(من أين أتت فكرة الصراع السياسي؟
مواصلتي لسلسلة مابدأته من حوارات جريئة مع الأصدقاء في صفحتي الغرض الأساسي منها هو خلق حالة من المثاقفة و ليس التخندق وراء رأي سياسي معين أو إدعاء الحقيقة المطلقة بل العكس والله يشهد علي مافي قلبي أنني أنشد الإستفادة أولا وأخيرا لسد ماينقصني من معرفة على المستوى الشخصي ولبنات وأبناء جيلي والأجيال الحالية التي غيبت عنها كثير من حقائق التاريخ السياسي والإجتماعي في السودان وتدور هذه الحوارات دائما حول المسكوت عنه في مجتمعنا لذلك ساأستمر والله وراء مقصدي أسأله العون.
#(خلفية الصراع السياسي)
أظن وليس الظن كالإعتقاد أن الصراع السياسي في السودان يعود لطبيعة تكوين أحزابنا السياسية نفسها خلونا نبدأها من الحزبين الكبيرين أصلا طبيعية تكوينهما ليست طبيعة برامجية وإنما (أسسا) وعايز أقيف عند أسسا دي منو الأسسهم ولي شنو وكيف؟ انتو عارفين الإجابه لأنها من بديهيات التاريخ السوداني لكن حابي أذكر لأننا لما نجي نتعاطي مع واقعنا الماثل دائما بننسي إنه السودانيين ماأسسوا حزب بمفردهم وبدوافعهم الذاتية المهم إتأسست الأحزاب دي على طبيعة الصراع حول موضوع الاتحاد مع مصر أو الاستقلال تحت التاج البريطاني ملاحظين الشعارين (اتحاد مع مصر – استقلال وبقاء تحت التاج البريطاني)
في النهاية الشعاران جوهرهما البقاء تحت الإستعمار وتحت جناح واحدة من الدول المستعمرة) عشان كده أوعه زول يجي يقول ليكم نحن جبنا الإستقلال ففكرة إنك تعمل حزب أو يعمل لك حزب مبنى على صراع دولتين أخريتين وانت تتبنى الصراع ده دون محاولات تطوير مفهومك عن العمل السياسي الحزبي وتحاول تخم الناس باتكائك على أكتاف عامة البسطاء من الدراويش والختمية أمر مخزي ومؤسف لأنه مستمر لحدي اليوم.
الصراعات دي تمظهرت في صراعات أول ديمقراطيه ان صح التعبير خلينا نقول حكومة مدنيه المهم عندما تكونت الحكومة من أحزاب ثلاث حزبين اتحاديين وحزب الأمة وترأس حزب الأمة صاحب الأغلبية الحكومة رأي الحزبين الإتحاديين توحيد كتلتهما في البرلمان واستلام الحكومة من عبدالله خليل سكرتير حزب الأمة طبعا الوسيلة ديمقراطية ولكن تستبطن الصراع هنا حزب الأمة أدرك الخطر وذهب لإبراهيم عبود قائد الجيش وشكي له بؤس الأحزاب وسلمه الحكومه عشان كده أوعه واحد يغشكم ويقول ليكم ابراهيم عبود عمل إنقلاب عسكري ساكت كده من غير يحكي ليكم التفاصيل دي. فدى أحزاب لم تؤسس على برامج تتعلق بنهضة السودان وشعبه أبدا ولحدي اليوم للحصيف مننا خلونا نعاين للحزبين الكبيرين ديل وين برامجهم ومشروعاتهم المطروحة عشان نقرر فيها، مايزالان يتكئان ويقتاتان على بساطة وعفوية أهلنا الغبش ومجرد تجي الإنتخابات تدق نوبة سيدي والخلفاء ونحنا مجرد تبع وحيران في كنف مولانا والإمام.
*نجي للشيوعيين طبعا التأسيس على يد اليهودي الشيوعي المصري هنري كوريل وهنا عايز احيلكم لكتاب أحمد سليمان محمد (صفحات من ذكريات شيوعي اهتدي ومشيناها خطي)
وطبعا مابيخفي عليكم فكرة الصراع نفسها في الفكر الماركسي والشيوعيين السودانيين عندهم قناعة إنو الحزبين أعلاه إقطاعيين ورجعيين وخلاصة مااكتسبوه من فكر بعد إنشائهم للحزب الشيوعي في السودان تمظهر في صراعهم ومحاولات إقصائهم لغيرهم خاصة بعد مايو ٦٩ عندما استولوا على السلطة مع العقيد جعفر نميري والقوميين والبعثيين، طبعا أنا ماضد إنك تستفيد من تجارب من حولك ولكن أن تستورد الفكرة دون تطوير وتكييف مع واقع المجتمع الإنت عايش فيهو هي المشكلة ذاتها فانهار الشيوعيون في مهدهم وانهارت فكرتهم لكن مايزال الحزب الشيوعي عندنا محنط في أفكار ماركس ولينين.
* القوميين العرب والبعثيين أصلا الفكرة قائمة على الصراع وإقصاء كل ماهو عربي في حقيقتها وطبعا هي في فكرة غريبة على مجتمعنا السوداني المتنوع ويكفيني هنا ذكر شعارهم المتمسكين بيهو لحدي اليوم وكفى (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) والشعار ده دايما في خلفيات لقاءاتهم الحزبية حتى في دارفور وكردفان والله جد.
*الإخوان المسلمين أصلا هم شأنهم شأن الآخرين فكرةنشأت في مصر على يد حسن البنا الذي جند على يده بعض الطلاب السودانيين الذين درسوا في مصر وبعض المصريين من الإخوان الذين استهدفوا طلابا في مدرسة حنتوب وتأسست في السودان على خلفية تمدد اليسار السوداني والطائفية في المجتمع والأمر كله صراع آيديولوجي ماعنده علاقة بأي مشروع سوداني أصيل ولا برامج تنموية حقيقية لها علاقة بواقع السودانيين ومعاشهم وتمظهر الكلام ده في صراعاتهم الي اليوم مع الآخرين وإقصائهم عندما تعاونوا مع العسكر في إنقلاب ٨٩.
الصراعات الآيدولوجية العبثية دي أعمت بصائر هذه الأحزاب عن إستخدام الوسائل الأخلاقية في التعاطي مع الشأن السياسي والأدوات العلمية الديمقراطية في الوصول إلى السلطة بل إعتبار السلطة غاية وليست وسيلة لذلك كلما وصلت هذه الأحزاب الي السلطة يتوقف حمار شيخها في العقبة لأنها لاتملك أجوبة على أسئلة الواقع السوداني المفضية إلى التنمية الحقيقية المتعلقة بالجوانب الإجتماعية والإقتصادية والثقافية وغيرها.
إذا فكرة الصراع هي فكرة أصيلة في بنية هذه الأحزاب المستوردة الغريبة على مجتمعنا وإن لبس قادتها العراقي والسروال.
أها يلا تاني حا أرجع وأقول عشان ماتخونوني أنا ماضد الأحزاب ولا مع إقصائها من المشهد لكن مافي مانع يخليني أحلم بأنه أحزابنا دي ذاتها تعمل مراجعات يخليها تضع حد لفكرة الصراع دي وتحاول تمتلك برامج تشيعها وسط جماهيرها والكلام ده يكون ماعنده علاقة بالانتخابات وخم الناخبين عايز الفكره دي تبقي أصيله في الأحزاب حتى نتحول جميعا من فكرة الصراع إلى فكرة التنافس حول من يخدم المواطن ببرامج واضحة ولكن غايتها المواطن ورفاهيته وليست السلطة.
فتح الرحمن يوسف سيدأحمد – باريس
(من أين أتت فكرة الصراع السياسي؟
مواصلتي لسلسلة مابدأته من حوارات جريئة مع الأصدقاء في صفحتي الغرض الأساسي منها هو خلق حالة من المثاقفة و ليس التخندق وراء رأي سياسي معين أو إدعاء الحقيقة المطلقة بل العكس والله يشهد علي مافي قلبي أنني أنشد الإستفادة أولا وأخيرا لسد ماينقصني من معرفة على المستوى الشخصي ولبنات وأبناء جيلي والأجيال الحالية التي غيبت عنها كثير من حقائق التاريخ السياسي والإجتماعي في السودان وتدور هذه الحوارات دائما حول المسكوت عنه في مجتمعنا لذلك ساأستمر والله وراء مقصدي أسأله العون.
#(خلفية الصراع السياسي)
أظن وليس الظن كالإعتقاد أن الصراع السياسي في السودان يعود لطبيعة تكوين أحزابنا السياسية نفسها خلونا نبدأها من الحزبين الكبيرين أصلا طبيعية تكوينهما ليست طبيعة برامجية وإنما (أسسا) وعايز أقيف عند أسسا دي منو الأسسهم ولي شنو وكيف؟ انتو عارفين الإجابه لأنها من بديهيات التاريخ السوداني لكن حابي أذكر لأننا لما نجي نتعاطي مع واقعنا الماثل دائما بننسي إنه السودانيين ماأسسوا حزب بمفردهم وبدوافعهم الذاتية المهم إتأسست الأحزاب دي على طبيعة الصراع حول موضوع الاتحاد مع مصر أو الاستقلال تحت التاج البريطاني ملاحظين الشعارين (اتحاد مع مصر – استقلال وبقاء تحت التاج البريطاني)
في النهاية الشعاران جوهرهما البقاء تحت الإستعمار وتحت جناح واحدة من الدول المستعمرة) عشان كده أوعه زول يجي يقول ليكم نحن جبنا الإستقلال ففكرة إنك تعمل حزب أو يعمل لك حزب مبنى على صراع دولتين أخريتين وانت تتبنى الصراع ده دون محاولات تطوير مفهومك عن العمل السياسي الحزبي وتحاول تخم الناس باتكائك على أكتاف عامة البسطاء من الدراويش والختمية أمر مخزي ومؤسف لأنه مستمر لحدي اليوم.
الصراعات دي تمظهرت في صراعات أول ديمقراطيه ان صح التعبير خلينا نقول حكومة مدنيه المهم عندما تكونت الحكومة من أحزاب ثلاث حزبين اتحاديين وحزب الأمة وترأس حزب الأمة صاحب الأغلبية الحكومة رأي الحزبين الإتحاديين توحيد كتلتهما في البرلمان واستلام الحكومة من عبدالله خليل سكرتير حزب الأمة طبعا الوسيلة ديمقراطية ولكن تستبطن الصراع هنا حزب الأمة أدرك الخطر وذهب لإبراهيم عبود قائد الجيش وشكي له بؤس الأحزاب وسلمه الحكومه عشان كده أوعه واحد يغشكم ويقول ليكم ابراهيم عبود عمل إنقلاب عسكري ساكت كده من غير يحكي ليكم التفاصيل دي. فدى أحزاب لم تؤسس على برامج تتعلق بنهضة السودان وشعبه أبدا ولحدي اليوم للحصيف مننا خلونا نعاين للحزبين الكبيرين ديل وين برامجهم ومشروعاتهم المطروحة عشان نقرر فيها، مايزالان يتكئان ويقتاتان على بساطة وعفوية أهلنا الغبش ومجرد تجي الإنتخابات تدق نوبة سيدي والخلفاء ونحنا مجرد تبع وحيران في كنف مولانا والإمام.
*نجي للشيوعيين طبعا التأسيس على يد اليهودي الشيوعي المصري هنري كوريل وهنا عايز احيلكم لكتاب أحمد سليمان محمد (صفحات من ذكريات شيوعي اهتدي ومشيناها خطي)
وطبعا مابيخفي عليكم فكرة الصراع نفسها في الفكر الماركسي والشيوعيين السودانيين عندهم قناعة إنو الحزبين أعلاه إقطاعيين ورجعيين وخلاصة مااكتسبوه من فكر بعد إنشائهم للحزب الشيوعي في السودان تمظهر في صراعهم ومحاولات إقصائهم لغيرهم خاصة بعد مايو ٦٩ عندما استولوا على السلطة مع العقيد جعفر نميري والقوميين والبعثيين، طبعا أنا ماضد إنك تستفيد من تجارب من حولك ولكن أن تستورد الفكرة دون تطوير وتكييف مع واقع المجتمع الإنت عايش فيهو هي المشكلة ذاتها فانهار الشيوعيون في مهدهم وانهارت فكرتهم لكن مايزال الحزب الشيوعي عندنا محنط في أفكار ماركس ولينين.
* القوميين العرب والبعثيين أصلا الفكرة قائمة على الصراع وإقصاء كل ماهو عربي في حقيقتها وطبعا هي في فكرة غريبة على مجتمعنا السوداني المتنوع ويكفيني هنا ذكر شعارهم المتمسكين بيهو لحدي اليوم وكفى (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) والشعار ده دايما في خلفيات لقاءاتهم الحزبية حتى في دارفور وكردفان والله جد.
*الإخوان المسلمين أصلا هم شأنهم شأن الآخرين فكرةنشأت في مصر على يد حسن البنا الذي جند على يده بعض الطلاب السودانيين الذين درسوا في مصر وبعض المصريين من الإخوان الذين استهدفوا طلابا في مدرسة حنتوب وتأسست في السودان على خلفية تمدد اليسار السوداني والطائفية في المجتمع والأمر كله صراع آيديولوجي ماعنده علاقة بأي مشروع سوداني أصيل ولا برامج تنموية حقيقية لها علاقة بواقع السودانيين ومعاشهم وتمظهر الكلام ده في صراعاتهم الي اليوم مع الآخرين وإقصائهم عندما تعاونوا مع العسكر في إنقلاب ٨٩.
الصراعات الآيدولوجية العبثية دي أعمت بصائر هذه الأحزاب عن إستخدام الوسائل الأخلاقية في التعاطي مع الشأن السياسي والأدوات العلمية الديمقراطية في الوصول إلى السلطة بل إعتبار السلطة غاية وليست وسيلة لذلك كلما وصلت هذه الأحزاب الي السلطة يتوقف حمار شيخها في العقبة لأنها لاتملك أجوبة على أسئلة الواقع السوداني المفضية إلى التنمية الحقيقية المتعلقة بالجوانب الإجتماعية والإقتصادية والثقافية وغيرها.
إذا فكرة الصراع هي فكرة أصيلة في بنية هذه الأحزاب المستوردة الغريبة على مجتمعنا وإن لبس قادتها العراقي والسروال.
أها يلا تاني حا أرجع وأقول عشان ماتخونوني أنا ماضد الأحزاب ولا مع إقصائها من المشهد لكن مافي مانع يخليني أحلم بأنه أحزابنا دي ذاتها تعمل مراجعات يخليها تضع حد لفكرة الصراع دي وتحاول تمتلك برامج تشيعها وسط جماهيرها والكلام ده يكون ماعنده علاقة بالانتخابات وخم الناخبين عايز الفكره دي تبقي أصيله في الأحزاب حتى نتحول جميعا من فكرة الصراع إلى فكرة التنافس حول من يخدم المواطن ببرامج واضحة ولكن غايتها المواطن ورفاهيته وليست السلطة.
فتح الرحمن يوسف سيدأحمد – باريس
أتمنى أن تنشروا لي مقالاتي عبر شبكتكم العامرة