مقالات

هشام الشوانى يكتب عن:

الدولة السودانية وتحدي والوجود

الحقيقة التاريخية المؤكدة هي أن الدولة السودانية تواجه أكبر تحدي ضدها وهي في أضعف حالاتها، بلوغ التناقضات القديمة هذا الحد، وتمدد التدخل الخارجي الذي يزيدها اشتعالا، وزيادة الصراع الخارجي حول السودان، كل ذلك يهدد الدولة ويظهر في هذه المليشيا البربرية ومرتزقتها من كل البلدان حولنا.

إن عوامل الضعف والتفكك كلها تتآلف اليوم ضد الدولة بالطبع لا تحمل بديلا فتحالف محور عداء الدولة المكون من المليشيا وقحت وجهات خارجية لا يملك بديلا وطنيا لصالح السودانيين، فهؤلاء يعملون لهدم الدولة وكل بدوافعه، المليشيا عنصرية بربرية لا ترى أبعد من صراع قبلي محلي مليء بالغبن والحقد، وقحت أزمة التكوين السياسي السوداني، فهم مجرد عملاء وسياسيون متمركزون حول مصالحهم الذاتية، والجهة الوحيدة التي تمتلك رؤية هي الجهات الخارجية في محور واحد (امريكي/صهيوني/خليجي). تحمل رؤية استعمارية تصنع شكل سياسي لدولة تحت الهيمنة والخضوع التام، وتكون محطة للمشروع الاستعماري. دولة تؤسس على صيغة حلف (مدني/عسكري) بين قحت والمليشيا.

هذه هي الصورة الكاملة وعلى أساسها تكون المقاومة خيار سياسي استراتيجي، فالعمل لنجاة الدولة من هذا الغزو والاحتلال ضرورة تفرضها اللحظة التاريخية، وفهم التناقضات وامتلاك رؤية لمواجهتها وتوظيفها بشكل سليم شرط لابد منه، ووجود قيادات مستوعبة للتحدي هو الخطوة الأولى لأي عمل.

هذه ليست أوقات فرح أو حزن، ولا حتى هروب أو يأس، هذه أوقات تمر بها الأمم والشعوب مثلنا ويجب أن تفهم فيها أن بلادك تتعرض للاحتلال والغزو والتآمر من سياسيين عملاء ومليشيا بربرية، وفي وقت كهذا فإن الصبر والعمل والتخطيط للمواجهة هو الخيار الوحيد.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى