تقاريرسياسة شرعية

الشيخ مهران ماهر: التوكل هو صدق الاعتماد على الله في استجلاب المنافع ودفع المضار

الطابية/ تقرير: عبد العزيز ضيف الله

تناول الشيخ د.مهران ماهر عثمان، في خطبة الجمعة أمس، بمسجد السلام بالخرطوم الطائف، تناول موضوع عبادة “التوكل على الله”، ومشيراً إلى أن معنى التوكل على الله تعالى هو “صدق اعتماد القلب على الله في استجلاب المنافع ودفع المضار في أمور الدنيا والآخرة”. مشيراً إلى أن سعي الإنسان في الدنيا هو إمَّا لجب خير لنفسه أو دفع شر عن نفسه، لافتاً إلى أن الأمر بالتوكل جاء في سبعة مواضع من القرآن الكريم.
وأوضح الشيخ أن التوكل على الله تعالى لا يتنافى من اتخاذ الأسباب لقوله تعالى [ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ] سورة البقرة الآية(197)، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (اعقلها وتوكل)..لافتاً إلى أن الأسباب لا تؤثر إلا بمشيئة الله تعالى، ولذلك لا ينبغي أن يعلق العبد قلبه عليها، والله تعالى قادر على أن يعطل الأسباب، كما عطلها لإبراهيم عليه السلام عندما أُلقي في النار، والله تعالى قادر على أن يجعل ما ليس بسبب سبباً، كما في قوله تعالى [فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
وبيّن الشيخ أن الإنسان ينبغي أن يكون متوكلاً على الله في كل أحواله، ولكن التوكل يتأكد في عدة مواطن، منها؛ عند خروج الإنسان من بيته كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خرج من بيته فقال توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ناداه منادي فقال كفيت ووقيت وهديت).
وإذا شعر الإنسان بالتشاؤم، عليه أن يوقن أن الأمر كله بيد الله، ويستشعر التوكل ويعمر به قلبه، لما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك، ثم قال عبد الله بن مسعود، وما منا إلّا، ولكن الله يذهبه بالتوكل).
وأوضح أن من مواطن التوكل أيضاً إذا نزلت بالإنسان حاجة من دين أو غيره، وفي سنن الترمذي عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَن نَزَلتْ به فَاقةٌ ، فأَنَزَلَها بالنَّاسِ ، لَم تُسدَّ فاقتُه، و مَن نَزلَتْ به فاقةً، فأنزلَها باللهِ، فيُوشِكُ اللهُ له برزقٍ عاجلٍ، أو آجلٍ).
وأضاف الشيخ أن من المواطن أيضاً؛ إذا نزلت المصيبة بساحتنا، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم (دعوات المكروب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ الأرض وربُّ العرش الكريم).
وأضاف أن من المواطن أيضاً الخوف من العدو، لقول الله عزّ وجل في وصف النبي والصحابة [الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ] آل عمران، الآية 173. وأذا مسّ الإنسان سوء عليه أن يتوكل على الله، كما في حديث الثلاث الذين تكلموا في المهد، حيث قالت الجارية التي كان الناس يضربونها ويرمونها بالزنا: (حسبنا الله ونعم الوكيل).

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى