تقاريرسياسة شرعية

الشيخ محمد عبد الكريم يدعو إلى العمل بعيدا عن المراء والجدل ويبشر بسقوط الاتفاق الإطاري

 

الطابية/تقرير: عبد العزيز ضيف الله

تحدث الشيخ د. محمد عبد الكريم في خطبة الجمعة، أمس، عن الجدل وكيف أنه يصرف الناس عن العمل وعن الهدى والصواب، ضاربا المثال بمجادلة المشركين عن عبادتهم الأوثان بعبادة النصارى عيسى عليه السلام (۞ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ یَصِدُّونَ ۝  وَقَالُوۤا۟ ءَأَ ٰ⁠لِهَتُنَا خَیۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ) [سورة الزخرف 57 – 58] وأوضح الشيخ أنه في عصرنا الحالي ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الجدل، وجعلت من ليس بشيء يصبح شيئا، ومن ليست له أهلية يتحدث في الأمور العظام. من خلال المعارك الكلامية والمراشقات اللفظية التي يحتدم أوارها لتنتهي بوحشة في النفوس وتفرق في القلوب وفرحة للشيطان الذي حققوا له أهم مطالبه وهو التحريش بينهم، مبينا أن الأسى يزداد حين يقع هذا التحريش والتحريض بين أمتنا التي تعيش حروبا مع أعدائها الذين سلبوا أرضنا، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى العمل يسحبوننا إلى جدل عقيم.
وأكد الشيخ أن الشريعة جاءت بالحث على ترك المراء والجدل وإن كان الإنسان محقا فكيف إن كان مبطلا، مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا)
وتساءل الشيخ لماذا أفلح اعداؤنا في صرفنا عن العمل إلى الجدال في أمور بدهية بعضها يتعلق بالاعتقاد في الله تعالى، ومثل إنفاذ أحكام الشريعة ومثل السنة وصدق الرسالة.
وبين أن الجدل الذي يأمرنا به الدين هو الجدل الذي يؤدي في النهاية إلى الحكمة والعمل كالجدال الذي يكون في معرض الدعوة والبيان (ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ) [سورة النحل 125] وتناول الشيخ الجدال الدائر في السودان حول الاتفاق الإطاري متسائلا: (هل كان أهل السودان بحاجة إلى كثير من المراء والجدل العقيم إذا اختطوا سبيلا إلى نهضة بلدهم وإلى العمل النافع الصالح؟ هل كانوا بحاجة مرة أخرى إلى نوع من الحيلة الماكرة التي تجعلهم شذر مذر في مجالسهم ومنتدياتهم، فيما يتعلق بما يسمى بالاتفاق الإطاري؟ وقال إنه ليس اتفاقا بل وصفة أجنبية، موضحا أن الطريق إلى الحكم الرشيد والعدالة معلوم للناس جميعا وهو في ديننا مبناه على الشورى لا على القهر والفرض، مشيرا إلى ما في الدستور، الذي سيجيء به الاتفاق، من بنود تزكي تفريق أهل السودان حين تصورهم على أنهم على أديان شتى رغم أن الأصل أن دينهم واحد وثقافتهم واحدة، واصفا الاتفاق بأنه تحايل وخداع من أجل صرف أهل السودان عن الاحتكام إلى دينهم وشريعتهم..متعجبا من أن هذا الدستور، الذي لا تخفى علمانيته على ذي عينين، أصبح مثارا للجدل، وقال إن أصحابه يلعبون بالنار حين يستفزون السودانيين في دينهم الذي هو كرامتهم، مضيفا أن الاتفاق لا يسع الجميع وإنما يؤسس لوطن يتفاوت فيه الناس.
ودعا الشيخ السودانيين إلى الابتعاد عن الجدل ومواجهة المشاريع والحيل الماكرة التي تصرفهم عن العمل، ومن ذلك مواجهة هذا المشروع المعروف أهدافه، مؤكدا أن هذا المشروع الذي يتضمن الاتفاق الإطاري هو نفس المشروع الذي يعده أعداؤنا لنا منذ عشرات السنين، مشددا على أن الفريضة الكبرى لأحرار هذا البلد هي إسقاط هذا المشروع كما أسقطوا المشروع السابق الذي ضيع من أعمارنا ثلاث سنوات
وبشر الشيخ بأن الاتفاق الإطاري هو مولود مشوه ومعاق مصيره الوفاة، ومآل من يصعدون على مركبه هو الغرق، مشيرا للجدل المحتدم داخل أروقة الأحزاب الموقعة عليه، مستبعدا نجاح هذا الاتفاق، لاعتماده على الأجندة الاستعمارية، ولأن المساندون له هم الطامعون في الكراسي والمناصب وأصحاب المصالح المالية والمادية.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى