
وأرجع البروفيسور عز الدين في الورقة التي قدمها في الندوة بعنوان ضرورة إعادة قراءة الفقه الاسلامي أرجع اسباب الانتكاسات المهددة للوجود البشري من تغيرات مناخية مهلكة وموارد طبيعية ناضبة والصراعات والنزاعات والحروب أرجع ذلك نتيجة للعجز في تسخير سنن الله في مصلحة الإنسان، مشيرا إلى إشكالية مصطلح الفكر الإسلامي ولما له من حمولات كثيرة وخطيرة قلما ينتبه لها في الاستخدام الدارجي أو العمل الأكاديمي لأن له ثلاث مكونات متمايزة وليست متطابقة، والحقيقة الموحاة قران وسنة، كما أن اختلاف مكوناته وكذلك المنظور الذي يقاس به كسب المسلمين الفكري.
وأشارت الورقة الي تميز الفكر الإسلامي الرباني بثلاثة خصائص وهي أن الإيمان لايستقيم على حال فهو يزيد وينقص، وثانياً قلة تؤمن وكثرة تكفر، وثالثا أن المنظور بحاجة إلى سياج واقي من داخله لذلك أقرت التوبة طريقا هاديا.
كما استنكرت الورقة عدم معالجة الأزمات التي ضربت الدول من منظور الفكر الأسلامي القائم علي العبادة المرتكزه على العقيدة وتكريم الإنسان الذي زادها تعيقدا الانفصام بين العلم والحكم في القرن الهجري الاول، والمنهج القائم على فقه القوة والأساليب المنهجية التي استخدمت. فجميعها رسخت فقه القوة في الفكر الإسلامي عند المسلمين، وتناولت الورقة إبداعات الفكر الإسلامي عند المسلمين في العلوم التجريبية. وأمنت على أن نقاء التوحيد وطهره لايكون إلا بإعادة قراءة الفكر الإسلامي عند المسلمين ومعياره بالحكمه من خلق الإنسان عبادة وتوحيدا وتكريما للإنسان، وبذلك يعود المجتمع إلى رشده، وكلما بعد فالمسلمون قادرون على ذلك لأنه طريق الاستقامة في الدنيا والخلود في الآخرة ولأنه أمر من رب العباد.
فيما ذهب الدكتور عبد الله عبد الهادي أبوضفائر إلى القول بضرورة إعلاء منهج العقل الإنساني وترك ما أسماه منهج الآباء والسادة والكبراء في التعامل مع الفكر، وزعم ” أن التضيق على الفكر الإسلامي ساهم في انغلاقه، ودعا إلى توسيع ما أسماه دائرة فهم النص ليعمل علي ترقية الذات المسلمة، على حد وصفه.
ومن جهته أكد الاستاذ فتح العليم عبد الحي عضو مجمع الفقه على أن للإسلام رصيد كبير في جانب القيم يمكن أن يرفد به الحضارة الإنسانية داعيا لمعالجة الخلل في ترتيب المصادر في الفكر الإسلامي والانفصال بين المثقفين والفقهاء والربط بين علوم الشرع والعلوم الاجتماعية.
كما تحدث في الندوة الدكتور محمد خليفة صديق رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالمجمع موضحا أن الندوة تهدف إلى تعزيز دور العلماء والمثقفين في مناقشة القضايا الملحة مطالبا الأفراد ومنظمات المجتمع المدني والإعلامين بالمشاركة في مثل هذه الندوات والمنابر التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر ومعالجة قضايا المجتمع والدولة.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس