تقاريرمجتمع

في مؤتمر التغذية المدرسية الأول.. مطالب بتوفير “الوجبة المدرسية “للتلاميذ الفقراء لتلافي التسرب

الخرطوم : نجاة  حاطط

أقامت منظمة “صباح السودان للتنمية” مع عدد من شركائها الذين يعملون في مجال الطفولة  الأحد الماضي  مؤتمر ” التغذية المدرسية الأول”  بفندق السلام بالخرطوم، وجاء المؤتمر تحت شعار ” محلية الإنتاج من أجل تنمية السودان “.
في البدء أشادت رئيسة منظمة “صباح السودان للتنمية” الأستاذة  رحاب محمد علي  بدور الشركاء في العمل على توفير الوجبة المدرسية لتلاميذ المدارس، كما لفتت  للأزمات التي يواجهها السودان وأرتفاع نسبة الفقر و زيادة خطر الجوع لأكثر  من 18 مليون نسمة – وفقا للتقديرات  الأخيرة لبرنامج الغذاء العالمي لمنظمة الأغذية والزراعة  “الفاو” – وبالتالي فأن نسبة الأطفال الذين يحتاجون للغذاء بالمدارس يتعدون 410 ألف وفقا لتقديرات اليونسيف في العام 2017، وأكدت رحاب  أن الهدف من برنامج التغذية المدرسية هو تحفيز الأسر لتعليم أبنائها وإبقاء الفتيات بالمدارس.
وأشارت رحاب إلى أن مشروع الوجبة المدرسية يساعد في خفض الميزانية  المخصصة للإفطار  التلاميذ التي تمثل 10% من دخل الأسرة  مضيفة أن المشروع بذلك يعمل على تعزيز الدخل  والمساعدة في تخفيف حدة الفقر للأسر التي لديها أكثر من طفل.
وأشارت رئيسة منظمة “صباح السودان للتنمية” إلى التحديات التي واجهت منظمتها مضيفة أنها وبمساعدة الشركاء استطاعت توفير3296000 مليون وجبة    لعدد 27 ألف مستفيد على مدى خمس  سنوات الماضية وأعادت بها 3 آلاف تلميذ وتلميذة إلى المدرسة بالإضافة لاستقرار 24 ألف تلميذ وتلميذة مؤكدة أنه في العام الحالي تواجههم معيقات أكبر خاصة مع أزدياد الفجوة بين التلاميذ والمعلمين  مضيفة أن الفجوة أصبحت فوق استطاعة المنظمة مما دفعنا لعقد هذا المؤتمر كي نتشارك مع الجهات ذات الصلة لكي تكون الجهود مستدامة  من القضاء على تسرب التلاميذ من المدارس.

نسبة كبيرة:
في المقابل قال ممثل وزارة التربية الاتحادية الاستاذ التجاني الطيب إن إدارة التغذية المدرسية بالوزارة تعمل على الحد من تسرب التلاميذ لافتا إلى ارتفاع نسبة التسرب لتصل إلى 30 % في بعض الأحيان  مضيفا أن السودان كان في الماضي يعتمد في التغذية المدرسية على برنامج الغذاء العالمي لافتا لظهور حالات التسرب بسبب  عدم وجود وجبة الإفطار في الفترة مابين 1969 -2010  مضيفا أن برنامج الغذاء العالمي كان قد أعلم السلطات بانسحابه التدريجي من التغذية المدرسية، وأضاف الطيب أن تكلفة الوجبة الواحدة للتلميذ تساوي 3 دولارات، مضيفا أن حساب التكلفة سيكون كبيرا إذا تم حساب عدد التلاميذ الذين يحتاجون للوجبة المدرسية في كل القطر  مضيفا أن  وزارة المالية لاتدعم الوجبة المدرسية إلا بمقدار ضيئل جدا مقارنة بتكلفتها وعدد التلاميذ الذين يحتاجونها

عدد كبير؛
من جانبه قال الأمين العام  للمجلس القومي لرعاية الطفولة د. عبدالقادر أبو إن قضية الوجبة المدرسية تحتاج لتضافر الجهد الرسمي والشعبي معا لافتا إلى أن المجلس القومي لرعاية الطفولة زار 11 ولاية  عبر زيارتهم للمستشفيات والمدارس والخلاوي  وأشار  أبو بأنه  إذا كان عدد  أطفال السودان اليوم  17  مليون من نسبة العدد الكلي للسكان فأن الذين يحتاجون للوجبة المدرسية قرابة الستة مليون طفل وطفلة -من الشريحة التي تعاني من الجوع –  وأضاف أبو  على ضرورة أن تتضافر الجهود للشراكة معهم بمعية المجلس السيادي ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة المالية ووزارة الإعلام من أجل تعزيز برنامج التغذية المدرسية كما شكر أبو كل من جامعات “الأحفاد ، أمدرمان الإسلامية وجامعة إفريقيا العالمية من خلال كليات التغذية –والتي يمكنها أن تتولي المنهج العلمي لحل تلك المعضلة لإيجاد حل لمشاكل التقزم الناتج من سوء التغذية والذي انتشر في كل من ولايات القضارف وكسلا إضافة لبعض ولايات الشمال والوسط والنيل الأزرق  وكشف أبو الإهمال الذي صاحب ملف التغذية لافتا لضرورة أن تقوم الشركات والمؤسسات بدورها تجاه المجتمع عبر بند  المسؤولية المجتمعية حتى تخرج الوجبة المدرسية للتلاميذ لتمنع تسربهم من مقاعد الدراسة،كما أوصى أبو بمخاطبة المنظمات المتخصصة في شأن الطفولة من أجل إخراج أطفال السودان من دائرة البؤس

أولوية:
أكدت ممثلة وزارة التربية الاتحاديةالأستاذة منى إبراهيم الفكي أن  قضية توفير الوجبة المدرسية تعتبر من أولويات الوزارة  لأن التلميذ الجائع لايستوعب دروسه وأشادت منى بمنظمة صباح السودان للتنمية وببرنامج الغذاء العالمي الذى غطى في العام الماضى محليتي جبل أولياء وأمبدة بينما غطت منظمة صباح السودان محلية شرق النيل في الوجبة المدرسية

حالات رصد:
مديرة الصحة المدرسية د.ريماز زكي  في كلمتها لفتت لحالات سوء التغذية التي رصدتها إدارتها أثناء مرورهم على المدارس لتقديم الخدمات الصحية لافتة إلى أنهم  رصدوا المحليات التي تزداد  فيها حالات سوء التغذية وبالتالي تزداد حالات التقزم بين الأطفال.
في المقابل قالت د.هالة مدير الصحة المدرسية بالوزارة الاتحادية إنه اذا تم الاعتناء بالصحة المدرسية والتغذية الجيدة للتلاميذ عبر الوجبة المدرسية فلن تكون هناك حالات مرضية قادمة.

مناصرة :
من جانبها قالت الأستاذة انعام الطيب  المدير التنفيذي لـ”جمعية: إعلاميون من أجل الأطفال” إن قضية اليوم تستحق الاهتمام، مؤكدة ضرورة التوعية بأهمية وجود الوجبة المدرسية حتى نتفادي تسرب التلاميذ من المدارس مؤكدة على أهمية الإعلام ودوره الطليعي في توعية المجتمع ومناصرة قضايا الطفولة.

ضرورة:
من جانبه أكد الطفل مصطفى إسماعيل على أهمية الوجبة المدرسية للتلاميذ، لافتا إلى أن التلميذ الجائع لايستوعب الدروس وناشد أولياءالأمور والمانحين ضرورة توفير الوجبة المدرسية للتلاميذ.
وفي ذات الجانب لفتت المعلمة انتصار –التي تعمل بمدرسة الألبان المختلطة بحلة كوكو – إلى أهمية توفير الوجبة المدرسية في المحليات ذات الهشاشة رابطةً توفيرها باستمرار العملية التعليمية بذات العدد ومنعا للتسرب الذي يكون في حالة انعدامها

توصيات:
وقدمت الاستاذة منال عابدين في ورقتها “التغذية الصحية لطلبة المدارس ” بحثا أظهر الجرعات التي يحتاجها التلاميذ في الوجبة المدرسية، بالنسب، حتى تكون متوازنة وغنية بالمواد الغذائية التي تبني أجسام هولاء الصغار  لافتة إلى أن نقص أح العناصر الاساسية يسبب أمراضا عديدة للتلاميذ  ومثلت لذلك بنقص فيتامين أ الذي ينتج منه مرض العشى الليلي ونقص اليود الذي يتسبب في الإصابة بمرض الغدة الدرقية.
وفي نهاية المؤتمر قدمت توصيات من جميع الشركاء للوصول لحل لقضية الوجبة المدرسية ولضمان استمراريتها، كما قدمت ممثلة وزارة الزراعة تصورا للمساعدة بعمل مشروع حدائق مدرسية لدعم مشروع الوجبة المدرسية وحتى يكون تلاميذ المدارس منتجين لا مستهلكين.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى