سياسةمقالات

حسن عبد الحميد يكتب.. تسويق الوهم وترويج الفشل

في الأخبار أن الدكتور حمدوك يقود وفد تنسيقية (تقدم) في زيارة لجوبا هذه الأيام _ أواخر يناير 2024م _ بدعوة من الحكومة هناك.. وتتزامن هذه الزيارة مع حملة إعلامية لاحظها بعض المتابعين للترويج للرجل باعتباره رجل السلام.. وتمادى بعضهم في أوهامه وادّعى أن الرجل قادم مرة أخرى ليشغل منصب رئيس الوزراء في المرحلة القادمة.

وتنطوي هذه الحملة الإعلامية في مضامينها ومحتوياتها على تفاصيل (مضحكة) شأن غيرها من الحملات الكذوب التي تحاول تسويق الأوهام.. منها على سبيل المثال أن الرجل كان يقف ضد مشروع التطبيع مع (إسرائيل)!! وأن الرجل كان يواجه الأمريكان ويوبخهم ويعنّفهم بسبب الضغط على حكومته وعدم تنفيذ وعودهم برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب!! إلى غيرها من حكاوي البطولات التي لم نسمع بها حينما كان الرجل رئيسا للوزراء.. ويبدو أن مروجي هذه الحملة يفترضون أن الشعب السوداني ضعيف الذاكرة إلى هذا الحد.. ولسوء حظهم فإن هذا الافتراض ليس صحيحا في حالة الرجل لأسباب كثيرة منها قرب الفترة الزمنية ومنها ما رآه وعايشه عامة الشعب السوداني من سياساته وأسلوب إدارته.

ومن دون حسابات اقتصادية معقّدة ودون الدخول في إحصاءات وأرقام وجداول ومقارنات.. فإن رجل الشارع العادي وربات البيوت في المنازل يدركون من خلال غلاء المعيشة وانفلات الأسعار أن الرجل فاشل في إدارة الاقتصاد رغم ما قيل عن كونه يحمل درجة الدكتوراه في مجال له علاقة بالاقتصاد.. وربما يحتج البعض بأن الرجل واجه تحديات كبيرة… وماذا كان يظن الرجل وهو يتولى هذا المنصب الحساس في هذه الفترة الحساسة … ويكفي للتدليل على فشله في هذا المجال اعتراف علنا أنه ليس لديه برنامج اقتصادي.. وليس أدلّ على هذا من أن الرجل عندما ضاق ذرعا بانتقادات بعض منتسبي (قحت) صرّح تصريحه الفضيحة الذي انتشر في الآفاق من أنه لم يتلقٓ برنامجا اقتصاديا من (قحت) !!! وقل عن مثل هذا الفشل في إدارته لملف العلاقات الخارجية وشئون الأمن والصحة والاقتصاد والتعليم… وغيرها مما لا يتسع المجال لحصرها وهي على كل حال أشهر من أن تُذكر وأظهر من أن تُنكر.

إلا أن أبرز أسباب فشل الرجل وأس المصائب التي بسببها جانبه التوفيق _ في رأيي _ أن الرجل علماني قحّ ويساري عتيق.. والعلمانية في أصحّ تعريفاتها وما انتهت إليه تجربتها في العالم هي فصل الدين عن الحياة العامة وليس عن الدولة كما قد يتوهم البعض وهي لا علاقة لها بالعلم كما يحاول أن يدلّس آخرون.. وهذا مبحث كبير كُتبت فيه بحوث ودراسات وكتب… ويحاول الرجل أن يحكم شعبا متدين بفطرته ومحافظ بطبيعته… ويريد لقلة خبرته وسوء إدارته أن يطبق برنامجا علمانيا في فترة انتقالية لا تخوّل له ذلك بطبيعتها.. مثل توقيع حكومته على اتفاقية (سيداو) وتودده للمتمرد الحلو وزيارته له في كاودا ومخاطبة العالم من هناك على منصة مكتوب عليها العلمانية هي الحل أو كما تداولت وسائل الإعلام وتعيينه مستشارة للجندر في محاولة للتلاعب بقيم الشعب السوداني وتعيين العلماني اليسار عرمان مستشارا له ومحاولة تغيير القوانين الشرعية دون سند ولا منطق… إلى غير ذلك من مظاهر علمانية الرجل.. وفي اعتقادي أن هذا المنحى أسوأ من فشل الرجل في مجالات الاقتصاد والعلاقات الخارجية… وغيرها لأن هذا الأمر يتعلق بعقيدة الشعب ودينه وقيمه… وهي أثمن وأغلى ما يملك أي شعب.

وأفضل ما قرأت من تعليقات على هذه الحملة التي تحاول الترويج للرجل قول أحد الكتاب أن الرجل لن يستطيع حكم السودان مرة أخرى ولو اغتسل سبع مرات إحداهن بالتراب.. إن شاء الله.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى