سياسةكاتب ومقالمقالات

بكري المدني يكتب حميدتي والإسلاميين -من يكسب المواجهة؟

خاص -الطابية
يخطئ من يحسب أن حميدتي صناعة تنظيم الإسلاميين والصحيح أنه عمل خاص وخالص للرئيس عمر البشير بعد المفاصلة واندلاع أحداث دارفور ولقد قام حميدتي أصلا مقام قوات الدفاع الشعبي المحسوبة جسما للإسلاميين ونشأ وتمدد على مساحاتها وسمع بعد الثورة في ملتقى وهو يزجر رجلا يهلل ويكبر (بالله سيبنا من حركات الدفاع الشعبي دي)!.

أيام النظام السابق كان حميدتي يرى في رموز التنظيم الإسلامي خصوما يحجبونه عن الرئيس البشير ولقد بث هذا الإحساس على الهواء مع الزميل الأستاذ الطاهر حسن التوم بقناة سودانية 24
وظهرت حالة الخصومة بين حميدتي ورموز النظام السابق بشكل أكبر مع مولانا أحمد هرون والى شمال دارفور الأسبق

على عكس ما يعتقد البعض كان حميدتي ولا يزال يحسب أنه صاحب فضل على النظام السابق وأنه سبب في استمراره بعض الوقت وأنه في ذلك أفضل بكثير من كثير من قياداته تماما مثل إحساسه اليوم بالدور الذي قام به لصالح التغيير.

عندما لاحت علامات التغيير سارع حميدتي بتأييد الثورة ومد الجسور مع قيادات قوة الحرية والتغيير وأسهم بالفعل في إسقاط المجلس العسكري الأول (مجلس بن عوف) وارتفعت صوره في باحة الاعتصام تحت العنوان (حميدتي الضكران الخوف الكيزان )!.

أن كان حميدتي قد نشأ وتمدد في السابق على حساب الدفاع الشعبي المحسوب للإسلاميين فلقد عمد على التخلص -بعد الثورة-من جسم آخر محسوب للإسلاميين أيضا وهو قوة هيئة العمليات التى كانت تتبع للأمن

لم يكتف حميدتي بملء شاغر الدفاع الشعبي أيام النظام السابق وتفكيك هيئة العمليات بعد الثورة ولكنه عمد من خلال موقعه السيادي في السلطة الجديدة الى تصفية الجيش من الكوادر المتهمة بإنتمائها للإسلاميين ولقد ظهر في فيديو كمحقق رئيس فى انقلاب الفريق هاشم عبدالمنطلب والأخير يعترف أمامه وهو حاسر الرأس !

فشل التجربة المستمرة وعدم تجاوب ما توصف بقوى الثورة دفع حميدتي للمشاركة في 25 اكتوبر ودوره فيها حقيقة لا يقل عن دور الفريق أول البرهان ولكن ما لم يضع له حميدتي حسابا هو ملء 25 اكتوبر لشراع سفينة الإسلاميين والتى تحركت فعلا نحو المصب!
عاد حميدتي يعمل بقوة لإجهاض 25 أكتوبر والتجسير مع قوى (قحت) في تضاد ومسابقة لمبادرة الخليفة الطيب الجد وكل حراك يضم إسلاميين ولو من موقع المتفرجين الذين يشجعون اللعبة الحلوة

عندما وقعت أحداث جنوب دارفور الأخيرة كصدام معتاد بين الرعاة والمزارعين وجدها حميدتي مناسبة يلقي من خلالها الاتهام في مواجهة الإسلاميين (فلول وكيزان كتلوا اهلنا) وهي العبارات التى دفعت بالعضوية الحية للحركة الإسلامية تضيق -لأول مرة-منذ الثورة بحميدتي وتقرر منازلته إعلاميا وسياسيا أولا !

كسب الإسلاميون شوط الأربع سنوات الماضية في تقديري لتفاديهم المواجهة مع خصومهم السياسيين وتعويلهم على الفشل الذاتي للأخيرين وهو ما حدث وسط دهشة الكثيرين بمن فيهم الأخيرين أنفسهم وسوف يخسر الإسلاميين في تقديري إذا ما هم غيروا هذه المعادلة وقرروا مواجهة حميدتي !

ان صبر الإسلاميون حتى نهاية الشوط فسوف يستمر حميدتي في الخسارة حتى النهاية فالرجل في حساب كثيرين جزء من مشكلة دارفور ولن يكون واحدا من حلولها في يوم من الأيام ووضعه كذلك في خرطوم الثورة معقد جدا بحسابات (حدث ما حدث ).
أما موقفه الدولي والإقليمي فهو قائم على قاعدة المصالح الدائمة وليس الصداقات الدائمة ومصالح الإقليم والعالم مع الرجل تقل مع الأيام نتيجة الأثقال التى يحملها وتنوء عنها الجبال!.

باختصار سوف ينجح حميدتي أن ما هو جر الإسلاميين لمواجهة مكشوفة سياسيا أو حضن⅞ له الإسلاميون وتركوه يغرق في أحداث دارفور ويتوه في الخرطوم مع التائهين حتى ينهي الحكم الدولي المباراة كلها !.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى