الشيخ د.محمد عبد الكريم: القوى الاستعمارية تتبع سياسة “العصا والجزرة” لفرض الاتفاق السياسي في السودان

الطابية: تقرير/ عبد العزيز ضيف الله
تناول الشيخ د.محمد عبد الكريم الشيخ في خطبة الجمعة، أمس، الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين العسكريين وبعض أحزاب قوى الحرية والتغيير، متطرقاً إلى الثناء الدولي الذي وجده الاتفاق ووثيقة دستور المحامين التي يقوم عليها الاتفاق واصفاً إياها بـ “الوثيقة السوداء”.
ووصف الشيخ ما تم التوقيع عليه بأنه “طبخة مسمومة بأيدي محلية، تمت على أيد عملاء، وقال: توافقت أقطاب الاستعمار الجديد وأذنابهم على إخراج حكومة انتقالية على أساس هذا الدستور العلماني الذي يهدم وحدة البلاد ويفتح السودان على مصراعيه نهباً للشركات الرأسمالية العابرة للقارات، بعد أن غلّت دولها يد أهل السودان وحالت بينهم وبين ثروات بلادهم”.
وأكد الشيخ أن هذا الدستور يعني أن الحكومة الانتقالية في نسختها الجديدة إنما هي حكومة وظيفية لا يمكن أن نرجو منها خيراً، لأنها جاءت لتنفيذ أجندة الغرب الكافر المستعمر التي صاغها في هذا الإعلان السياسي والاتفاق الإطاري، واصفاً إياه بأنه “بلاء جديد من بلاءات ما يسمى بالفترة الانتقالية، مثل بلاء طلب حمدوك بعثة أممية مفتوحة الصلاحيات، ومثل ابتلاء السودان بالتطبيع مع اليهود.
وحول محتوى الاتفاق قال الشيخ أنه، بحسب الوثيقة، يعني أن السودان لا يقوم على دين، وأن دين الإسلام ما هو إلا كغيره من الأديان، تقف الدولة على مسافة واحدة منه كما تقف من النصرانية والوثنية وغيرها من العقائد الباطلة.. هذا بالإضافة إلى ما فيه من مصائب أخرى مثل تضمنه نصوصاً تلزم الدولة بمراجعة كل الاتفاقيات، بما فيها اتفاقية جوبا، مما يفتح الباب للصراع مع القوى المسلحة.
وأوضح الشيخ أن القوى الاستعمارية عملت على فرض هذا الاتفاق بسياسة “العصا والجزرة”!!.. لافتاً إلى أن السفير الأمريكي بالخرطوم، أعلن مؤخراً ” تقييد منح التأشيرات للأفراد الذين يقوضون التحول الديمقراطي في السودان، وقال: هذه هي “العصا”.. ومثّل لسياسة “الجزرة” بقرار ألمانيا إعادة تنشيط تعاونها مع السودان بمنحة قدرها (45.5 مليون يورو).
وأبدى الشيخ تعجبه من تصريحات الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في لقاء لقناة الجزيرة القطرية، رداً على سؤال حول توقيعهم اتفاقاً يفضي إلى فرقة السودانيين، حيث أجاب قائلاً ” إننا لا يمكن أن نقيم العدل دون توافق، كما لا يمكن لقضايا السودان الأساسية مثل السلام وغيره أن تنجح دون توافق.. وعلق الشيخ قائلا هل ما قام به هو ومن معه من اتفاق ثنائي إقصائي هل يؤدي إلى اتفاق السودانيين؟!..أم أن هذا هو التفريق والانقسام والتشاكس؟!.. مضيفاً أن الانقسام وقع حتى داخل الحزب الواحد، في إشارة منه انقسام الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
وأوضح أن كل ذلك يعني أن ثمة هناك أجندة أخرى وراء هذا الاتفاق، أجندة لا تعني السودانيين وليست في مصلحتهم، وإنما في مصلحة الاستعمار الجديد.
وأضاف أن البرهان عندما سئل عن مخالفة الاتفاق للمصلحة الوطنية التي تقتضي أن يقر أهل كل بلد دينهم ويحددون وجهتهم كما هو الحال في دساتير الدول الغربية، فكيف يقرون عدم النص على دين الدولة في بلد 98% منه مسلمون، أجاب أن الذين يرفضون الاتفاق عليهم أن يتحاوروا معنا قبل الإعلان عن رفضهم.. وعلق الشيخ : ولماذا أعلنت أنت قبل الحوار معهم؟!.. وأنت تعلم أن هذا الاتفاق يرفضه جميع أهل السودان، وأنت تبرم الاتفاق الذي جعلته ملزماً، مع أحزاب ثلاثة لا قيمة لها في الشارع السوداني.
وشدد الشيخ أن من ظن أن دين الله ومنهجه لا يشتمل على العدل والهدى فهو ضال ضليل، نسأل الله أن يصرف شره عن المسلمين.
وأكد الشيخ من سنن الله الكونية أن التغيير لا يأتي من تلقاء نفسه، بل لابد من أن يوجه الناس قلوبهم وعقولهم وأعمالهم إلى ما فيه الصلاح وطاعة الله مستشهداً بقول الله تعالى (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)، فإذا وجهوا قلوبهم إلى الطاعات وما فيه مرضاة الله، بدل الله حالهم من الضعف إلى القوة ومن الذلة إلى العزة، وإذا توجهت قلوبهم إلى الشهوات وأغرقوا في الرذيلة، غير الله حالهم إلى أسوأ حال، منوهاً إلى أن الذين يبشروننا برغد العيش والوحدة والألفة بعد هذا الاتفاق وما فيه من الباطل، يناقضون القرآن الذي قال (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)، مؤكداً أن المصائب تتصل بالمنكرات والموبقات التي تتأسس على أساس العلمانية ومحاربة الدين، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية تجهز لنشر الفواحش في ظل دستور انتقالي يحميها، ولافتاً إلى أن نبذ الشريعة من شأنه أ، يزيد الاحتراب والتنازع القبلي والعرقي وغيره مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا معشر الأنصار خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن.. منها ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها حتى فشا فيهم الأسقام التي لم تكن في أسلافهم.. ومنها: وما لم تحكم أئمتهم بما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم شديداً وما نقضوا عهد الله وميثاقه إلا سلط الله عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيأخذ بعض ما بأيديهم).
ونبّه الشيخ إلى أنه “ما نزل بلاء إلا بذنب.. ولا رفع إلى بتوبة ولا زالت عن أحد نعمة قط إلا بشؤم معصية.. وبشر بأنه عندما تكون هناك أحزاب وجماعات تقوم على رفض المنكر فإن هذا المنكر لن يدوم.
الشيخ د. محمد عبد الكريم: صفقة سياسية وراء تزكية ياسر العطا للتمهمين من أعضاء لجنة التمكين المجمدة
الطابية/ رصد: عبد العزيز ضيف الله
أبدى الشيخ د. محمد عبد الكريم تعجبّه من تزكية عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا لأعضاء لجنة التمكين المجمدة، بأنهم من أنزه الناس ومن أنزه السودانيين!!..مستغرباً صدورها من مجلس سيادة شكل لجنة أوقف بموجبها هذه اللجنة (إزالة التمكين) واتهمها بالفساد، وكان أحد مكونيها ياسر العطا نفسه”.
وقال الشيخ، خلال خطبة الجمعة الماضية 7 مايو2022، إن لجنة مجلس السيادة التي أوقفت إزالة التمكين طرحت أسئلة لا يجد السودانيون لها إجابة!!.. وذكر منها “أين ذهبت الأموال التي صادرتها لجنة إزالة التمكين ولمّا تذهب إلى وزارة المالية، وقد شهد وصرح وزراء المالية بأن جنيهاً واحداً لم يأت إلى وزارة المالية بحسب قول وزير المالية د.جبريل.. ولماذا قدم ياسر العطا نفسه استقالته من رئاسة هذه اللجنة.
وتساءل: ماذا وراء هذه التزكية التي تتجه إلى هذه اللجنة التي نعلم جميعاً كذبها وتلفيقها وتجاوزاتها وسطوها على المنظمات، ووقوعها في كثير من الجرائم التي من أخبثها ما يتعلق بنحر العدالة في النيابة والقضاء وتلفيق التهم التي تلقى جزافاً.
وأكد الشيخ أن الذي يُفهم من تزكية ياسر العطا لأولئك المتهمين من أعضاء لجنة التمكين أنها تمهيد لصفقة للإتيان بهؤلاء الذين فعلوا كل تلك الجرائم، وتبرئة ساحتهم، وتسويقهم من جديد من أجل تسليطهم على مقدرات الشعب السوداني؟!.. وتابع متسائلاً: وإلا فما الداعي لأن يتدخل مثل ياسر العطا في مجريات قضاء من أجل تزكية هؤلاء؟!!.. وأردف معلقاً: معنى ذلك أن هناك ثمة صفقة سياسية يريدها هؤلاء، من أجل التسويق لهؤلاء، ومن أجل الإتيان بهم من جديد!!.. مؤكداً أن هذا لا يرضاه أي شخص غيور من أهل السودان يعلم مدى الجرائم التي فعلها هؤلاء طيلة بقائهم في هذه اللجنة.. وأنه لا يمكن لإنسان يريد خيراً للسودان أن يأتي بهؤلاء، وأن يسوق لهؤلاء، وأن يمهد من أجل تسويد هؤلاء.. وتابع: إن الذي يريد بالسودان خيراً يختار الأخيار الذين يشهد لهم الشعب السوداني بالنزاهة وما أكثرهم ولله الحمد!!..
وتناول الشيخ، خلال الخطبة، قضية دهس أحد المتظاهرين بسيارة الشرطة خلال تظاهرات يوم الخميس في الخرطوم، مشيراً إلى البيان الذي أصدرته الشرطة في ذلك، وأضاف أن مثل هذه الحوادث المتكررة تعني أن هناك انفلاتاً في التعامل مع المتظاهرين، ومنوهاً إلى أنه، مهما اختلفنا معهم ومهما كان موقفنا من حراكهم وأهدافه، إلا أن إزهاق الأرواح بهذا الشكل أمر لا ينبغي السكوت عليه.
وأكد عبد الكريم أن النفس المسلمة لا ينبغي أن تزهق إلا بحق، مستشهداً بقول الله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر، ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق)، ولا يجوز لأحد كائناً من كان من منسوبي الشرطة أن يطلق العنان لنفسه أو لمن تحته أن يفعلوا مثل هذه الفعلة النكراء.. ودعا الشيخ إلى محاسبة ومحاكمة هذا السائق من الشرطة الذي قام بهذه الجريمة بدهس المتظاهرين على أعين الناس في القنوات المختلفة.