تقاريرسياسة شرعية

في خطبة الجمعة .. الشيخ عبد الحي يوسف يوجه رسائل قوية: ” الاقتتال القبلي.. وتظاهرات التخريب .. واختطاف الرهائن..كلها من الفساد في الأرض”

الخرطوم: الطابية
وجّه الشيخ د.عبد الحي يوسف، تحذيرات قوية لناشري الفساد في الأرض، من مروجي المحرمات والمخدرات، الذين يريدون أن يغرق الناس في بحور الفساد، ويعتادوا المنكرات، وللمخربين الذين يحرقون مراكز الشرطة، يقتلعون حجارة الأرصفة ويقطعون الطريق على السابلة والمارين، خلال التظاهرات التي وصفها بأنها لا يدرى لها هدف، ويقف وراءها أناس مشبوهون.. كما حذّر الضالعين في الاقتتال القبلي في دارفور وغرب كردفان، من أن ما يفعلون من الإقدام على قتل النفس المحرمة، بدوافع عصبية قبيلية له عاقبة وخيمة، جريمة وكبرى عند الله يوم القيامة.
وقال الشيخ عبد الحي، خلال خطبته لصلاة الجمعة أمس، إن الفساد صفة للكفار، وصفة للمنافقين، وللسحرة والدجاجلة، وللجبابرة المستكبرين، وللأمم المتمردة على الله عزوجل ممن غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً.
وأوضح عبد الحي أن من الإفساد في الأرض أن يسعى بعض الناس إلى ترويج المحرمات بأن يوزع خموراً أو مخدرات أو غيرها من أجل أن يغرق الناس في بحور الفساد يألفوا الناس تلك المنكرات ويعتادوها, ومن الإفساد في الأرض كذلك إفساد البيئة، وقال لذلك نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع شجرة يستظل بها الناس، وحتى في الجهاد أمر صلوات ربه وتسليماته عليه ألّا يخربوا عامراً، ولا يقطعوا شجر مثمراً، ولا يعقروا بعيراً إلا لمأكلة، ولا يقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ولا راهباً في كنيسة.
وأكد الشيخ أن كل أنواع الفساد ممنوعة محظوراً، قائلاً: يا أيها المسلم يا عبد الله إن استطعت أن تكون صالحاً في نفسك مصلحاً لغيرك آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر فأنت على خطى الأنبياء والمرسلين (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)، إن لم تستطع ذلك وعجزت فكن صالحاً في نفسك، وأضاف: أما من كان فاسداً في نفسه فإن ذنبه عظيم، وأعظم منه وزراً وأشد منه إثما من سعى إلى إفساد غيره.
وأكد الشيخ عبد الحي أن أعظم الفساد بعد الشرك بالله عزّ وجل الإقدام على قتل النفس المعصومة، مشيراً إلى أن بعض الناس يقدم على قتل النفس بدم بارد، بل قد يقتل أنفسا، مستشهداً بقول الله عزّ وجل: (ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالد فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، ووجه رسالته إلى هؤلاء قائلاً: يا من تحرشون بين الناس، يا من تحرضون على القتل، يا من تستسهلون هذه الجريمة المروعة، اتقوا الله في أنفسكم..
وأضاف؛ ما نسمعه من أخبار مروعة عما يحصل في دارفور وفي غرب كردفان في أيامنا هذه من اقتتال بين القبائل، لا بد من كلمة نقول فيها لهؤلاء الناس ” الله الله في الدماء.. لا يزال المرء في فسحة في دينه ما لم يصب دماً حراماً”، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال “ليس منا من قاتل على عصبية، ليس منا من دعا إلى عصبية، ليس من مات على عصبية”.. يوم القيامة لن تأتي مع قبيلتك ولا مع عشيرتك أو مع جماعتك أو مع عائلتك، (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).. لن يكون عذراً عند الله أن تقول إن قبيلتي أمرتني إن جماعتي قد حرضتني.. الله عز وجل لن يقبل منك ذلك.
ووجه د.عبد الحي يوسف رسالته الثانية إلى الشباب، قائلاً: إن من الفساد في الأرض يا معشر الشباب ما يقوم به بعض الغوغاء والدهماء في أيامنا هذه من إحراق مراكز الشرطة واقتلاع حجارة الأرصفة من أماكنها وإشعال النيران في كل مكان وقطع الطرق على السابلة والمارين هذه كله والله ثم والله حرام، حتى في جهاد الكفار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الغزو غزوان؛ فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريم وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخراً ورياء وسمعة وعصى الإمام وعاسر الشريك وابتغى الفساد فأنه لن يرجع بالكفاف ) ، إذا كان هذا في الجهاد، فكيف بهذه المظاهرات التي لا يدرى لها هدف ولا تعرف لها غاية، والداعون إليها قوم مشبوهون.
وأضاف، أكرر النداء، يا معشر الشباب، تفقدوا مواقع أقدامكم وتبصروا عاقبة عملكم.
أما الرسالة الثالثة فقد وجهها الشيخ عبد الحي للمجموعات المسلحة في دارفور، التي تقوم باختطاف الأبرياء، حيث أكد أن من الفساد الإقدام على اختطاف قوم برءاء لا ذنب لهم من أجل أن يفاوضوا بهم ويساوموا، مشيراً إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عزّ وجل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل حلف على سلعة أنه اشتراها بكذا وهو كاذب، ورجل باع حراً فأكل ثمنه)، وموضحاً أن هؤلاء الذين يخطفون من يسمونهم رهائن من أجل أن يفاوضوا بهم أو يساوموا بهم هؤلاء بغير شك داخلون في هذا الوعيد.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى