سياسةكاتب ومقالمقالات

مع شيبة ضرار حتى يعود الجنوب ولا يذهب الشرق !!..

بقلم بكري المدني

خاص/ الطابية

لم يعد أيٌ من قيادات النظام السابق من الخارج مثلما عاد السيد محمد طاهر إيلا، بعد إعلان كثيف وعبر مطار بورتسودان الدولى وبرحلة اكرامية من واحدة من كبريات شركات الطيران الوطنى! ولم يعد إيلا كما عاد لولا أنه ةيعلم علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين أنه ما من قوة في السودان قادرة أن تسأله مجرد سؤال عن سبب العودة وعن دواعي المغادرة السابقة!

عاد السيد محمد طاهر إيلا رغم المواقف المعلنة ضده من لجنة التمكين المجمدة، وحتى عندما صرح البعض من اللجنة

بإمكانية توقيف إيلا للتحقيق معه سخر الناظر ترك من ذلك التصريح وتحدى من يأت ليسأل إيلا وهو وسط أهله !

لقد عاد إيلا في ظل واقع جديد قد يفيد منه ولكنه لن يستطيع القفز فوقه أو السباحه عكسه، لذا رأيناه ومعناه، وهو الرجل الوحدوي الذي عرفناه منذ سنوات طويلة، يزور مقر (الكفاح المسلح ) بقيادة القائد شيبة ضرار ويقرظه ويدعو الشباب الالتفاف حوله، وليس هذا فحسب ولكنه أقرَّ أيضا حق تقرير مصير الشرق حسب مقررات مؤتمر سنكات!.

إن للشرق قضية ولكن خيار السيد محمد طاهر إيلا في تبنيها واحد وواضح وهو العمل والمطالبة بحق تقرير المصير (بجا دولة)، وهو خيار غلاب، وإن كان يسير عكس قناعاته الشخصية وتقديراته الخاصة وهي ذات الغلبة التى لم يستطع الناظر ترك نفسه مغالبتها حتى كادت أن تسلب كل الكروت من يده فعاد يقدم حق تقرير المصير على أي مسير آخر !.

في الندوة الأخيرة للكتلة الديمقراطية بمنزل الحاكم مناوي قال الناظر ترك إن الشرق يمكن أن يذهب مثلما ذهب الجنوب، وصدق ترك وإن كان محمولاً على ذلك القول والموقف -!.

إن المطالبة بالانفصال لشرق السودان ليست موجة عابرة ولكنها مدٌّ قد لا يعقبه جزر، فالرغبة حقيقية وكبيرة لمجموعة مقدرة من أهل الإقليم، وهى رغبة قد تجد ما يساويها في أقاليم أخرى باتت ترى الخلاص في الانعتاق من هذه الوحدة المكلفة وهي رؤية قاصرة وقصورها في كونها لن تحقق الخلاص للإقليم المنفصل أو الباقي المنفصل عنه، هذا بالنسبة للبعض والكل معا أما الخطر الآنى في كون أن الشرق قادراً فعلا على فتح مزاد الانفصال وعلى دفع حساب مغادرة هذا الوطن الكبير بلا كبير !.

إن حل قضية الشرق في حل قضايا السودان وذلك من خلال اعتماد نظام يمنح كل الأقاليم حق حكم نفسها بسلطات شبه كاملة – عدا الدفاع والخارجية -إضافة الى حقها الغالب في مواردها مع نسبة يسيرة للمركز الشرفي الذي يحفظ الوحدة الشكلية للبلاد ولا يهم ما اسم أو نوع ذلك الشكل من الحكم الإقليمي ولكنه يصلح في تقديري كاتحاد يحافظ على وحدة السودان ويفتح الباب لعودة الجنوب الذي كان.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى