الشيخ د. عبد الحي يوسف: يجب على المسلم أن يثق بنصر الله رغم ضعف الأمة وتسلط أعدائها عليها وتحكم الجبابرة المفسدين في مقدراتها
الطابية: تقرير/ عبد العزيز ضيف الله
بيَّن الشيخ د.عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة، أمس، أن الدين الذي يقبله الله تعالى من الناس إنما هو الإسلام فقط، لأنه دين الأنبياء جميعهم، وأضاف أن كثير من الناس حين يرون ضعف أمة الإسلام وتسلط أعداء الله عليها وتحكم الجبابرة المفسدين في مقدراتها، يغلب عليهم التشاؤم واليأس، فيظنون أن الدين إلى زوال وأن أمره في دبار، مؤكداً أن دين الله منصور وأمره غالب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرة وأن أتباعه هم المنصورون (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وتناول الشيخ في خطبته المبشرات بانتصار الإسلام وسيادته على الدنيا في ما ورد من نصوص الكتاب والسنة، ومؤكداً أنه على المسلم أن يثق في موعود الله تعالى وموعود رسوله صلى الله عليه وسلم، كما يثق أن دون غدٍ الليلة، معدداً شواهد ظهور الدين، التي أولها:
تكفل الهو تعالى بحفظ أصل الدين القرآن بنفسه وعدم إيكال ذلك إلى غيره، مثل الكتب السابقة التي وكل بها الأحبار والرهبان فحرفوا فيها وغيروا وبدلوا.
والشاهد الثاني: أن الله تعالى يخرج للأمة الأئمة المجددين الذين يحيون هذا الدين للناس، ويشحذون هممهم، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها)، ومبيناً أن تجديد الدين ليس بالإحداث فيه ولا بالتغيير والتبديل، بل بتذكير الناس ما نسوا منه، وبإحياء ما اندرس منه، مشيراً إلى أن أبي بكر الصديق رضي الله عنه كان أول المجددين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن نشبت ناشبة الردة.
وأوضح الشيخ أن الشاهد الثالث: هو وجود الثوابت في الدين التي لا يختلف عليها اثنان من المسلمين، بينما أعداء الأمة من اليهود والنصارى يحللون ويحرمون في دينهم ما شاؤوا، موضحاً أن الثوابت عند المسلمين في ثلاث دوائر، في العقائد؛ وحدانية الله وتفرده باستحقاق العبادة، ودائرة العبادات؛ فالصلاة في كل بلاد الإسلام واحدة وكذلك الصيام، والدائرة الثالثة هي الحلال والحرام؛ فالحلال والحرام في الجملة واضح.
والشاهد الرابع أن أمة محمد صلى لله عليه وسلم هي أكثر الأمم عدداً وأكثرها التزاماً، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النبيَّ ومعهُ الرُّهَيْطُ، والنبيَّ ومعهُ الرَّجُلُ والرَّجُلانِ، والنبيَّ ليسَ معهُ أحَدٌ، إذْ رُفِعَ لي سَوادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أنَّهُمْ أُمَّتِي، فقِيلَ لِي: هذا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وقَوْمُهُ، ولَكِنِ انْظُرْ إلى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فإذا سَوادٌ عَظِيمٌ، فقِيلَ لِي: انْظُرْ إلى الأُفُقِ الآخَرِ، فإذا سَوادٌ عَظِيمٌ، فقِيلَ لِي: هذِه أُمَّتُكَ ومعهُمْ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ. ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخاضَ النَّاسُ في أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ).
وأشار الشيخ إلى أن كل نبي يرسل ومعه معجزة تؤيده، وأن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم هي قرآن لا يبلى لا يمحوه الماء، آياته باقية محفوظة، تحدى الله به الجن والإنس وما زال التحدي قائماً، داعياً المسلمين إلى الثقة بالله عز وجل رغم كثرة العوائق في هذا العصر، وتشتتهم، وعدم وجود الخلافة التي تلم شعثهم، ورغم ما عليه المسلمون من ضعف وهوان، وما يسود بلادهم من ظلم واضطهاد وتسلط الجبابرة والطواغيت المتجبرين.
ولفت الشيخ إلى أنه من العوائق أن بعض الناس لا يحسن عرض الدين، ويعرضه على أنه مظاهر وأشكال، مؤكداً أن الله تعالى معز أولياءه ناصر دينه ومظهره على الدين كله.
وشدد الشيخ على أن كل ذلك لا ينبغي أن يفت في عضد المؤمنين، لافتاً إلى أن كثير من الدعاة أسرى في سجون الطواغيت، ومذكراً بما لاقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من العذاب في سبيل هذا الدين، ومشيراً إلى أن الأصل الثابت الذي يجب أن يتمسك به المؤمنون هو قول الله عز وجل ﴿ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ﴾ [ التوبة: 52]
وأوضح الشيخ أن من شواهد نصر الله تعالى لهذا الدين في هذا العصر، هو وجود القلة المؤمنة المجاهدة في فلسطين الذين رغم قلتهم مازالوا صامدين شوكة في حلق اليهود من خلفهم، سائلاً الله لهم النصر العزيز والفتح القريب.