سياسةكاتب ومقالمقالات

فولكر.. من يقبل ومن يرفض؟! – بكري المدني

خاص:الطابية

* بقبول قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي الانخراط في العملية السياسية التى أطلقها المبعوث الأممي بالسودان السيد بيرتس فولكر يكون أكبر طيف سياسي من القوى الحزبية قد أمن على المشاركة في هذه العملية، والتى يمكن تلخيصها في كونها حواراً بين السودانيين برعاية أممية، وفي تقديري أن نجاح هذه العملية من عدمه رهين بعدد من الشروط أهمها أن تشمل دعوة فولكر أكبر قدر من القوى السياسية والمجتمعية، هذا إن لم تشملها كلها، وأن ينحصر دور البعثة الأممية ومن خلفها الأمم المتحدة على دور المسهل الملتزم بتمكين السودانيين من الجلوس إلى بعضهم البعض، دون الدخول في أجندة الحوار أو تفاصيله، وأن تكتفى إلى ذلك الأمم المتحدة وبعثتها بدور المراقب الملتزم بالعمليات الفنية والإدارية للحوار من واقع أن هذا هو واجب الأمم المتحدة، كون السودان عضواً فيها، وواجب البعثة الأممية التى استدعيت للخرطوم للمساعدة في التحول الديمقراطي.
* إن كانت أعلاه شروط النجاح فإن معكوسها تماما هو أسباب الفشل!!.. فمثلا إن اقتصرت الدعوى لعملية الحوار على مجموعة دون غيرها من القوى السياسية والمجتمعية وكانت القوى الأكبر والأكثر أثراً خارج إطار الحوار، فإن نتيجة العملية ستكون بجحم الذين شاركوا فقط، وكذلك الحال إذا ما تجاوزت الأمم المتحدة وبعثتها في السودان دورها المطلوب في رعاية الحوار وتجاوزته لوضع الأجندة والتدخل في التفاصيل، وذلك ما سيحيله إلى إملاء دولي أكثر من كونه حواراً بين أبناء الوطن الواحد والذين هم أدرى بقضاياه والحلول المناسبة لها وأدرى، بالتالي، بمصالحه والمحافظة عليها.
* إن أُريد لعملية فولكر النجاح تحديدا فإن من المهم أن تراعى مشاركة القوي السياسية والمجتمعية التى كانت تشكل النظام السابق، وهي تمثل طيفاً واسعا من المنتمين للتيار الوطني الإسلامي بقواه السياسية والمجتمعية من إدارات أهلية وطرق صوفية، وأية محاولة لعزل هذا التيار العريض على النحو الذي جاء في الوثيقة الدستورية فإنه لا يعدو أن ينتهي للحالة التى انتهت إليها الوثيقة نفسها وأحزابها المتحالفة وتجربتها البائرة في الحكم.
إضافة إلى مسألة مهمة ههنا أيضا؛ وهي ألا يكون من مخرجات العملية الأممية تشكيل حكومة ما تبقى من الفترة الانتقالية محاصصة بين القوى السياسية، وإنما المفترض هو تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية غير الحزبية، مع التزام أحزاب الحوار بأن تكون سندا وحاضنة لها حتى تكتمل الفترة الانتقالية في مدتها المنصوصة، ومن ثم يمضي الجميع للانتخابات، وأية محاولة لتشكيل حكومة انتقالية من قوى مبادرة فولكر فإن المسألة أيضا لن تعدو أن تكون محاولة إنتاج نسخة ثالثة وفاشلة من حكومة المحاصصة الحزبية.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى