتروني لا يخلو من غباء؛ فإنه أحيانًا يفضح أصحابه من حيث لا يريدون ذلك، وهذا ما جاء به تصريح الناطق الآلي للمليشيا فاضحًا البيانات المعبأة سلفا بإظهار الأجندة المخفية من المباحثات، وهي الثلاثة التي تضمنها التصريح الإلكتروني، فأعلن موافقة مشروطة.
ولأنه آلة مبرمجة وليس شخصًا حقيقيا عاقلًا، ومن ثم لا يحسن أن يربط بين ما يصدر منه وبين ما صدر قبل ساعات؛ غفل عن ما صدر عنه قبل أيام بالموافقة دون قيد أو شرط.
فلما صدر بيان وزارة الخارجية السودانية أصدرت الآلة أوتوماتيكيًا هذا التصريح المشروط، وجاءت فيه ثلاثة قيود:
الأول: أن تكون باسم الجيش لا باسم الحكومة.
والثاني: أن يتضمن تخفيف معاناة المواطنين (الذين قتلتهم المليشيا).
والثالث: أن يتضمن عملية سياسية تمثل فيها القوى المدنية.
▫️ثالثًا: اشتراط أن تكون المفاوضات مع الجيش وحده هو أحد مقاصد المفاوضات أصالة؛ إذ يريدون عزل الجيش عن الدولة والشعب، ليكون الذين يقتلون الشعب والجيش في هذا سواء، ساء ما يحكمون.
▫️رابعًا: اشتراط أن تتضمن تخفيف المعاناة عن المدنيين، وهذا أمر عجب؛ فإعلام المليشيا ينشر ما تضحك منه الثكالى، ويستهجنه الأطفال، وأخشى أن تحتار منه عقول الحمير، ولا يقوله إلا أحمق يحتقر عقول البشر ويحتقر عقله كذلك.
كيف تشترط المليشيا أن ترتبط المفاوضات بتخفيف معاناة المدنيين؟ وممن يعاني المدنيون؟
من الذي قتلهم، ونهبهم، وشردهم، واغتصب نساءهم، وانتهكك كرامتهم، وارتكب أبشع جرائم تعرفها البشرية المعاصرة في حقهم؟
هل يظن هؤلاء أنهم يخاطبون عالمًا خارج الكون وخارج حدود الكرة الأرضية؟
هل هناك غباء أكبر من هذا؟
هذا يذكرنا بالمثل العربي : “فلان أكذب من دب ودرج”.
وهو وحده دليل دامغ على كون اسم الدم السريع تحول إلى منظومة آلية برمجها الأعداء وفق بيانات معينة، تعطي نتائج معينة، مثلها مثل أي برنامج إلكتروني.
▫️خامسًا: اشتراط العملية السياسية التي تقودها القوى المدنية الديمقراطية، هذا هدف أجنبي بامتياز ظلت قوى أجنبية تعمل لتحقيقه قبل الحرب، ثم نشبت الحرب لتحقيقه بالقوة، ثم لا زال هاجسا لتلك القوى تسعى لتحقيقه ولو على جماجم الشعب السوداني بلا أخلاق، ولا ضمير، وبلا خجل تسرق لسان الشعب وتدعي العمل لأجله.
وهذا دليل آخر على العمل الآلي المبرمج، ولتحقيق هذه المقاصد انطلقت فكرة مباحثات جنيف، كما أنه دليل في الوقت ذاته على تحالف (تقدم) مع المليشيا.
اللهم أخز أعداءنا، واجعل كيدهم في نحرهم، وتدبيرهم تدميرهم يا قوي يا عزيز.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس