تقاريرثقافة

مؤتمر الخريجين في مركز العز بن عبد السلام

الخرطوم :نجاة حاطط

قدم مركز العز بن عبدالسلام الثقافي للدراسات العربية الإسلامية الإفريقية في مقره الدائم بشمبات محاضرته العامة ” مؤتمر الخريجين.. دروس وعبر” والتي قدمها د.المعتصم أحمد الحاج مدير جامعة أمدرمان الأهلية مؤلف كتاب “محاضر مؤتمر الخريجين1939-1947م” و”معجم شخصيات مؤتمر الخريجين” في منتداه الدوري السبت الماضي.

وأوضح د.المعتصم أن من أهم الدروس والعبر التي تستخلص من دراستنا لمؤتمر الخريجين العام اهتمامه بالمصلحة العامة مشيرا إلى اللجان والبرامج السنوية التي أعدها المؤتمر خلال الفترة من 1939 -1947: لجنة التعليم ،ولجنة الإصلاح الاقتصادي، ولجنة الاصلاح الاجتماعي ،ولجنة المجلة ،ولجنة الطلبة القاهريين ،ولجنة الموظفين ،ولجنة المعهد العلمي ،ولجنة العمال، بالإضافة إلى لجنة دراسة التقارير.

وفي باب الإصلاح الاجتماعي قال المحاضر إن المؤتمر ابتدر عمل إصلاحات اجتماعية مؤثرة مايدل على اهتمام مؤتمر الخريجين العام بقيم المجتمع السوداني و أصالته مشيرا إلى دعوة المؤتمر- ضمن برنامح عام 1940 – لمحاربة عادتي الختان الفرعوني والشلوخ ،مناديا بقصر أيام المأتم على ثلاثة أيام ،داعيا لتخفيض المهور تشجيعا للزواج حضا على الفضيلة وإغلاقا لأبواب الرذيلة ، كما عمل المؤتمر على منع شرب الخمر في الأندية الوطنية ، وحارب البغاء والأمراض المماثلة له والقمار.

وفي مضمار التعليم ذكر د.المعتصم قيام لجنة التعليم بمؤتمر الخريجين العام ضمن برنامجها للعام 1940 م بمكافحة الأمية حيث افتتح المؤتمر مدارس ليلية تطوعية في الخرطوم والأقاليم ، كما شجع على فتح مدارس أولية وخلاوي في الأماكن التي لايمكن فتح مدارس فيها، وتابع المؤتمر السعي لتنظيم إرسال الطلبة السودانيين لمدارس مصرية، كما انشأ صندوق التعليم ، وواصل السعي لتحقيق ما اشتمل عليه تقرير التعليم ومشروع المعهد مع عمل جهد خاص لحل مشكلة التعليم الثانوي والأوسط سنه 1941م ،ودرس المؤتمر مسألة تعليم العرب الرحل .

وفي جانب رعاية الثقافة العامة ذكر المحاضر أن مؤتمر الخريجين العام ابتدر المهرجانات الثقافية في تاريخ السودان المعاصر حيث أقام المؤتمر مهرجانه الأدبي، مشجعا الجمعيات الأدبية وإلقاء المحاضرات ، وشجع المؤتمر حركة التأليف والطبع والنشر مع العناية بدراسة تاريخ السودان، ودعا لتحفيظ القرآن الكريم ،وقدم مكآفات وجوائز للطلبة والطالبات .كما نشر المؤتمر الثقافة العلمية بين طبقات الشعب عبر الإذاعة والكراسات وزيارات القرى والاحتفال بيوم القرية ، وشجع الحركة الرياضية بالسودان .كماعمل المؤتمر على تقوية العلاقات الودية بين المقيمين والنزلاء .

وفي شؤون الاقتصاد ذكر المحاضر أنه كان لمؤتمر الخريجين تصوره عن مشروع الجزيرة ، ودعا المؤتمر لتكوين شركات مساهمة عامة ، وأقام معارض للصناعات المحلية ،ودرس مشروع بنك السودان.

وفي مجال الشؤون الاجتماعية أفاد المحاضر أن مؤتمر الخريجين العام أنشأ المستشفى الأهلي للنساء والتوليد ،وعني بالشؤون الرياضية وزيارات القرى .

ولفت الحاج إلى أن مؤتمر الخريجين العام تجاوز خطاب القبلية الضيقة والجهوية والإثنية والمناطقية إلى القومية السودانية وهو ما أسماه الشاعر يوسف مصطفى التني –أحد قيادات المؤتمر في تياره الاستقلالي – ب”القومية النبيلة ” وهو درس من أهم دروس التاريخ التي نحتاج إليها لبناء سودان اليوم والغد .

وأشار الحاج إلى أن مؤتمر الخريجين العام بعد أن أسفر عن وجهته السياسية إثر تقديمه مذكرته الشهيرة إلى علي ماهر باشا رئيس الوزارة المصرية في أعقاب زيارته للسودان أبريل 1942 م تطور تطورا سياسيا ملحوظا ، معتبرا ماحدث من انقسام في المؤتمر إلى تيارين اتحادي واستقلالي تطورا طبيعيا معتبرا الدعوة إلى وحدة وادي النيل التي تبنتها الحركة الاتحادية خطوة تكتيكية وليست إستراتيجية وهذا ما يفهم من خلال تحول الاتحاديين إلى استقلاليين عشية إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955 .ونبه الحاج إلى أن مذكرة المؤتمر الشهيرة في أبريل 1942 م ظلت تشكل الأساس الفكري لتطور الحركة الوطنية في السنوات اللاحقة حيث تضمنت المذكرة مطالب منها :تكوين مجلس عال للتعليم ،واستقلال القضاء ، وإلقاء قوانين المناطق المقفولة، واستصدار قانون الجنسية السودانية، ووقف الهجرة للسودان ،وعدم تجديد عقد الشركة الزراعية في مشروع الجزيرة ،كما طالب المؤتمر بأن تكون الأولوية في الوظائف العامة للسودانيين، وتمكين السودانيين من استثمار موارد بلادهم ، وتوظيف السودانيين في الشركات الأجنبية ، ووقف الإعانات والمساعدات لمدارس الإرساليات، وتوحيد النظام التعليمي في الشمال والجنوب .

ونادى د.المعتصم أحمد الحاج في ختام محاضرته -التي أثارت مداخلات وتعقيبات عدة – الدارسين والباحثين إلي البحث عن المحاضر المفقودة لمؤتمر الخريجن العام وهي المحاضر من سنة 1948 -1952

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى