بكري المدني يكتب -الرضاعة في أبوظبي – !

خاص – الطابية
واحدة من الأشياء التى أثرت سلبا على شعبية الرئيس السابق المشير عمر حسن البشير زياراته المتكررة والمتقاربة لدول الخليج سيما الإمارات العربية والمملكة السعودية حتى قاربت تلك الرحلات في فترة حكم البشير الأخيرة أن تكون بمعدل رحلة فى الأسبوع لكل من أبوظبي والرياض !
كان التفسير المعلوم لزيارات البشير لقلة فرصه في الأسفار الخارجية بسبب قرارات المحكمة الجنائية وإن لم يكن ذلك مبررا للكثيرين الذين كانوا يروون في تلك الزيارات المكررة للخليج انتقاصا من كرامة السودان.
مضى الرئيس عمر البشير وذهب نظامه بكل تقديراته وقامت ثورة لتترجم تطلعات شباب السودان في الكرامة وفي مقدمتها إقامة علاقات خارجية متوازنة مع دول العالم عامة والإقليم خاصة فماذا كانت النتيجة؟!.
الشاهد أنه وبمجرد نجاح ثورة ديسمبر وقبل أن تكتمل سلطاتها أدخل حكامها الأجانب والعرب في أكثر المناطق خصوصية وحساسية وهي منطقة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، هذا قبل أن يخرج هؤلاء الحكام أفرادا وجماعات لدول الخليج في زيارات -أيضا متكررة ومتقاربة -حتى انتقلنا بالمقارنة من سيئ إلى أسوأ !
إن علاقاتنا التاريخية مع دول الخليج خاصة قامت على العديد من القواسم المشتركة، لذا كانت ولا زالت علاقات شعبية في المقام الأعلى، ولقد اتسمت بوحدة المسير والمصير، ولكنها كانت على المستوى الرسمي تقوم على الندية المطلوبة في علاقات الدول، وكانت فترة الحكم المايوي هى الفترة الزاهية لتلك العلاقات وعلى الرغم مما قيل أن الرئيس الأسبق جعفر نميري -رحمه الله -كان يأمر كابتن طائرته بالهبوط في أبوظبي لتحية الشيخ زايد رحمه الله أن جاء عابرا أجواء الإمارات، وعلى الرغم من ذلك الهبوط الاختياري كانت الخرطوم بل وبوادي السودان المختلفة من كردفان وحتى الدندر تشهد باستمرار زيارة الملوك والأمراء العرب، أما الخرطوم العاصمة فحدث ولا عجب!.
في السنوات الأخيرة أصبح المسؤولون لدينا لا يعطون حكام الخليج حتى فرصة التفكير في زيارة السودان، فما تكاد تمر فترة وجيزة أو تعترض البلاد مشكلة صغيرة حتى تجد أحدهم أو كلهم وقد يمم شطر أبوظبي أو الرياض للرضاعة، وقد تمدد التهافت في الفترة الأخيرة ليشمل حتى جمهورية تشاد وفي سلوك يكسر الكرامة و(البرتكول)معا!.
إن كان حكام اليوم لا يمثلوننا فالمطلوب ألا يمثلوا بنا أيضا، فلهذا
التراب عزة وكرامة و (عفة)!.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس