سياسةكاتب ومقالمقالات

بكري المدني يكتب – الانقلاب الذي ندعو له!

خاص – الطابية
لا أدري من ينتظر الحاكم مناوي لتفعيل حكم إقليم دارفور حتى يصبح حكما حقيقيا قائما على سلطة وثروة على الأرض؟!.

لا أدري ممن ينتظر الناظر ترك ومجتمع الشرق السماح لهم باختيار حكومة وبرلمان الإقليم وإدارة موارده لصالح إنسان الشرق ؟!.
لا أدري من ينتظر الصوارمي وكيكل وعقلة في الوسط ومن ينتظر برطم في الشمال ولا أدري لماذا يبقى أهل جبال النوبة والنيل الأزرق على (الحكم الذاتي) صوريا وفارغا من مضمون (الثروة والسلطة)؟!

إن السلطة والدولة ذاتها وسائلا لتحقق خدمة وكرامة ورفاهية الإنسان وهي ليست إله يعبد على الأرض بدوافع العشم أو الخوف من المجهول.
بعض المخاوف من (فرتكة) البلد مقدرة ولكنها يجب ألا تصبح شماعة وفزاعة لمنع قيام أكثر نظام حكم يناسب السودان.

إن حكم الأقاليم بنفسها ولنفسها مطلب قديم طرحه الإخوة الجنوبيون قبل الإعلان عن الاستقلال وطرحه مؤتمر البجا منذ العام 1958م وبسبب عدم منح الأقاليم وشعوبها الحق في حكم نفسها لنفسها ذهب الجنوب، فهل ننتظر ذهاب الشرق وذهاب المزيد ؟!
الحكم الإقليمي يرسخ وحدة البلد ولا يهددها وذلك لأن الأقاليم هي من تشكل حكم المركز وليس العكس.
حكم المركز يجب أن يكون من أبناء الأقاليم المختارين والمنتخبين من أقاليهم لتمثيلها على المستوى المركزي السيادي ويحدد بالتالي العلاقة بين المركز والأقاليم وبالنسبة المقدرة للمركز الواحد الذي يمثل الجميع.

كل الذي سوف يحدث هو عكس الحالة وعكس المعادلة وبدلا عن ان يشكل المركز حكما للأقاليم ويسيطر على مواردها تشكل الأقاليم هذه المرة وللمرة الأخيرة والدائمة حكمها الحقيقي وتشكل هي مجتمعة حكم مركزي شرفي يمثلها كلها.

إن الأقاليم وسلطاتها وثرواتها لأبنائها والمركز للجميع لن يتركه إقليم بالانفصال لأحد وذلك لأن أي (أحد) وأي إقليم سيجد نفسه ممثلاً فيه بمن يتأهل منتخبا من الإقليم نفسه للحكم المركزي السيادي.

السياسة الخارجية للدولة والدفاع شأن مركزي وبقية السياسات كلها صلاحيات وسلطات إقليمية.
نسبة موحدة تلتزم بها الأقاليم لتسيير الحكم المركزي مع ابتداع سياسات وطرائق لدعم الأقاليم الفقيرة أو التى عانت وتعاني من آثار كوارث بسبب الإنسان أو الطبيعة.
إن وحدة البلد لن تعبر عنها سلطة غاشمة وظالمة مثل القطة التى تأكل أبنائها بدعاوى الخوف عليهم ويمكن أن تعبر عنها سلطة مركزية شكلية هذا إن كانت السلطة من ضرورات وأشكال الوحدة!.
إن وحدة الوطن والأمة محفوظة في وجدان هذا الشعب ومشتركاته التي تعبر عنها الثقافة بأكثر مما تفعل السياسة.
المهم أن تحكم الأقاليم نفسها وأن تشكل مركز الدولة وهذا الفعل والموقف أهم من المسميات ومن المصطلحات فيدرالية كانت أو كونفدرالية -المهم نتائج وثمار الحكم.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى