سياسةمقالات

الكاتب اليمني عبد الله القيسي يكتب عن حرق الدار السودانية للكتب

 

هذه الصورة تعود للعام 2020 أخذتها في أحد أجمل الأماكن في السودان، المكان الذي أزوره كلما شعرت بكآبة أو ضجر، المكان الذي ينشرح صدري كلما زرته، إنه الدار السودانية للكتب، أكبر مكتبة عربية لبيع الكتب، خمسة أدوار في مساحة كبيرة مكتظة بالعناوين القديمة والحديثة من كل التخصصات، وجدت فيها أندر الكتب التي كنت أبحث عنها، حتى تلك الكتب التي أغلقت دور نشرها منذ الثمانينيات تجد عناوينها موجودة، وبأسعار يصل بعضها لأقل من قيمة سندوتش فلافل، جلست مع صاحبها شيخ وقور توفى قبل أعوام رحمه الله، منذ رأيته شعرت أنه صاحب رسالة من وراء هذا المشروع، لأن أسعارها وعملها لا تنبئ عن ربح كبير، سألته عن ذلك فكانت الإجابة كما تصورت، رجل صاحب رسالة رحمه الله وقلّ أن تجد مثله في كل الوطن العربي.
الخبر المؤلم الذي وصلني هذا اليوم أن تلك المكتبة قد أحرقت من قبل المليشيا التي أنبرت للخيانة وتدمير بلدها، هل عرفتم ما الذي تريده الجهات التي تدعم هذه المليشيات؟ إنه تدمير لكل بنية ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية يمكن أن يتكئ عليها المجتمع للوقوف من جديد، هكذا طعنتنا المليشيات من داخلنا وبترتيب وتخطيط خارجي يعرفه الجميع، لا تنسوا ربط ما يجري بالجهات الخارجية الداعمة حتى نعرف ما القادم وكيف نتجاوزه..

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى