سياسةكاتب ومقالمقالات

طارق المغربي يكتب.. طبخة فاحت رائحتها وتميزت مكوناتها

رويداً.. رويداً بدأت رائحة الطبخة تُشم مع تمييز مكوناتها..

  1. • فولكر وأليته لم يعد قادراً على فرض قحت مجموعة المركزي وخط طريقه للحل بعد إعلان قائد الجيش الانسحاب من العملية السياسية في يوليو الماضي.. مما أربك المشهد السياسي، وفقد رباعي قحت خاصية الضغط عبر الشارع، ولم يعد له شي سوى استجداء العساكر ليلاً، ودغدغة مشاعر الشارع الثوري نهاراً.. ببذل الوعود بتفكيك الانقلاب ومحاكمة العساكر والزج بهم في السجون.. مقابل بذل الشباب دمائهم في سبيل استعادة الحكم المدني والذي يعني بمفهومهم عودة رباعي للحكم مرة أخرى.

• تمت الاستعانة بصديق لجذب العسكر لطاولة التفاوض مرة أخرى وتقاسم السلطة.. خط قحت هذه المرة ليس تحريش الدعم السريع والحركات للانقلاب على الجيش واستعادة العهد القحتي، ولكن بدغدغة أحلام آل دقلو في الاستقلال بقوات الدعم السريع بعيداً عن يد الجيش بل حل الجيش واستبداله بقوات الدعم السريع.

• تكونت الرباعية والتي انسحبت الأمارات منها ثم عادت إليها، وتم استمالة الدعم السريع الذي شككت قيادته في مبادرة نداء السودان، وبالمزامنة قبلت مشروع وثيقة المحامين، والتي شهدها المؤتمر الشعبي-كمال عمر، واللجنة السياسية التابعة لأنصار السنة-المركز العام، والاتحادي الأصل..

• قيل أنْ آل دقلو بذلوا الكثير من الأموال لجذب شركاء جدد لدعم وثيقة قحت وإعلانها السياسي وموافقتهم عليها ودعم التسوية السياسية والتي تبدو شاملة في شكلها، وثنائية في مضمونها، وعلى إثر ذلك تم تسريب كم هائل من المعلومات التي كانت تثبت وتنفى من أطراف التسوية، وثبت بما لا يدع مجالاً ولادة شراكة سياسية جديدة أطرافها (قحت_المركزي) + (الشعبي_ كمال عمر) +(الاتحادي الاصل_ محمد الحسن ) + (انصار السنة-المركز العام) وقريباً سنرى محمد أبوزيد موقعاً على الإعلان السياسي المكمل والمؤسس للوثيقة الدستورية الجديدة (العلمانية) ممثلاً عن أنصار السنة_المركز العام.. والذي ربما وقعها دون إعلان محرج لجماعته.

• كل تفاصيل الصورة أصبحت متراكبة متسقة من كم المعلومات المسربة، والتي تبرز عملية الخداع الكبرى التي مارسها العسكر، ورباعي قحت، وبعض القوى التي باركت الشراكة الجديدة، وستُمثل في مجلس الشعب المنتظر قيامه بعد عقد الشراكة الجديدة.

• يبقى ليس واضحاً هو موقف حركات دارفور الموقعة على اتفاق سلام جوبا، والتي كانت ممانعة لعودة رباعي قحت لمنصة الحكم مرة، ولكن من الواضح أنها ستوافق على القسمة الجديدة وتمثيل قيادات دارفورية مستقبلة في التشكيلة الجديدة للحكومة، ودخول قيادات الحركات لمجلس الأمن والدفاع الجديد المزمع قيامه.

• الشراكة الجديدة برعاية دولية وترويكا جديدة لها مصالحها في السودان، وبذلت فيها وعود جمة أقنعت العسكر بتغيير ‘رحلهم’ وركوب سرجها طالما أنها ستضمن لهم قسمة في السلطة، وحصانة دولية تغفل عن مساءلة عن دماء ما بعد الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩م، وقد تضمن لهم مستقبلا سياسيا جديدا.

• من الظاهر أنّ الشراكة السياسية الجديدة لها أهداف محددة ستحققها من ضمنها رعاية مصالح دول أطراف.. دولة لها ارتباط بالشأن السوداني، وجاءت بعد مضاغطات مكثفة عرضت فيها الجزرة والعصا.. وبضمانة دولية ستغيّر رياحها مستقبل السودان القريب.

• المصالحة التي استثنت المؤتمر الوطني، وضمت بعض مشاركيه السابقين.. ربما تكون تمت بمواقفة أحد أجنحة المؤتمر الوطني، وربما تلقى وعداً ناجزاً بالمشاركة السياسية في المرحلة المقبلة.

• برغم أنّ التسوية السياسية لم تتحدث عن الانتخابات العامة أو التحضير لها بشكل محدد.. إلاّ أنها تطرح تصوراً لانتخابات (متحكم بها) تفرز توازناً مطلوباً وممثلاً لأبرز شركاء المرحلة السياسية الآنية.. تتقاسم أطرافها كعكة السلطة، والإطار المعارضة..

• ملخصاً.. هذه العملية السياسية المهندسة لا تختلف كثيراً عن عملية الهبوط الناعم، ونظرية النظام الخالف كثيراً.. ربما يكون الفارق الوحيد فيها تبني ترويكا دولية لها.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى