الشيخ د. محمد عبد الكريم: دستور المحامين وصفة أجنبية بأيدي منافقين يريدون فرضها السودانيين جبراً

الطابية/ تقرير: عبد العزيز ضيف الله
أكد الشيخ محمد عبد الكريم أن القوى الاستعمارية تخطط اليوم لرسم سودان جديد، وتدعو السودانيين إلى خطة من أجل إذلالهم وقمعهم ونهب ثرواتهم، وقال إن ذلك نجده واضحاً فيما يسمى بمسودة دستور تسييرية المحامين، التي وصفها بالمسودة السوداء، موضحاً أن تلك المسودة تقف وراءها ما تسمى بالآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، وتدعمها ما تسمى بالرباعية الدولية، ويراد لها أن تكون مرجعية السودانيين بعد أن فشلت الوثيقة الأولى التي كانت تسمى بالوثيقة الدستورية.
وقال في خطبة الجمعة أمس، إن المسودة لا تشتمل على حلول حقيقية لمشاكل السودانيين الاقتصادية أو السياسية، أو لرأب الصدع بينهم، مؤكداً أنها وصفة غربية أجنبية بأيدي منافقين يريدون وضعها بين يدي السودانيين قهراً وجبراً، وإلا لماذا يصر الراعي الأممي فولكر ومن حوله على هذه المسودة، ويريدون فرضها من خلال من معهم من الدول العربية التي، للأسف، بدلاً من أن تقف مع السودانيين من أجل لحمتهم تقف من أجل فرض هذه الوصفة الغربية.
وأضاف أن مما يندى له جبين المسلم الحر أن يرى هؤلاء السفراء، وعلى رأسهم السفير الأمريكي، يجوب السودان شرقاً وغرباً ويجيء ويذهب، من أجل مفاوضة قبائل ومفاوضة أحزاب على فرض هذه التسوية التي كتبها أناس محدودون معدودون لا يمثلون أهل السودان، وهم الذين حكمونا لثلاث سنوات عجاف، هم الذين صاغوا هذه التسوية، ووضعوا فيها ما يندى له الجبين من عدم إشعار السودانيين بمرجعيتهم العليا (الإسلام)، وأشاروا إلى العلمانية صراحة، وأن تكون الدولة بعيدة عن الدين، على مسافة واحدة من الأديان والمعتقدات الكريمة، فسووا فيها بين الإسلام وعبادة الأوثان، أن تكون الدولة التي تحكم السودانيين المسلمين الذين يصومون ويحجون ويقرؤون القرآن ، دولة لا علاقة لها بدينهم، ولا علاقة لها بمصيرهم، مبدياً أسفه أن مصير السودان أصبح بيد سفراء يقررون في شأنه ويجوب البلاد شرقاً وغرباً دون رقيب أو حسيب، مؤكداً أن هذا هو الاستعمار الجديد.الذي يسعى للسيطرة بدون القوة العسكرية المباشرة، لافتاً أن هذا النوع من الاستعمار تحدث عنه الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، وتحدث عنه الزعيم الإفريقي كوامي نكروما، وحذر من بعض عقلاء الغرب، مثل نعوم تشومسكي وغيره، وبينوا الهدف من ورائه إنشاء مجتمعات مفتوحة يسيطرون عليها سياسياً واقتصادياً، مؤكداً أن الاستعمار قديما كان أو جديداً هو “الخراب” وليس “الاستعمار”.
ووجه دعوة للمسلمين علماء وفقهاء أوسياسيين أو رجال قبائل، أو من الرعية، للاستعلاء بدينهم والاضطلاع بدورهم الأعلى وهو قيادة البشرية، لأنهم أهل الوراثة للأرض، مؤكداً أن الابتلاء في الدين والأذى الذي سيحصل من الأعداء سنة ماضية، ولكن مواجهته تكون بالصبر والتقوى، وليس بما يفعله المنافقون من الوهن والضعف وتقديم التنازلات، وتنكيس الأعلام، وإعطائهم ما يريدون. وأضاف عندما ننفذ ما في كتاب الله عز وجل نكون عندها أعزة، مشيراً إلى أن تعلق الساسة والقادة بالدنيا هو الذي جعلهم يذلون تحت أقدام هؤلاء المجرمين، موضحاً أن العزة تكون بالتمسك بالإسلام، مستشهداً بعض المواقف من سير الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم.
وذكر الشيخ إن من مظاهر ذلة المسلمين أمام الكافرين تشبه كثير من الشبان والشابات بهم في أعيادهم التي أبدلنا الله خيراً منها، مشيراً إلى ما يسمى بـ “عيد الهالويين” الذي أصله وثني، واشتمل على كل شر مظهراً ومخبراً وسلوكاً، من التزيي بالأزياء الفاضحة والغريبة والمريبة والمرعبة.
وقال إن مما أحزنه أن يرى الرجال والنساء والصغار يحتفلون بهذا العيد في المملكة العربية والسعودية، كما يفعل النصارى، وأبدى تعجبه من العلماء الذين كانوا يستنكرون الاحتفال التي بالأعياد المبتدعة، أو التي في انتسابها للشريعة الإسلامية شك، كيف يسكتون عن إنكار أعياد الشيطان، التي يحتفل بها في بلاد أهل الإسلام؟.. وأرجع ذلك تحجيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلجامه، وسجن أهله اضطهادهم. مؤكداً أن أعداء الأمة والاستعمار الجديد يريدون أن ينغمس الناس في هذه الشرور، لأن الاستعمار الجديد هيمنة ثقافية أيضاً، ويريدون إلزامنا بنمط العيش الغربي، ونشر الشذوذ والإلحاد وعبادة الشيطان، وغير ذلك من الآثام، ليتلبس بها المسلمون ليصبحوا أذل الناس، بعد أن كان آباؤهم وأجدادهم أعز الناس.
ودعا الشيخ المسلمين إلى التوبة إلى الله الرجوع إليه قبل أن يروا العذاب الذي توعد الله تعالى به المنغمسين في المنكرات وتاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ](79).