تفاصيل لقاء مثير وعاصف بين علي كرتي وحميدتي في كافوري

الخرطوم: الطابية
شهدت ضاحية كافوري، في الخرطوم بحري، لقاءً عاصفاً بين الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الدعم السريع وعلي أحمد كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية الحالي.
وجاء هذا اللقاء بطلب من حميدتي بينما اشترط كرتي تحديد وتأمين مكان اللقاء بحسب التفاصيل الدقيقة التي حصل عليها (مونتي كاروو) وتشير إلى ان لقاء (كرتي وحميدتي) تم يوم الإثنين الماضي، وفي مضمون اللقاء اختلفت لهجة كرتي كثيراً مع حميدتي على عكس لقاؤهما الأول يوم 17 ابريل 2019 بعد 6 أيام من سقوط البشير، وفق المصدر المقرب الذي تحدث إلى مراسل مونتي كاروو بالخرطوم.
وأضاف المصدر، أن علي كرتي تحدث في اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين مرسلا العديد من الرسائل ومتسائلا عن أسباب استعداء حميدتي للحركة الاسلامية ؟ (نحن ما غلطنا معاك في حاجة) ومضى كرتي مذكراً قائلا (ان وجودنا – أي الحركة الاسلامية- في المؤسسة الأم “الجيش السوداني” انت ما عارف حاجه عنه ووجودنا داخل مؤسستك دي – الدعم السريع- أصلا ما فقدناه) ورغم هجومك المستمر على الحركة الاسلامية ومؤسساتها لم نتخذ أي إجراءات عدائية ضدك.
وأعاد كرتي تذكير حميدتي بأن الحركة الإسلامية هي التي صنعته وليس عمر البشير، وقال كرتي تفصيلاً: (انت تعلم أن قانون الدعم السريع الذي تم تشريعه واعتماده في البرلمان كان هو قرار الحركة الإسلامية وليس عمر البشير كما تظن). واكتفى حميدتي في ردوده على كرتي بأن الهجوم على (الكيزان) جزء من المناخ العام وأنه لم يصنع هذا المناخ.
واضاف المصدر ان حميدتي قام بتنوير دائرة ضيقة جدا من المقربين منه بمخرجات اللقاء وقال حميدتي إن لهجة كرتي تنم عن ثقة غير معهودة وكانت أقرب إلى توجيه تحذيرات وتهديدات مبطنة.
وكان لقاء كرتي وحميدتي الذي تم في السابع عشر من أبريل 2019 أي بعد ستة أيام من سقوط نظام المخلوع عمر البشير
في ذلك اللقاء الذي تم بمنزل حميدتي بضاحية جبرة بالخرطوم ، أشاد علي كرتي بمواقف حميدتي وبانحياز قواته إلى جانب خيار الشعب في خلع البشير الذي حاول المؤتمر الوطني كثيرا أن يقنعه بالتنحي وعدم الترشح في انتخابات 2020 لكن دون جدوى.
وادعى كرتي لحميدتي حسب المصدر انهم لا يعتبرونه خائنا بل جنب البلاد المزيد من اراقة الدماء وفيما يتعلق بالفترة الانتقالية فإنهم كحركة اسلامية لا يطمحون في المشاركة في أي من مستوياتها سواء كانت تنفيذية أو تشريعية وسيتوارون عن المسرح السياسي تماما شريطة ألا يشرك المجلس العسكري فيها أي من خصومهم التاريخيين من الشيوعيين والبعثيين، وأن يشكلوا حكومة تصريف أعمال.. ومن ثم عقد انتخابات بعد عام واحد مثلما فعل سوار الذهب عقب الاطاحة بنظام النميري في 86 وستتفرغ الحركة الاسلامية للاستعداد للانتخابات عبر واجهة جديدة.