
الموقف لا يزال معقد وقابل للتغيير الحاد لصالح الجيش إن شاء الله، بعد الجهود الدبلوماسية الناجحة للبرهان. والجيش السوداني رغم طول المعركة وشدتها والضغط المتواصل عليه، ظل كالعهد به متيقظ ومتماسك ويبادل العدو الهجمة بأعنف منها. ونجحت استراتيجيته في استنزاف العدو وإفشال كل محاولاته المستميتة لاحتلال أي من وحداته الرئيسية، ودمر القوة الصلبة للمليشيات بضربات نوعية مهلكة، مما قلب موازين القوة في كامل المسارح العملياتية.
رغم شح مواد القتال للوحدات العسكرية وإنهاك القوات، وصعوبة استعواض الإمداد للفرق والوحدات المحاصرة.
نتوقع أن تحسم المعركة بتحرير الخرطوم من المليشيات ودحرهم خلال أسابيع قليلة. واتوقع أن تنسحب ما تبقى من المليشيات إلى الغرب. وتركيز العمليات فى دارفور وخاصة غربها.. وإعلان المتمردين لحكومة موازية للخرطوم من زالنجي، على النهج الليبى، ثم التوسع في ولايتي جنوب وغرب دارفور تمهيداً لفصل دارفور وجزء من كردفان عن بقية السودان.
وغالبا ستحدث تصفيات أو على الأقل مضايقات قاسية لكل القبائل والمجموعات المعارضة لذلك وحتى الوطنيين من أبناءهم.
ستمهد حكومة الجنجويد لقيام دولة عرب الشتات التي مهمتها طرد وعزل باقي الزرقة المساليت والزغاوة وحتى الفور والمسيرية. وسيعمل المجتمع الدولي والإقليمي خاصة الضغط على الحكومة عبر المفاوضات والوسطاء لتقبل للأمر الواقع مرحليا. ومواصلة الجهود لجمع الفرقاء لاحقا… وسيتاح الإمداد للمتمردين بالرجال ومواد القتال بسهولة عبر الحدود الغربية وستساندهم بعض الفواعل الإقليمية والدولية.
لذا المطلوب عاجلا من الدولة سرعة القيام بالخطوات التالية على التوازي:
١. إعلان حالة الطواريء القصوى، وتسخير كل الإمكانيات والقدارات من قوى الدولة الشاملة لمنع المتمردين من الانفصال لأي شبر من السودان.
٢. تشكيل حكومة حرب وتطهير الخرطوم من حثالة خلايا المتمردين والمتعاونين معهم. ونظافة العاصمة من مخلفات الحرب، وإعادة الجهاز الإداري وعمل المؤسسات والخدمات. وتسهيل عودة المواطنين وتعويضهم بالقدر المتيسر.
٣. الحسم في كشف ومحاكمة ومعاقبة الطابور الخامس والمرجفين من العسكريين والمدنيين، وتنفيذ عمليات ضبط مجتمعي وإظهار هيبة الدولة.
٤. مواصلة معركة إعادة السيطرة على كل الشريط الحدودي واستصال أي مجموعات مسلحة خارج القوات النظامية.
نسأل الله تعالى الثبات والقوة لدولتنا وقواتنا الباسلة ( وإن تنصروا الله ينصركم… و ما النصر إلا من عند الله).
لواء بحري ركن. م. د. عادل عبدالله.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس